وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ
وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ
عرض للطباعة
وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ
وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ
فَلَئِن بَقيتُ لَأَصنَعَنَّ عَجائِب
وَلَأُبكِمَنَّ بَلاغَةَ الفُصَحاءِ
فَلَيتَهُما لَم يَجرِيا نِصفَ غَلوَةٍ
وَلَيتَهُما لَم يُرسِلا لِرَهانِ
وَأُقسِمُ حَقّاً لَو بَقيتَ لَنَظرَةٍ
لَقَرَّت بِها عَيناكَ حينَ تَراني
وَلَولا فِرارُكَ يَومَ الوَغى
لَقُدتُكَ في الحَربِ أَو قُدتَني
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُم
جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِ
أَتُرَى رُمَاتُهُمُ درَوا مَنْ أوغَلُوا
في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
كما كان لي بعد أن لم يكُن
وَلا تَغُرَّنَّكَ الإِمارَةُ في
غَيرِ أَميرٍ وَإِن بِها باهى
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ
عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا
وَإِن تُمسِ داءً في القُلوبِ قَناتُهُ
فَمُمسِكُها مِنهُ الشِفاءُ مِنَ العُدمِ
وَالشَمسُ يَعنونَ إِلّا أَنَّهُم جَهِلوا
وَالمَوتَ يَدعونَ إِلّا أَنَّهُم وَهَموا
فَتَرَكتَهُم خَلَلَ البُيوتِ كَأَنَّما
غَضِبَت رُؤوسُهُمُ عَلى الأَجسامِ
كَئيباً تَوَقّاني العَواذِلُ في الهَوى
كَما يَتَوَقّى رَيِّضَ الخَيلِ حازِمُه
لا يَتَشَكَّينَ مِنَ الكَلالِ
وَلا يُحاذِرنَ مِنَ الضَلالِ
فَما حَرَمَت حَسناءُ بِالهَجرِ غِبطَةً
وَلا بَلَّغَتها مَن شَكى الهَجرَ بِالوَصلِ
ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلى
فَصَعبُ العُلى في الصَعبِ وَالسَهلُ في السَهلِ
تُريدينَ لُقيانَ المَعالي رَخيصَةً
وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحلِ