مَثلَبةُ الإصطفافِ الجائر
كتبه : أبو مشاري
جُبِل البشرُ على العون أو ما يسمى في الأعراف الإجتماعية ( الفزعة ) للأقارب والأصدقاء والزملاء والمعارف وبني الجلدة ، وكلما ضاقت الدائرةُ المحيطةُ بالإنسانِ تزاداد هذه النزعةُ لدرجة توجيبها لدى البعض .
ولا شك أن الدعمَ والعونَ للمحتاجِ هي من مآثرِ ديننا الحنيف ، فقد ورد في حديثٍ طويلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ... والله في عونِ العبدِ ما دام العبدُ في عون أخيه ... ) .
إلّا أن فهمَ الدعمِ والعونِ على إطلاقِه لا يستوي ، فالعونُ لا يكون إلا فيما يتوافق مع الدين ، والحق هو أن تنصرَه إن كان مظلوماً وكذلك تنصره بأن تمنعه عن ظلمه إن كان ظالما .
إلا أنه ومن خلال ما رأيته في المجتمعات المختلفة فقد ترادَفَت خيلُ أفكاري وأربكَتني حين وجدت أن ( البعض ) يستهويه الإصطفافُ الجائرُ مع من يعرفُه أو تميلُ له نفسُه مستلهماً قول الشاعر دريد بن الصمّة :
وما أنا إلا من غَزِيةَ إن غوت ..
غويتُ وإن ترشُد غَزِيةُ أَرشُدِ
بل أن ( بعضاً آخر ) هو من يريدُ تصريحاً أو تلميحاً أن يصطف الآخرون معه ولو كان موقفُه خطأً جَليّا .
ومع تزايد وسائل التواصل الإجتماعي وتوفّر فرص الحوارات والإدلاء بالآراء وما يصاحب ذلك من التباين في المواقف أو من إستحضار البعض لمواقف أو خلافاتٍ شخصيةٍ سابقةٍ نجد أن نزعاتِ الإصطفاف ومحاولة توظيفها تظهر على السطح بأحجامٍ مختلفة .
فينبري ( البعض ) إلى تبنّي فكرة الفسطاطين ، والتأطير لفكرة إذا لم تكُن معي فأنت ضدي ، ثم ينطلق في أحكامِه على زملائه أو رفاقه أو أقربائه من ساحات هذين الفسطاطين المتقابلين .
وهذه السَوءةُ لا تقتصرُ على وسائل التواصل الإجتماعي بل تتمدد إلى المجالسِ الطبيعيةِ وأجواءِ العملِ الوظيفي والتشجيع الرياضي وغير ذلك من ساحاتِ التكتلاتِ البشرية .
ولاشك أحبتي أن مَثلبةَ الإصطفافِ الجائرِ هذه تهزّ وتقدحُ في شخصيةِ المقتحم أو شخصية الطالب - ولو في قرارة نفسه - لهذا الإصطفاف ، ويتضعضع موقفُه ويظهر بمظاهر المتملّقين والإنتهازيين .
لذلك فمن يقف مع الحق دائماً ومع دعم المستحقين للعون فلا يجب أن يضير ذلك الأطرافَ المتباينةَ أو المتنازعةَ في شيء ، بل هو في حقيقة الأمر يستحق أن ينالَ ثقةَ الجميعِ فيعلمون أن هذه الشخصيةَ إن وقفت معك ساعةً من نهارٍ في خطئك فسوف تقف لساعات مع غيرك ولو كان ذلك ضدك متى ما سنحت له الفرصة لأنه بهذا السلوك وضع نفسه في خانة الإستغلاليين ( المصلحجيين ) ومتى يجدُ مصلحتَه عند غيرك فسوف يقف معه دون خجَلٍ أو وجَل .
جعلني الله وإياكم من الصالحين وأنار لنا طريق الهدى والفالحين .
ودمتم بوِد
كتبه : أبو مشاري
جُبِل البشرُ على العون أو ما يسمى في الأعراف الإجتماعية ( الفزعة ) للأقارب والأصدقاء والزملاء والمعارف وبني الجلدة ، وكلما ضاقت الدائرةُ المحيطةُ بالإنسانِ تزاداد هذه النزعةُ لدرجة توجيبها لدى البعض .
ولا شك أن الدعمَ والعونَ للمحتاجِ هي من مآثرِ ديننا الحنيف ، فقد ورد في حديثٍ طويلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ... والله في عونِ العبدِ ما دام العبدُ في عون أخيه ... ) .
إلّا أن فهمَ الدعمِ والعونِ على إطلاقِه لا يستوي ، فالعونُ لا يكون إلا فيما يتوافق مع الدين ، والحق هو أن تنصرَه إن كان مظلوماً وكذلك تنصره بأن تمنعه عن ظلمه إن كان ظالما .
إلا أنه ومن خلال ما رأيته في المجتمعات المختلفة فقد ترادَفَت خيلُ أفكاري وأربكَتني حين وجدت أن ( البعض ) يستهويه الإصطفافُ الجائرُ مع من يعرفُه أو تميلُ له نفسُه مستلهماً قول الشاعر دريد بن الصمّة :
وما أنا إلا من غَزِيةَ إن غوت ..
غويتُ وإن ترشُد غَزِيةُ أَرشُدِ
بل أن ( بعضاً آخر ) هو من يريدُ تصريحاً أو تلميحاً أن يصطف الآخرون معه ولو كان موقفُه خطأً جَليّا .
ومع تزايد وسائل التواصل الإجتماعي وتوفّر فرص الحوارات والإدلاء بالآراء وما يصاحب ذلك من التباين في المواقف أو من إستحضار البعض لمواقف أو خلافاتٍ شخصيةٍ سابقةٍ نجد أن نزعاتِ الإصطفاف ومحاولة توظيفها تظهر على السطح بأحجامٍ مختلفة .
فينبري ( البعض ) إلى تبنّي فكرة الفسطاطين ، والتأطير لفكرة إذا لم تكُن معي فأنت ضدي ، ثم ينطلق في أحكامِه على زملائه أو رفاقه أو أقربائه من ساحات هذين الفسطاطين المتقابلين .
وهذه السَوءةُ لا تقتصرُ على وسائل التواصل الإجتماعي بل تتمدد إلى المجالسِ الطبيعيةِ وأجواءِ العملِ الوظيفي والتشجيع الرياضي وغير ذلك من ساحاتِ التكتلاتِ البشرية .
ولاشك أحبتي أن مَثلبةَ الإصطفافِ الجائرِ هذه تهزّ وتقدحُ في شخصيةِ المقتحم أو شخصية الطالب - ولو في قرارة نفسه - لهذا الإصطفاف ، ويتضعضع موقفُه ويظهر بمظاهر المتملّقين والإنتهازيين .
لذلك فمن يقف مع الحق دائماً ومع دعم المستحقين للعون فلا يجب أن يضير ذلك الأطرافَ المتباينةَ أو المتنازعةَ في شيء ، بل هو في حقيقة الأمر يستحق أن ينالَ ثقةَ الجميعِ فيعلمون أن هذه الشخصيةَ إن وقفت معك ساعةً من نهارٍ في خطئك فسوف تقف لساعات مع غيرك ولو كان ذلك ضدك متى ما سنحت له الفرصة لأنه بهذا السلوك وضع نفسه في خانة الإستغلاليين ( المصلحجيين ) ومتى يجدُ مصلحتَه عند غيرك فسوف يقف معه دون خجَلٍ أو وجَل .
جعلني الله وإياكم من الصالحين وأنار لنا طريق الهدى والفالحين .
ودمتم بوِد
تعليق