*نلاحظ في هذا الزمان الذي ننعمُ فيه بنعم كثيرة لاتُعدى ولاتُحصى،ومنها التقدم التقني، والتحول الرقمي، والحوكمة والأتمته في كثير من مجالات الحياة المعاصرة، وقد أصبحت من الضروريات أن تتعامل معها ومن كل الفئات وبلا استثناء ومما فيها من إيجابيات ولا أحد يستطيع أن ينكرها إلا أن لها سلبيات على كثير من تلك الفئات وخصوصاً كبار السن والجهلة الغير متعلمين بل ويقع فيها حتى المتعلمين الذين يعون ويدركون مخاطر التعامل مع تلك التقنيات وسأتحدث هنا عن موضوع أصبح حديث الساعةالاوهو(( الجرائم الإلكترونيةلسرقات الأموال)) بغير حق ولا مبرر.
*ومن هذا وذاك فأن ( الجرائم الإلكترونيةأو السرقات الإلكترونية) تقع وتتم على يد أفراد أو منظمات أوعصابات محترفة وبعض هؤلاء المجرمين الإلكترونيين منظمين ويستخدمون التقنيات المتقدمة وهم ذوي مهارات فنية عالية، وبعضهم مجرد مخترقين مبتدئين يسعون في أخذ أموال الناس بالباطل والاحتيال والخداع ويعتبرونها مهنة، فلا رادع ،ولاخوف، ولادين، ولا أخلاق ، ولاقيم ،ولامبادئ تردعهم أوتردهم عن ذلك العمل المشين الذي لم يقره لا دين ،ولاعقل، ولامرؤة ،ولا أخلاق ،ولامبادئي ولا إنسانية ولاهناك من يردعهم أو يستطيع الوصول إليهم إلا الله جل في علاه فهو لهم بالمرصاد وسيؤخذ منهم لا محالة وينالون الجزاء ممن لاتخفى عليه خافية في يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار والله كفيل بالعباد.
*ويتم ذلك عن طريق استلام مكالمة هاتفية مسجَّلة برسالة مخادعة تقنع مستقبل المكالمة بأن الاتصال من جهة حكومية أو جهة رسمية أو صديق يطلب المساعدة أو قريب محتاج ونحوها، ويُطلب منه الضغط على زِرٍّ مُعيَّن، ويتمُّ بعدها سَحْبُ المعلومات المخزَّنة في الهاتف الجوَّال دون علم ومعرفة الضحية ومايلبث إلا بورود رسالة من البنك بأنه تم الدخول لحساباتك البنكية، ومن ثم إذا كان لديك أموال في حساباتك البنكية فقد راحت وسُلبت في ثواني أو دقائق معدودة،ولا مجيب ولا ضمان ولا متابعة من قبل ذلك البنك أو الجهة المعنية بتلك الحسابات ويُصبح يُقلب كفيه يميناً ويساراً وربما تكون تلك الأموال هي محصلة العمر، أو قرض بنكي طويل الأمد، أوبيع عقار أو حتى تكون وديعة لإيتام، أو تركة لورثة ومن ثم يصبح ذلك الضحية أسير لذلك العمل الكارثي ولا معين ولا مغيث له إلا الله.
*أو عن طريق الهاكر لقواعد البيانات من الشركات أو الأفراد أو الجهات التي تعمل على ذلك العمل الشنيع، وكم سمعنا عن أولئك الضحايا وخصوصاً من الذين لا يجيدون التعامل مع تلك التقنيات الحديثة ولديهم حسابات بنكية متضخمة ولايريدون أحد يعلم عنها وما يلبثون إلا وقد ذهبت تلك الأموال أدراج الرياح وهم يطلبون الإستغاثة والعون وليس هناك مجيب، وعندما يطالبون يقولون لهم المفرطون أولى بالخسارة، أو النظام لايحمي المغفلين، والله يعوضكم خير، والحسوا أكواعكم، وما أحد قال لكم تتعاملون معهم، أو تردون عليهم وهذه هي النتيجة حسرة وندامةوزيادة ألم.!!!!!.
وكما يقول الشاعر:
خذ للسرورِ من الزمانِ نصيبهُ
فالعيشُ يفنى والليالي تنفدُ
والمال عاريةٌ على أصحابه
عرض يذم المرء فيه ويحمدُ
يدنو وينأى عنك في روغانهِ
كالظل ليس له قرار يوجدُ
كم كاسب للمال لم ينعم بهِ
نعم العدو بمالهِ والأبعدُ
*ومن هذا كله قد يقول قائل أن تلك الأموال لم تتم الزكاة فيها أو أن صاحبها بخيل وجمعها ولم يتمتع بها وقد سلط الله عليها من يسرقُها، ونحن نقول لكل من يقراء ويسمع الحضر الحضرفي التعامل مع تلك الجهات أو السفهاء من الناس الذين اتخذوا من الإحتيال والخداع والسرقة مهنة، ونسأل الله أن يعوض من وقع في ذلك الأمر خيراً ممافات، وأن يُهلك الظالمين بالظالمين وأن يرد كيدهم في نحورهم وأن يسلط عليهم جندٌمن جُنده،أنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل.
حرر في/1444/11/13
الموافق/2023/6/2
تعليق