السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*نشاهد دوائر الأهتمام للإنسان في هذا الزمان تتضخم يوم بعد يوم وأصبح يترقب ويسمع ويرى ما لايُطاق من أحداث جسام، مما يجعلهُ يُصبح مشتت الفكر والعقل والتوجه والبصيرة مما لايساعده على حصر كل مايعنيه من خلال دائرة الأهتمام التي تخصه،ونحن نعلم علم اليقين أن شتات الفكر له سلبيات كثيرة على حياة الإنسان نفسياً ،وصحياً، واجتماعياً، واقتصادياً ومعنوياً. وخصوصاً عندما يتم تعبئة الفكر والعقل بما لاينفع من متطلبات الحياة المعاصرة والتي أصبحت مادية بحته بل قد تميل إلى الحياة البهيمية لكثير من الناس، والذين اصطفاهم الله من بين الأمم والخلق قال تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىظ° كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.سورة الإسراء.الآية.(70).
*ونلاحظ أن الإنسان البسيط ثقافياً وعلمياً أصبح في وضع المحتار في أمره كيف يتعايش مع الحياة المعاصرة بكل توجهاتها،ومؤثراتها، ومتغيراتهاالسريعة ،بل على مستوى الأطفال الصغار أصبحوا يشاهدون ويسمعون ويرون فوق طاقتهم وعقولهم واعمارهم مما يجعلهم يبدأون في التخلي عن ماهو مهم و مطلوب منهم في هذه الحياة وهي التربية السليمة وتعلم العلم النافع****ومجالسة العلماء والصالحين ،وذوي الفضل ليكونوا معاول بناء لاهدم في هذه الحياة التي سرعان ماتنتهي وتزول،وكما قال إبن المبارك عندما سألوه :
ما خير ما أُعطى الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدبٌ حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخٌ صالح تستشيرهُ، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موتٌ عاجل.فالعقل نعمة من نعم الله فلا ينبغي إهماله،والعبث به فالحياة بدونه لاتساوي شيء.
*ونجد ان خلو العقل والفكر مما ينفع ويفيد له تبعاته، وليس شرطاً أن يكون الفارغ فكريًا ممتلئًا بما لا يفيد ولكنه خال مما يفيد، مما يجعل صاحبه مؤهلًا للتأثر بأي فكر وأي منهج بغض النظر عن محتواه العلمي ودرجة صحته ولأن إمتلاء العقل والفكر بالعلم والمعرفة يكون رصيدًا قويًا ضد الإنحراف ومانعاً صلباً من الضلال،ويظهر للفراغ الفكري عدد كبير من المظاهر والسلوكيات والآثار التي ينعكس تأثيرها على الفرد والمجتمع والدولة نسأل الله العافية.
*وهانحن اليوم نشاهد الكثير والكثير ممن أصبحوا مشتتين الفكر والعقل والهوية ولذلك أسباب كثيرة قد تكون ظاهرة أو باطنة أوغير معلومة لدى الكثير وعلاجها
مخافة الله قبل كل شيء ثم العودة لمحاسبة الذات وترك
الأمور التي لاتهمك في حياتك والإهتمام بما يخصك وينفعك في الدنيا والآخرة فلن ولن ينفعك بعد الله إلا عملك الصالح وما قدمته لدينك ونفسك ومجتمعك الذي
هو بحاجة ماسة لما تملكه من مقومات إيجابية وإمكانيات مادية ومعنوية لكي تكون لبنة بناء صالحة في هذا الكيان الشامخ أدام الله عليه الأمن والأمان والاستقرار والرخاء والبناء والعطاء في ظل حكومتنا الرشيد وولاةأمرنا وشعبنا الوفي الراقي أنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير .
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل
حررفي1444/11/11
المواقف2023/5/31
تعليق