معنى الأحرف السبعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فقد اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في معنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم، والأحرف السبعة ثابتة ثبوتًا لا يُنكَر؛ فقد جاء في الأحاديث الصحيحة: ((نزل القرآن على سبعة أحرف))؛ [أخرجه أبو داود، والنسائي في السنن الكبرى، وأحمد في مسنده بسند صحيح].
وأخرج البخاري ومسلم قصة اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما في القراءة؛ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهما: ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد ذهب العلماء في شرحه مذاهب شتى؛ قال الحافظ أبو عمر الداني رحمه الله: "فأما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا، فإنه يتوجه إلى وجهين:
أحدهما: أن يكون يعني بذكر أن القرآن أُنزِل على سبعة أحرف: سبعة أوجه من اللغات... والوجه الثاني من معنى الأحرف: أن يكون صلى الله عليه وسلم سمى القراءات أحرفًا على طريق السعة، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه، وما قاربه وجاوره، وكان كسببٍ منه، وتعلق به ضربًا من التعلق، وتسميتهم الجملة باسم البعض منها، فلذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم القراءة حرفًا، وإن كان كلامًا كثيرًا؛ من أجل أن منها حرفًا قد غُيِّر نظمه، أو كُسِر، أو قُلب إلى غيره، أو أُميل، أو زِيد، أو نقص منه، على ما جاء في المختلف فيه من القراءة"[1].
وذكر السيوطي رحمه الله في الإتقان اختلافهم في معنى الحديث على أربعين قولًا؛ منها: أنها سبع لغات: لغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر، وقيل: إنها سبعة أصناف: أمر، ونهي، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال[2]، وقيل غير ذلك.
واختلفوا أيضًا: هل المصاحف العثمانية تشتمل على الأحرف السبعة كلها أم جزء منها، وذلك على ثلاثة أقوال[3]:
الرأي الأول: هو أنها مشتملة على جميع الأحرف السبعة، وبنوا ذلك على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن، ورُدَّ على هذا بأن الأحرف السبعة تيسير للأمة، ونقلها كلها ليس بواجب.
الرأي الثاني: أن الحروف السبعة انقطعت القراءة بها، واستغنى الناس عنها بحرف واحد هو الموجود في المصحف العثماني؛ حيث إن الحاجة هي التي دعت إلى قراءة القرآن بسبعة أحرف تيسيرًا وتخفيفًا، فلما اعتاد الناس على أسلوب القرآن وطريقة تلاوته، عدل الناس عن القراءة بستة أحرف، واقتصروا على حرف واحد.
الرأي الثالث: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبع فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبرائيل عليه السلام متضمنة، لم تترك حرفًا منها... فالأحرف السبعة منتشرة في المصاحف العثمانية ومتفرقة فيها.
فهذا هو رأي الجمهور، وله حجج كثيرة تقويه، والدليل على ذلك ما ذكره ابن الجزري في مقدمة النشر من أن القراءات أوسع بكثير مما حُصر في السبعة والعشرة، وكان القراء أممًا لا تُحصى وطوائفَ لا تُستقصى، ولكن أسانيدهم انقطعت، فلم يُقرَأ بها بعد ذلك، واقتصر الناس على ما تواترت أسانيده مما صار محصورًا في السبعة والعشرة.
وقد شرح الله صدري إلى معنًى للحروف السبعة، أسأل الله أن يكون صوابًا، وذلك لما قرأت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله: ((أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرِكْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليكِ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق)).
فالظاهر من الحديث أن المصحف الإمام كان موجودًا؛ وهو المصحف الذي كُتب في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وإنما كُتب خشية ضياع القرآن الكريم، ولعله كُتب بلغة قريش فقط، بما يوافق العرضة الأخيرة، وترك الصحابة وما قرؤوا به على النبي صلى الله عليه وسلم، لا ينكر أحد على ما كُتب في مصحف الآخر، وقرأ الناس عليهم، آخذين برخصة الأحرف السبعة، وقد كان كبار الصحابة وفقهاؤهم وقرَّاؤهم لا يغادرون المدينة في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة، انتشروا في الأمصار، واقتدى الناس بهم، وقد كان لكل صحابي قراءة، وكان لقرَّائهم مصاحف، وقد اختلفت قراءاتهم عما أجمع عليه الصحابة، فقرأ سعد بن أبي وقاص: (وله أخ أو أخت من أم) في سورة النساء، وقرأ عبدالله بن مسعود وأبو الدرداء: (والذكر والأنثى) في قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴾ [الليل: 3] في سورة الليل، وقرأ ابن عباس: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا)، وهي في المصحف الإمام: ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ [الكهف: 79] في سورة الكهف، والأمثلة كثيرة.
وقرأ العرب القرآنَ بلغاتهم؛ أخرج الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: ((لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل، فقال: يا جبرئيل، إني بُعثتُ إلى أمة أمِّيين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط، قال: يا محمد، إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف)).
فقرأت كل قبيلة بما تميزت به، وهو معنى الحرف عند اللغويين، فالحرف من كل شيء جانبه، ومعناه اصطلاحًا: ما انفردت به كل قبيلة عربية عن غيرها حتى شاع وذاع، فهو مقبول عندهم، يقدرون على فهمه، لكنهم لا يتشاركون في النطق به.
وإلى غاية زمن الخليفة عثمان لم يكن هناك مشكل يستدعي التدخل، إلى أن فطن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إلى المشكلة التي كان لها مصدران:
الأول: ما ذكره حذيفة من الاختلاف في قوله: ((أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى))، فإن اليهود والنصارى لم يختلفوا في حروف التوراة والإنجيل، وإنما كان اختلافهم في نسخ التوراة والإنجيل يكتبونها؛ ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].
فدلَّ هذا على أن الناس قد افتُتنوا ببعض الصحابة وقراءاتهم ومصاحفهم التي كان فيها ما هو منسوخ، وإن لم يجتمع الناس على مصحف إمام، فإن القرآن ستتعدد نسخه، وقد يطولها التحريف.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فقد اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في معنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم، والأحرف السبعة ثابتة ثبوتًا لا يُنكَر؛ فقد جاء في الأحاديث الصحيحة: ((نزل القرآن على سبعة أحرف))؛ [أخرجه أبو داود، والنسائي في السنن الكبرى، وأحمد في مسنده بسند صحيح].
وأخرج البخاري ومسلم قصة اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما في القراءة؛ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهما: ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد ذهب العلماء في شرحه مذاهب شتى؛ قال الحافظ أبو عمر الداني رحمه الله: "فأما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا، فإنه يتوجه إلى وجهين:
أحدهما: أن يكون يعني بذكر أن القرآن أُنزِل على سبعة أحرف: سبعة أوجه من اللغات... والوجه الثاني من معنى الأحرف: أن يكون صلى الله عليه وسلم سمى القراءات أحرفًا على طريق السعة، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه، وما قاربه وجاوره، وكان كسببٍ منه، وتعلق به ضربًا من التعلق، وتسميتهم الجملة باسم البعض منها، فلذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم القراءة حرفًا، وإن كان كلامًا كثيرًا؛ من أجل أن منها حرفًا قد غُيِّر نظمه، أو كُسِر، أو قُلب إلى غيره، أو أُميل، أو زِيد، أو نقص منه، على ما جاء في المختلف فيه من القراءة"[1].
وذكر السيوطي رحمه الله في الإتقان اختلافهم في معنى الحديث على أربعين قولًا؛ منها: أنها سبع لغات: لغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر، وقيل: إنها سبعة أصناف: أمر، ونهي، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال[2]، وقيل غير ذلك.
واختلفوا أيضًا: هل المصاحف العثمانية تشتمل على الأحرف السبعة كلها أم جزء منها، وذلك على ثلاثة أقوال[3]:
الرأي الأول: هو أنها مشتملة على جميع الأحرف السبعة، وبنوا ذلك على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن، ورُدَّ على هذا بأن الأحرف السبعة تيسير للأمة، ونقلها كلها ليس بواجب.
الرأي الثاني: أن الحروف السبعة انقطعت القراءة بها، واستغنى الناس عنها بحرف واحد هو الموجود في المصحف العثماني؛ حيث إن الحاجة هي التي دعت إلى قراءة القرآن بسبعة أحرف تيسيرًا وتخفيفًا، فلما اعتاد الناس على أسلوب القرآن وطريقة تلاوته، عدل الناس عن القراءة بستة أحرف، واقتصروا على حرف واحد.
الرأي الثالث: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبع فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبرائيل عليه السلام متضمنة، لم تترك حرفًا منها... فالأحرف السبعة منتشرة في المصاحف العثمانية ومتفرقة فيها.
فهذا هو رأي الجمهور، وله حجج كثيرة تقويه، والدليل على ذلك ما ذكره ابن الجزري في مقدمة النشر من أن القراءات أوسع بكثير مما حُصر في السبعة والعشرة، وكان القراء أممًا لا تُحصى وطوائفَ لا تُستقصى، ولكن أسانيدهم انقطعت، فلم يُقرَأ بها بعد ذلك، واقتصر الناس على ما تواترت أسانيده مما صار محصورًا في السبعة والعشرة.
وقد شرح الله صدري إلى معنًى للحروف السبعة، أسأل الله أن يكون صوابًا، وذلك لما قرأت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله: ((أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرِكْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليكِ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق)).
فالظاهر من الحديث أن المصحف الإمام كان موجودًا؛ وهو المصحف الذي كُتب في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وإنما كُتب خشية ضياع القرآن الكريم، ولعله كُتب بلغة قريش فقط، بما يوافق العرضة الأخيرة، وترك الصحابة وما قرؤوا به على النبي صلى الله عليه وسلم، لا ينكر أحد على ما كُتب في مصحف الآخر، وقرأ الناس عليهم، آخذين برخصة الأحرف السبعة، وقد كان كبار الصحابة وفقهاؤهم وقرَّاؤهم لا يغادرون المدينة في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة، انتشروا في الأمصار، واقتدى الناس بهم، وقد كان لكل صحابي قراءة، وكان لقرَّائهم مصاحف، وقد اختلفت قراءاتهم عما أجمع عليه الصحابة، فقرأ سعد بن أبي وقاص: (وله أخ أو أخت من أم) في سورة النساء، وقرأ عبدالله بن مسعود وأبو الدرداء: (والذكر والأنثى) في قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴾ [الليل: 3] في سورة الليل، وقرأ ابن عباس: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا)، وهي في المصحف الإمام: ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ [الكهف: 79] في سورة الكهف، والأمثلة كثيرة.
وقرأ العرب القرآنَ بلغاتهم؛ أخرج الترمذي من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: ((لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل، فقال: يا جبرئيل، إني بُعثتُ إلى أمة أمِّيين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابًا قط، قال: يا محمد، إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف)).
فقرأت كل قبيلة بما تميزت به، وهو معنى الحرف عند اللغويين، فالحرف من كل شيء جانبه، ومعناه اصطلاحًا: ما انفردت به كل قبيلة عربية عن غيرها حتى شاع وذاع، فهو مقبول عندهم، يقدرون على فهمه، لكنهم لا يتشاركون في النطق به.
وإلى غاية زمن الخليفة عثمان لم يكن هناك مشكل يستدعي التدخل، إلى أن فطن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إلى المشكلة التي كان لها مصدران:
الأول: ما ذكره حذيفة من الاختلاف في قوله: ((أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى))، فإن اليهود والنصارى لم يختلفوا في حروف التوراة والإنجيل، وإنما كان اختلافهم في نسخ التوراة والإنجيل يكتبونها؛ ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].
فدلَّ هذا على أن الناس قد افتُتنوا ببعض الصحابة وقراءاتهم ومصاحفهم التي كان فيها ما هو منسوخ، وإن لم يجتمع الناس على مصحف إمام، فإن القرآن ستتعدد نسخه، وقد يطولها التحريف.
تعليق