السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مادعاني أن أكتب عن هذا الموضوع هو بعد عودتي من زيارة لأحدى الدول العربية القريبة منا والتي لايفصُلنا عنها سوى ساعة ونصف الساعة بالطيران ،ومارأيته هناك من ظروف الحياة القاسية والغير أمنة، وكذلك مامر علينامن ظروف وهي فقدُ بعض الأحبة خلال الأيام القليلة الماضية،ثم تذكرتُ النعم التي نحن فيها في هذه البلاد المباركة بلد الحرمين الشريفين بلد المقدسات بلد الأمن والأمان ،بلد الخيرات بلد الشريعة والقرآن ،والسنة المطهرة ثم تذكرت قول الله جل جلاله:
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) سورة الجمعة.الآية.(4
*وكذلك تذكرت قول الشاعر ابوالبقاء الرندي في قصيدته:
لكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ
هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ
وَهَذِهِ الدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ
وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ
*وهنا اتسألُ هل نحن مستشعرين لهذه النعم التي تترا علينا بفضل الله عز وجلّ ونتقلبُ فيها يمنةً ويسرةً أم لا؟؟؟
*وبلاشك أن الحياة لاتستقر على حال والنعم لاتبقى ولاتدوم إلا بالشكر لله وحمده على عطاياه،ومن ثم إستشعار كل مامّن الله به علينا من نعم وأكبر هذه النعم نعمةُ الدّين، والأمن والأمان،وهذه القيادةالحكيمة الراشدة،والمقدسات الطاهرة.
*والواقع والحقيقةأن الشيء إذا فُقد عُرفت قيمته نعم ثم نعم ثم نعم وكيف يكون ذلك ؟؟
*إذا فُقد الدّين ضاعت الحياة وأصبحت فوضى لاطعم لها ولاقيمة ولانظام بل هي حياة بهيمية والنهايةُ فيها وخيمة والله المستعان وإلى الله المشتكى.
*إذا فُقد الأمن فُقد كل شيءواصبحت الحياة يسودها الغموض والخوف وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والأسري ولنا في من حولنا عبرةٌ وعظة ودروس مستفادة ونشاهد ذلك على مختلف وسائل التواصل والإتصال في كل وقت وحين.
*إذا فُقدت الصحة والعافية لن تطلب غيرها مهما كان لديك من مال وجاه ومكانة وزوجات وأولاد وشهادات وارصدة بنكية وطائرات خاصة وحصانة دبلوماسية وغيرها.
* إذا فُقد الأب أصبحتُ تائهاً فلاناصحٌ أمين، ولا موجه ولا مُحب إلا من رحم الله، ولن ولن يحل محل الأب أحد،وهو باب من أبواب اللجنة،وله الفضل بعد الله في وجودك،وهو الوحيد في الدنيا الذي يتمنى أن تكون أفضل منه في هذه الحياة وفي الآخرة ولذلك قَرّن الله رضاه برضاء الوالدين.
*إذا فُقدت الأم فقدتُ الحنان والعطف والحضن الدافئ،والدُعاء،والعطاء وهي أحد أبواب اللجنة التي إذا فُقدت أغُلق ذلك الباب،ولا يعني أن البر ينقطع بل هو أكد بعد الفراق، وللأم فضل كبير لن ولن يبلغه أحد مهما قدم لها إلاان يشمله الله برحمته وعفوه ولطفه وكرمه وجوده فبعد الأم تصبح حيران في أمرك لماذا قصرت بحقها.
*إذا فُقد الأخ فقد أنقطع ظهرُك وهو الحزامُ والسند بعد الله عز وجل وهو بمثابة الأب الروحي، والأبن البار، والصديق الصادق، والصاحب الوفي وفقد الأخ لايعوض ابداً في هذه الحياة.
*إذا فُقدت الأخت فقدتُ الود والسؤال عن أحوالك وهي بمثابة الأم في عطفها وحنانها ولطفها وهي رفيقة الدرب التي كنانتصارع معها ونُكلفها بأكثر المهام في الصغر التي لا يمكن أن يؤديها إلا المرأة، وكانت تتحمل لكي لا تؤذيك بشيء ولا تخبر أحد عن ماذا صار معها منك.
* إذا فُقد الإبن فقدتُ جزءٌ لايتجزاءمن قلبك، وفؤادك، ونظرُك، وعقلُك كيف لا، وهوعطاء الله ومن الزينه التي مّن الله بها علينا في هذه الحياة الدنيا وهو السند بعد الله بعد موتك وهو النور الذي يُضيء لك الطريق إن كان صالحاً بحول الله وقوته.
* إذا فقدتُ البنت فذلك أشدُ ألم الفراق فالبنت سرُ أبيها وهي الحنونةُ عليه،وهي مفتاح الفرح والحزن في المنزل، وهي أحنُ من الولد بل هي الزهرةُ والوردةُ الفواحة في كيان الأسرة بأكملها،وهي الريحانةُ التي كُلما أسقيتُها زاد عبيقُها وجمالها وتجدد ريُحها وهي من يحن عليك في مرضك وفي كبرك. وفي حلك وترحالك.
* إذا فُقدت الزوجة فله الأثر الكبيرفي الحياة وخصوصاً الزوجة الصالحة التي هي بمثابة الشمعة المُضيئة التي تحرق نفسها لكي تُسعد الأسرة بأكملها،وهي السكن وهي صاحبت القلب النابض بالحنان للأولاد والبنات والزوج بل هي الكيان الذي بُنيت عليه الأسرة وبالتالي يكون بناء المجتمع المحافظ على عاتق الأمهات والزوجات
الصالحات، ولنا في التاريخ عبر كثيرة، وقد حباها الله كرامات لاتعطى لغيرها أبداً.
*ومن هذا وذاك أرغب أن أوضح بأن الترتيب الذي أوردته في فقد الأحبة وعندما تأتي الزوجة في أخر الترتيب مع حفظ قدرها ومكانتها إلا أنها لاتُفضل على الوالدين كما يحدث لدى الكثير من الرجال اليوم، أو أنها تحتل مكانة غير مكانتها التي وضعها لها الشرع والدّين والسنة المطهرةُ فيكون هناك خلل واضح في مكونات الأسرة بأكملها،ومن ثم تُصبح تلك الأسرة في مهب الريح وتصبح هباءًمُنبثاء يلعب بها الريح كيف يشاء.
*إذا فُقدالصديق الصادق فقد فقدتُ شيءٌ كبير من تطلعاتك وطموحاتك والتي كنت تطرحها لذلك الصديق الوفي الراقي الثمين والناصح والمحب للخير وأهله والذي لايبخل عليك بشيء بل قد يؤثرك على نفسه في مواقف كثيرة .
*وبلاشك أن فقدالشيء والفراق للأحبة صعبٌ جداً على من جربه، وعايشه وسيعرفُ قيمته لامحالة يوماًما، ولكن العزاء أن الأمر لله من قبل ومن بعد،فجديرٌ بنا أيها الأحباب الكرام أن نُقدر مابنا من نعمةٍ ونحتسبُ على الله مافات قبل فوات ألأوان،وماعند الله خيرٌ وأبقى ،والله لايُضيع أجر المحسنين،والحمد لله رب العالمين...
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل
ً
تعليق