• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن والبحث العلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن والبحث العلمي

    القرآن والبحث العلمي


    إن العقل المنصف والعلم النافع هو السبيل للإيمان بالواحد القهار، وذلك مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]، ومن الأمور التي لفتت نظر أهل العلم والباحثين في علوم الأحياء على مَرِّ الزمان هو تشابُه الخلق، وهو ما أخطأ في تناوله دارون فاعتقد أن التشابُه يعني أن الأنواع خُلِقت من بعضها، وضلَّ عن حقيقة أن التشابُه يعني أن الخالق واحد وقد خلق كل نوع على حدة.

    وبداية أقول: إن البحث عن الخلق وكيفية الخلق هو سؤال الإنسان الأزلي، وهو سؤال فطري سأله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، وقاله ربُّ العزة لنا على لسانه، فقال تعالى: ﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ [البقرة: 260]، وهذا ليُعلِّمنا أنه لا حرج في السؤال، فهو السبيل لطُمَأْنينة قلب كل مؤمن مُوحِّد، وقال تعالى في سورة العنكبوت: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [العنكبوت: 20].

    وقد أمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أنْ يَدْعُوَهم إلى السَّيْرِ في الأرْضِ لِيُشاهِدُوا آثارَ خَلْقِ اللَّهِ الأشْياءَ مِن عَدَمٍ، فَيُوقِنُوا أنَّ إعادَتَها بَعْدَ زَوالِها لَيْسَ بِأعْجَبَ مِنِ ابْتِداءِ صُنْعِها، والآيات على ذلك لا تُحصَى، فتدبر آيات الخلق جعله الله لنا بديلًا عن الآيات الحسية والمعجزات التي أعطاها للأنبياء قبل سيد الرسل وخاتم الأنبياء.

    القرآن ليس كتابَ عِلْمٍ؛ لكنه منهاج حياة، يضع المنهج لكل ما فيه صلاح الكون والمخلوقات، ولم يوجد كتاب دعا للحكمة وللعلم الحقيقي مثل القرآن، العلم البعيد عن التخمين والكذب والظن، العلم الذي يهدي إلى ما يفيد الإنسان ويرتقي به، والذي يُضيء الطريق للناس نحو الحياة الأفضل، العلم القائم على البرهان والحجة، العلم البعيد عن الكبر والمكابرة والجِدال بالباطل.

    1- يقول تعالى داعيًا للعلم البعيد عن التخمين والكذب والظن ﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148].

    2- ويقول تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [الحج: 8] داعيًا إلى العلم الهادي للحقيقة، المنير لما فيه الحق الأبلج.

    3- وعن العلم القائم عن الحجة والبرهان يقول تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111] – [النمل: 64]، ويقول تعالى: ﴿ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [الشورى: 15]، ويقول تعالى: ﴿ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 66].

    4- ويدعو الله إلى التخلي عن الجِدال والكِبْر، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ﴾ [غافر: 56].

    5- ويعظم الحق تبارك وتعالى من مسئولية العالم عمَّا يسمع ويشاهد ويدرس: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

    6- ويُشجِّع القرآن على التنافس في تحصيل العلم، فيقول تعالى: ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

    وللقرآن في مسألة نشأة الكون والمخلوقات إشارات علمية لمن أراد البحث والتفكُّر والتدبُّر، أثبت الله لنا صدقها بما أحطانا به من علم، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾ [الملك: 3].

    بداهة فإن نَفْيَ التَّفاوُتِ يعْني التَّطابُق؛ أي: التَّماثُل، فهي تفيد انْتِفاءَ التَّفاوُتِ في كل ما خَلَقَهُ اللَّهُ في السَّماواتِ وغَيْرِها؛ أيْ: لا تَرى فيها أيُّها الرَّائِي تَفاوُتًا، والمَقْصُودُ مِنهُ التَّعْرِيضُ بِأهْلِ الشِّرْكِ؛ إذْ أضاعُوا النَّظَرَ والاسْتِدْلالَ بِما يَدُلُّ عَلى وحْدانِيَّةِ اللَّهِ تَعالى بِما تُشاهِدُهُ أبْصارُهم.

    فالتفاوُت مرادف للخلل وللاختلاف، وها هو ربُّ العِزَّة الخالق الأعظم، يدعونا ويلفت أنظارنا قائلًا: ها هي السماوات ونحن لم نتجاوز ولم نجوب منها إلا السماء الدنيا وفوقها وعلى منوالها ستة سماوات أخرى فوقها كالطباق، ولك أن تُدرِك مدى السعة والحجم لهذا الكون، ولو اتَّسَع إدراكك كذلك لكونها تتزايد حجمًا واتِّساعًا باضطراد؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [الذاريات: 47]، وقد أخذت شكلًا كرويًّا، بما يُحقِّق مفهوم التواصل والاتصال، ففي الشكل الكروي لا تعلم الأول فيه من الآخر، فسطحه منبسط يوصل بعضه إلى بعض، حيث يقول تعالى: ﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾ [الذاريات: 48]، يقول الخالق الأعظم: ها هو الكون الفسيح أمامك أيها الإنسان وقد أحطتك علمًا بجانب منه على قدر ما تعقل وتدرك، فهل وجدت أي اختلاف أو خلل أو عدم اتِّزان أو اضطراب، وهل وجدت بقياساتك وموازينك وتليسكوباتك أي تفاوت مهما كانت ضآلته يمكن أن يؤدي لانهيار أو لاختلال لاتزان هذا الكون رغم امتداد حجم الكون وانقضاء مليارات السنين.

    ولو نظرت إلى الكائنات من حولك لترى كيف هيَّأ لها من الأعضاء ما يؤدي لها كل الوظائف التي تحتاج إليها لاستبقاء وحفظ حياتها، رغم اختلاف أحجامها، واختلاف مهامِّها، فالذبابة بها من الأعضاء ما يؤدي لها كل ما تحتاج إليه لاستبقاء حياتها وما يساعدها على ما وكلت إليه من مهامَّ، فلكُلِّ كائن مهمة وعمل يؤديه لصلاح الكون وتكامُل المخلوقات الأخرى، وللجَمَل وللفيل وللحوت من الأعضاء ما يؤدي ذلك أيضًا رغم فارق الحجم واختلاف الشكل؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا، فكُلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له))، ويقول الحق تعالى متحديًا كل العقول: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]، ويقول تعالى للإنسان: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8]، ومعنى ﴿ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾، إشارة إلى دقة الإتقان، ومهارة الصنع، وجمال التكوين، فلا عيب ولا خلل فيك ولا عضو فيك بلا لزوم ولا وظيفة، حتى ما قالوا عنه بالزائدة الدودية قالوها جهلًا، وقد علموا فيما بعد بأهميتها ووظيفتها.

    فكل ما في الكون مُهيَّأ ومُسخَّر لما خُلِق له، ولما يؤديه من دور، وما يتعاضد فيه مع غيره ليكون الكون كله بهذا التكامل والتوازن والانضباط، ويقول لنا الخالق العظيم في الختام عن كل ذلك: ﴿ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [الأنعام: 96].

    ثم يلفتنا ربُّ العِزَّة إلى ما هو أعظم وأرقى وأخفى من ذلك، فيقول تبارك وتعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، فدراسة هذا الجسد هو مبلغ نصيبكم من العلم، أمَّا الروح التي يقوم بها كل كائن حي في هذه الحياة، فيحيا وينبض ويتفكَّر ويتكاثر ويتحرَّك، فإن عقولكم لا تفي باستيعابها، ولن تستطيع لها إدراكًا، فعِلْمُها عندي وحدي، فأنا الحي الذي أحييكم ثم أميتكم ثم أحييكم تارة أخرى، وأنا المهيمن على كل ذلك، وهذا شأن خاص بي لن تستطيعوا له تحويلًا؛ يقول تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]، ويقول تعالى: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الفتح: 23].

    فليس في الإسلام عداء بين المسجد والمعمل أو بين النقل والعقل؛ بل إن علماء المسلمين هم أول مَنْ قدَّم للعالم المنهج التجريبي، ومَن يعرف الدين القيِّم صدقًا يعلم أنه يحثُّ على السير والنظر والتفكُّر والبحث والتدبُّر؛ كوسائل للوصول إلى اليقين الكامل.

    والحق تعالى يقول: إن تشابه الخلق دليل على وجود الخالق المبدع، ودليل على وحدانيته، فيقول تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16]، ويؤكد على وحدانيته عز وجل وتفرُّده وعدم وجود نِدٍّ له ولا شريك، فيقول تعالى: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91].

    ولا يدعو ويحث خلقه على البحث عن شأن الخلق إلا الإله الخالق الحق، الواثق في إتقان صنعته، الموقن بأنه لا نِدَّ له، العالم بدقة وأسرار الخلق، يقول تعالى في خطاب عام لكل الخلق: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]، ويقول تعالى للباحثين المضلين الذين لا يملكون ناصية العقل المنصف والعلم النافع، الذين يحيدون عن الحق، يقول تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف: 51].








    الألوكة

  • #2
    مساء الخير

    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله
    استغفر الله

    تعليق


    • #3
      كتب الله اجرك ونفع الله بما دونتي
      جزاك الله خير

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير

        تعليق


        • #5

          تعليق


          • #6
            مقال قيم
            الله يعطيك العافية

            تعليق


            • #7
              جزآآك الله خيرآ
              وجعله في موازين آحسناتك
              لاعدمنآك
              لك كل التقدي




              تعليق

              يعمل...
              X