• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعدما تجاوزت الخمسة وخمسون عاماًنوختُ ركابي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعدما تجاوزت الخمسة وخمسون عاماًنوختُ ركابي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    *الحياةُ مراحل ومحطات وساعرضُ لكم تجرُبتي في الحياة،وهي تجرُبة متواضعة لرجل بسيط عاش في بيئة محافظة قروية بعيدة عن صخب المدينة،ومن ثم انتقلتُ إلى المدينة وكانت رحلة عملية مابعد مرحلة الثانوية،وانطلقنا هنا وهناك وجُبنا العالم كله،والصحاري والقفار،وها نحن اليوم نتجاوز الخمسة وخمسون عاماً،وهذا من فضل الله عليّنا وليسَ بجُهد منا ولاذكاءٌ، وأحمدُ الله أن أمّد في عُمري حتى وصلتُ إلى ماوصلت إليه من سن الرُشد ومعرفة أن الحق حقٌ، وإن الباطلَ باطلٌ،وأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة،ولو كانت غير ذلك لماسقى الله الكافر منها شربة ماء،ولنا في من سبقونا عبرةٌ وعضةٌ ودروسٌ مستفادة، ولكن هيهات هيهات كما يقول الشاعر بشار ابن برد:

    لقد أسمعت لو ناديت حيّاً

    ولكن لا حياة لمن تُنادي

    نعم أيقنتُ الآتي:

    *.إن لكل شيء بداية وإن العبرة بالنهاية فليس كل بداية ناجحة نهايتها كما ينبغي،والعكس صحيح ليست كل بداية متعثرة لم تكن نتائجُها ناجحة،ومن هذا وذاك فعلى الإنسان أن يجتهد ويثابر ويحسن التوكل على الله،ولا يُلام المرء بعد اجتهاده، وأن لكل مجتهد نصيب ، والأرزاق هي بيد الوالي عليه التكلان وإليه المصير ،وكم سمعنا ورأينا من العجائب في ذلك فمنهم من انتكس بعد هداية ومنهم من هداه الله بعد غواية،وكم من غني افتقر بعد غناً فاحش، وكم من فقيرٍاغناه الله من فضله بعد فقر،وكم من معافاً سَقِم بعد عافية،وكم من مريضٍ شُوفي بعد مرض مُزمن،وكم،وكم وكم .؟وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

    *.إن حق الوالدين عظيم فقد قَرن الله رضاه برضاهما فقد ربونا في ظروف الحياة الصعبة،وهم لايقرأون ولا يكتبون ولكنهم تربوا على حسن التوكل على الله،والفطرة السليمة وما نقول إلا(ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا) وهما لايعوضان إذا فُقدا، وردُ الجميل لهما صعبٌ وصعبٌ إلا من وفقه الله لذلك،ونسأل الله أن نكون منهم.

    *.إن الطفل سواءاً كان شاباًأم فتاة ينشاءُ على التربية التي وجدها في صغره،وله من البيئة التي عاش فيها نصيب وافر،وأن الأيتام تفوقوا على من لديهم ابوين لأن الإعتماد على النفس شيءٌ مهم، وقد رأينا حالات كثيرة في المجتمع توحي بأن من عاشوا في دلال لاينجحون كثيراً في الحياة بل يتعثرون،وربما يفشلون ويصبحون عالةٌ على أهلهم ومجتمعهم،وكل ذلك بسبب التربية الغير ناجحة، ولكن الهداية من الله وحده لا من غيره،والأولاد عزوة إذا كانوا صالحين سواءاً في الحياة أوبعد الممات،وأن الخال معك على الفراش فأحسن من تُعاني أو تُناسب قبل أن تقع فيما لايحمد عقباه.

    *.إن الأخ سند وحزام وخصوصاً الأخ الأكبر إذا كان صادقاً مع الله اولاً ثم مع نفسه،ولم يكن حسوداًأو يحب نفسه دون غيره،أولايتمنى الخير للغير أوانه لايُقدم النصيحة لاخوانه،بل ديدنه فرق تسد وحالهُ يقول انافقط وغيري للطوفان، وهم كثير في هذا الزمان إلا من رحم الله.

    *.إن الأخت وطن وبدونها تصبح الحياة مجرد غربة، الأخت نعمة لا تُضاهى بثمن، وكل أخت كبرى قلبها أنيق كقلوب الأمهات،الأخت إنسانة مستعدة للتضحية من أجلك، الأخت هي كل الأشياء الجميلة التي أحتاجُها في رحلتي الطويلةوهي ربما تكون أوفى من الأخوان والأبناء.


    *.إن الزوجه الصالحة تمثل نسبة (80% )من الحياة وهي من يقوم عليها البيت والأسرة،وهي من تُربي الأجيال وتصنعُ الرجال،وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق.

    الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها

    أعدت شعباً طيب الأعراق.

    *ولنا في ذلك أمثلةٌ كثيرة وكما يقال:
    أمهات صنعن عُظماء التاريخ،ومنهن على سبيل المثال لا الحصر :الأمام أحمد،والإمام البخاري ،والإمام مالك،والإمام الشافعي.وغيرهن من الأمهات العظيمات الآتي خلد التاريخ أسمائُهن،وعندما نشاهد مايحدث اليوم من بعض الأمهات أو الزوجات الآتي اغرتهُن النسويات والحرية الكاذبة،وتخلين عن الدّين قبل أن يتخلينَ عن الأسرة والحياة الزوجية من الخلع والانفصال،وتخلينَ عن ماحباهُن الله من نعمةوسكن مع الزوج والأولاد،لهو شيء محزن بل مخيف وماهي النهاية ياتُرى.

    *.الصديق الصادق مهم في الحياة وليس صديق المصلحة الذي بمجر أن يجد مايبحث عنه يختفي وبدون مقدمات وأن لم يجد مايبحث عنه فياويلك وياسواد ليلك من شيء يقال عنك وأنت لاتدري وأما الصادق الذي قال عنه الأمام الشافعي:

    سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها

    صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

    *فهو من تعضُ عليه بالنواجذ وتُبدي له اسرارك، وتُشاركه في الرأي،وتاخذ منه ويأخذ منك أفضل الخصال،ويدلك على الخيروأهله،وهو من تجده عند الشدائد بجوارك ،وهم أصبحوا قلة في هذا الزمان مقانة باصدقاء المصالح إلا من رحم الله.

    *.إن الأقارب وأبناء العمومة الصالحين وليس المُفسدين هم سند لك بعد الله فمعاشرتهم بالمعروف مطلب، وأن تكون معهم ومع الجماعة في كل الظروف لأن الحياة أخذٌ وعطاءٌ وكما يقول الشاعر:

    لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

    فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ

    هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ

    فمَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ

    وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ

    ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

    *.ومن هذا وذاك ومن واقع تجربة فإنه لاسعادة تدوم ولاحُزن يدوم، ولايبقى إلا ماكان لوجه الله تعالى من عمل صالح،وماقدمته لنفسك قبل الرحيل،ولاتنتظر من أحديقدم لك شيء بعد مماتك،والناس في غفلةٌ إلا من رحم الله،ولانُزكي أنفُسنا ولانُزكي أحد عند الله،ولكن من المشاهد والملاحظ في واقعنا اليوم، ولي أحد الزملاء وهو يسكن في مدينة قريبة من الحرم يذكر بأنه من خمس سنوات لم يذهب للحرم بسبب ظروف الحياة،والآخر يقول بلغتُ الخمسين عاماً لم أحج والوضع الآن أصبح صعباً،والآخر تجاوز السبعين والثمانين من عُمره،وهو مازال يسهر في المقاهي والكزينوهات على الشيش والمعسلات، والأغاني والمجون والبلوت،والضومنه،واللقطة وغيرها من المُلهيات،وكم،وكم، وما أعتبرنا ممن ودعناهم بالبكاء والنحيب بالأمس القريب، من الآباء،والأمهات، والأبناء، والأصدقاء،والأخوان والأخوات،وأبناءالعمومة، نسأل الله العافية والسلامة.


    *ومن أجل ذلك فأنا قررتُ أن انوخ ركابي واعصر أفكاري واسلتهم قواي واستعين بمن لايعلم حالي ولامألي إلا هو ثم أترك التجمعات التي ليس بها فائدة،والنقاشات البيزنطية التي ليس لها نهاية،والزيارات الغير مطلوبة، والأخبار الغير سارة، ومعرفة مالدى الآخرين،ثم اجتهد فيما يُرضيه وأن أعمل صالحاً فيما بقي،وأن أترك لي خبيئةٌ عنده لايعلمُها إلا هو، فكم من عمل جبار تعترية السمعةُ والرياءُ،ولو تُرك خبيئةٌ لكان أفضل، ولنا في قصة الثلاثة الذين أغُلق عليهم الغار عبرةٌ وأي عبرة،واليوم يذهب الإنسان لعمل طاعة سواءاً كان حِجاً،أو عمرةً،أو زيارة، أو عطاءٌ لمحتاج،وإذا به يصور ويخبر الناس بأني صنعت كذا وكذا وكأنه يقول:أنا ابنُ جَلا وطلاّع الثنايا، والله أعلم بالنيات، نسأل الله العافية والسلامة وحسن الخاتمة.

    *وختاماً اختم بهذا البيت للشاعر القديم صالح بن عقّارالزهراني رحمه الله يقول فيه:

    يقول إبن عقار من ذا مثيلي

    يرى العيب في السيمه واشتراها


    والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل.

    التعديل الأخير تم بواسطة شائح بن عبدالله; الساعة Dec-31-2022, 02:29 PM.

  • #2
    احسنت اخونا شايح في كلامك الثمين حقيقة عمر طويل على الطاعه

    تعليق


    • #3
      صحيح لكل بداية نهاية والمحضوض من استغل بداياته وصحته قبل نهايته ومرضه الحياة مدرسة قليل من تعلم واستفاد

      تعليق


      • #4
        مراحل ونقاط توقفت عندها تستحق الثناء عليك والاحترام لك على ماتطرقت اليه

        تعليق


        • #5
          مقالاتك ذات بعد ومنتقاة ولها اهداف سامية تشكر على طرحك وعساك ع القوة

          تعليق


          • #6
            ياسلااااااام عليك ابا فيصل
            ختمتها بالمسك والعنبر وبما يثلج الصدر ويبري العله على ما يقال
            احسنت ووفقت وهُديت لهذا الامر وانا معك قلباً وقالباً فيما ذهبت اليه وما ختمت به المقال
            وخلني اضيف مثل عند شيباننا رحم الله من مات منهم واطال الله في عمر من بقي على طاعته يقولون ( نصف القوت راحه )
            رعاك الله ووفقك لخير الاقدار

            تعليق


            • #7
              أحبابي الكرام كل من:
              الأستاذ الفاضل. المحور
              الأستاذ الفاضل.فوق هام السحب11
              الأستاذ الفاضل.بلقرن الأول
              الأستاذ الفاضل.بحر العرب
              الأستاذ الفاضل.ابوجاري
              لكم جميعاًالتقدير كل التقدير والإحترام كل الإحترام بلا حدودعلى مروركم
              وتعليقكم على ماطُرح ونحن منكم وأنتم منا ولكم من أخيكم الدعاء
              الخالص بالقبول في الدارين.

              تعليق


              • #8
                العميد شايح شخصية معتبره واجتماعية ولك باع طويل ومتمرس في امور الحياه نتمنى لك كل خير

                تعليق


                • #9
                  أحسنت أبا فيصل ، ولا فض فوك
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن مصلح القرني; الساعة Dec-31-2022, 07:44 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    *.ومن هذا وذاك ومن واقع تجربة فإنه لاسعادة تدوم ولاحُزن يدوم، ولايبقى إلا ماكان لوجه الله تعالى من عمل صالح،وماقدمته لنفسك قبل الرحيل،ولاتنتظر من أحديقدم لك شيء بعد مماتك،والناس في غفلةٌ إلا من رحم الله،ولانُزكي أنفُسنا ولانُزكي أحد عند الله
                    كتبت فاجدت واوصلت ماتعلمته وعلمتك به الحياة فالحياة مدرسة يجب الاستفادة من ظروف الحياة ومامر به من قبلنا

                    تعليق


                    • #11
                      جميل ماقرأته هنا. سلمت يمينك والله يعطيك العافيه. تقديري.

                      تعليق


                      • #12
                        جعل عمرك وعمر السامعين طويل على الطاعة اخ شايح

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك يابو فيصل والله يعطيك العافية



                          عشت ياموقع بلقرن

                          تعليق


                          • #14
                            حزت على الوسام عسكرياً واعلامي وكاتب ماشاء الله عليك

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك والله يعطيك العافية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X