مجالسنا تحتضر
كتبه أبو مشاري
.......................
يبدو لي أن الموضوع الذي سأتناوله قد طرقه قبلي غير طارق ، ولكن طالما أنه لا زال يؤرقنا إجتماعياً فقد رأيت أن أطرقه لعل الذكرى تنفع المؤمنين ..
من ينظر لمجالسنا هذه الأيام يشعر بغصة ، ويحيطه الألمُ من كل جانب بعد أن كانت متنفساً للكبار والشباب يتبادلون فيها أطراف الحديث فينعم الشباب بخبرة كبرائهم ويفرح الكبار بمشاركات الشباب أو الأطفال ببعض إبداعاتهم وتحفزهم للمستقبل .
كنا إلى القريب الأدنى نستمع لقصص كبار السن وقصائدهم ومنقولاتهم وعلومهم وبعض التاريخيات من الأحداث وما فيها من عِبَر ، فيتلقفها الموجودون بسعادة وتكتنزها أذهانهم إلى حين ، ويتحاورون في تعاليم الدين وفي القوانين والأنظمة والمستجدات التي تنفع البشرية وتثري المكان بإستحضار كل قديم ومعرفة كل جديد .
أما اليوم فالمجالس أغلبها تحتضر ، فنحن نلاحظ النسبة الأكبر من الحضور وبالذات الشباب مشغولون بالتعامل مع الجوالات ويتجاهلون الحضور ، ومنهم من يرفع أصوات مقاطع الواتس واليوتيوب والسناب والتوك توك ، فكأنها أجسادٌ في المجالس وعقولٌ تغرّد خارجها .
والمشهد الأكثر إيلاماً هو حين نجد كبار السن الذين لا يجيدون الهواتف الذكية ينظرون يمنة ويسرة يريدون الكلام للناس أو يسمعون شيئاً ولكن هيهات فكلٌ ملتهيٌ بشاشته .
لا ننكر أن هذا العصر هو عصر التقنية وهذه الوسائل هي نعمة من الله علينا ، ولكن لكل مقامٍ مقال فالمجالس هي لمجالسة الناس والحديث معهم ، وحين تفقد هذه الصفة فقد تنهار شيئاً فشيئاً إلى أن تنتهي ونصبح كالمجتمعات الأجنبية نحضر لوقت مائدة المناسبة فقط ثم نولّي دون الشعور بلذة المجالس وأحاديثها .
ليتنا نترك التعامل مع الجوالات في مجالسنا إلا للضرورات القصوى ، ونعطي المجالس حقوقها وآدابها فقد لا يأخذ منا ذلك ساعات في فترات متباعدة .
ودمتم بودّ
كتبه أبو مشاري
.......................
يبدو لي أن الموضوع الذي سأتناوله قد طرقه قبلي غير طارق ، ولكن طالما أنه لا زال يؤرقنا إجتماعياً فقد رأيت أن أطرقه لعل الذكرى تنفع المؤمنين ..
من ينظر لمجالسنا هذه الأيام يشعر بغصة ، ويحيطه الألمُ من كل جانب بعد أن كانت متنفساً للكبار والشباب يتبادلون فيها أطراف الحديث فينعم الشباب بخبرة كبرائهم ويفرح الكبار بمشاركات الشباب أو الأطفال ببعض إبداعاتهم وتحفزهم للمستقبل .
كنا إلى القريب الأدنى نستمع لقصص كبار السن وقصائدهم ومنقولاتهم وعلومهم وبعض التاريخيات من الأحداث وما فيها من عِبَر ، فيتلقفها الموجودون بسعادة وتكتنزها أذهانهم إلى حين ، ويتحاورون في تعاليم الدين وفي القوانين والأنظمة والمستجدات التي تنفع البشرية وتثري المكان بإستحضار كل قديم ومعرفة كل جديد .
أما اليوم فالمجالس أغلبها تحتضر ، فنحن نلاحظ النسبة الأكبر من الحضور وبالذات الشباب مشغولون بالتعامل مع الجوالات ويتجاهلون الحضور ، ومنهم من يرفع أصوات مقاطع الواتس واليوتيوب والسناب والتوك توك ، فكأنها أجسادٌ في المجالس وعقولٌ تغرّد خارجها .
والمشهد الأكثر إيلاماً هو حين نجد كبار السن الذين لا يجيدون الهواتف الذكية ينظرون يمنة ويسرة يريدون الكلام للناس أو يسمعون شيئاً ولكن هيهات فكلٌ ملتهيٌ بشاشته .
لا ننكر أن هذا العصر هو عصر التقنية وهذه الوسائل هي نعمة من الله علينا ، ولكن لكل مقامٍ مقال فالمجالس هي لمجالسة الناس والحديث معهم ، وحين تفقد هذه الصفة فقد تنهار شيئاً فشيئاً إلى أن تنتهي ونصبح كالمجتمعات الأجنبية نحضر لوقت مائدة المناسبة فقط ثم نولّي دون الشعور بلذة المجالس وأحاديثها .
ليتنا نترك التعامل مع الجوالات في مجالسنا إلا للضرورات القصوى ، ونعطي المجالس حقوقها وآدابها فقد لا يأخذ منا ذلك ساعات في فترات متباعدة .
ودمتم بودّ
تعليق