• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لست عاقلاً ولا مجنوناً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لست عاقلاً ولا مجنوناً

    ((لست عاقلاً ولا مجنوناً ))

    بقلم العميد الركن م. شائح القرني
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    قد يتسأل البعض لماذا تم اخيار هذا العنوان وفي هذا الوقت بالذات ؟؟
    وانا اقول إن العقل أكبر نعمة أنعم الله بها على الإنسان وأكرمه وجعل القرآن الكريم يستعين بلغتين في إبلاغ رسالته للإنسان، وهما لغة الاستدلال المنطقي، ولغة الإحساس. ولكُلٍ من هاتين اللغتين مخاطبوها المختصون، فالاولى تخاطب العقل، والثانية تخاطب القلب.

    أما القرآن الكريم فقد أنصف العقل، والعقلاء، وبشّر أصحاب العقول والأفهام، بأنّهم هم المهتدون، وذكر لهم صفات، فقال سبحانه: ( فَبَشِّرْ عِبَادِي. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ) سورة. الزّمر. الآيات. (17-18).

    *نعم الله عز وجل جعل القرآن منهج حياة، وأكد ذلك بسنة المصطفى صلّ الله عليه وسلم وجُعل العقل لكي يمّيز بين الهُدى، والضلال، والحق، والباطل.

    *فعندما أقول لست عاقلاً لأنني بلغتُ من العمر مابلغت ولم
    أزل في هوى النفس مشغولاً، ولم أعتبر ممن كانوا معي من رُفقاء العمر وغيبهم الموت في ريعان الشباب وامهلني الله كل هذا العمر وأنا صحيحاً معافا وبكامل قواي العقليه والحمد لله رب العالمين فماذا منحني العقل وماذا قدمت لنفسي، ولديني
    وأمتي.

    * ولست عاقلاً لكي أعتبر من الموت الذي يطرق الأبواب في كل حين وساعة،وأخَذ الوالدين، والأبناء، والأخوان، والزُملاء، والدور آت علي لامحالة وإنما هي ساعة مكتوبه وأجل مسمى عند الله، ونحن برحمة رب العباد.


    *ولست عاقلاً فأعتبر واتعظ وانا أصُلي يومياً على الجنائز، وادخل المقابر وازور المرضى، والقلوب قد ماتت إلا من رحم ربي ، والله المستعان وعليه التكلان وإليه المآل.

    *ولست عاقلاً فاعتبر من غيري ولا أكون أنا العبرة لمن بعدي
    ممن اصابتهم الدنيا وقدرت عليهم الأقدار ولم يكن لهم لاحول ولاقوة، ولا ملجأ من الله إلا إليه فمنهم المُقعد، ومنهم الذي أصُيب بمرض خبيث، ومنهم من يقوم بغسيل الكلى يوم بعد يوم، ومنهم من ضاقت عليه الدنيا بما رحبت وكم. وكم.؟؟؟

    *ولست عاقلاً وانا أملك المال فانفق في مجالات الخير قبل أن
    يكون ذلك المال لغيري ثم لاأجد من يُقدم لي شيء بعد الرحيل
    ثم أقول( ربي أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) .هيهات، هيهات.


    *ولست عاقلاً فاحج، واصوم، وازُكى، واستغل الفرص التي قد لاتتاح لي في قادم الأيام مع متغيرات الحياة المعاصرة وكما يقول الشاعر:

    لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
    فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ

    هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
    مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ

    وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ
    ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

    يُمَزق الدهرُ حتمًا كلَّ سابغةٍ
    إذا نَبَتْ مَشرَفِيات وخَرصانُ

    أينَ المُلوكُ ذووالتيجانِ من يَمنٍ
    وأينَ مِنْهُمْ أكَالِيلٌ وتِيجانُ

    فهل من عاقل يعي ويدرك مانحن إليه سائرون ومانحن فيه لاهون، وهل الدنيا باقية أم هي فانية، وأين من كانوا معنا بالأمس، اليسوا تحت التراب ونحن بهم لاحقون بأمر الله ؟؟؟

    *اما قولي إني لست مجنوناً فلا أُصدق مايحدث من شبابنا
    وشاباتنا وكذلك البعض من كبار السن الذين هم تجاوزا الأربعين، والخمسين، والستين عاماً ثم لا يردعهم رادع، ولا يردهم دين، ولاقيم، ولا أخلاق عن التهاون في أمور الدّين، والأخلاق أولاً، وتقليد الغرب والفاسدين ثانياً، والجرأة في تجاوز الحدود في كل مناحي الحياة التي وضعها الله عز وجل في كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسلم وخصوصاً في هذا الزمان الذي آلت إليه الأمور من تجاوزات بلا حدود وكأن الأمر بالنسبة لهم لايعنيهم وأنهم سيُخلدون ولا يموتون، ولاسيحملون إلى المقابر ذات يوم.

    * وانا لست مجنوناً لكي اُقلد كل ناعق، وناعقة، وكل ناهق، وناهقة، وأصبحُ أمعة أقول أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ) وهل هؤلاء المشاهير، واللاعبين، والمغنين، والمغنيات ينفعونني بشيء حتى اقضي وقتي وصحتي في متابعتهم والترويج لهم، ومحبتهم والدفاع عنهم أمام الأخرين.

    والشاعر يقول:
    كبّرت عقلي وتكبير العقل نعمه
    وهذّبت نفسي وتهذيب النفوس إكرام
    .
    تحدّني عن مجاراة البعض ذمه
    وتردّني عن تفاهات الأغبياءأحلام
    .
    أحلامي كبار وغيري صغّره حلمه
    في الصحوةأحلم وهويحلم ليا نام
    .
    إن فات شي أقول إن كل شي بقسمه
    وإن جد صعبٍ أقول إ الوعد قدام

    *فماذا سيكون موقعي من الإعراب بين هؤلاء المرجفون و المتزلفون، ممن فَسدوا، وافسدوا، واظهروا في الأرض الفساد، وهل أكون عاقلاً فاعتبر أم أكون مجنوناً فانحدر مع من أنحدر .


    * وختاماً الحياة جميلةٌ، والدّين يُسر، والله غفور رحيم، ولكنه شديد العقاب، ونحن برحمة من بيدهِ كل شيء، اللهم أصلح حالنا وحال المسلمين، والمسلمات في كل وزمان، ومكان وردهم إليك رداً جميلا.
    والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

    التعديل الأخير تم بواسطة شائح بن عبدالله; الساعة May-18-2022, 08:41 AM.

  • #2
    الله يعطيك العافيه
    مقال قيم
    وشكرااا عالعظه

    تعليق


    • #3
      موضوع مهم جدا ومفيد



      عشت ياموقع بلقرن

      تعليق


      • #4
        اسطر حُبِرت بعناية كاتب قدير وسطرت بأنامل مبدع مميز
        وطبعاً لا غرابة في ذلك فمن وراء المقال ابا فيصل
        كاتب مميز ماهر منتقي بعنايه لمواضيعه فشكراً لك من الاعماق وبورك مدادك وبوحك ويراعك

        تعليق


        • #5
          الموضوع اذا كان يهدف لمعالجة مشكلة ظاهرة للعيان سرت الفايده للجميع

          تعليق


          • #6
            حالتين حقيقتين على ارض الواقع . تطرقت اليهما واجدت في تحليلهما ابا فيصل
            بارك الله فيك

            تعليق


            • #7
              وهبنا الله العقل لنفكر ونتدبر ولاكن للاسف لانستعمل منه الا قليلا في امور تهمنا وحسب رغباتنا فاكثر الامور لانحسن التعامل معها بعقولنا بل نتعامل معها باهوائنا

              تعليق


              • #8
                كلامك درر واسقاطات تستحق ان يرجع كل شخص الى جدول اعماله اليومية ويفكر فيها بعقله دون جنون

                تعليق


                • #9
                  أحبابي النجباء أصحاب العقول
                  الراجحة أشكر لكم مروركم وتعليقاتكم
                  ومشاعرك الطيبة وأنتم أنتم أهل
                  القدر والمكانة والنفوس الطيبة
                  أسعدكم ربي في الدارين وحقق
                  لنا ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات
                  ما نصبُ إليه ورزقنا الإخلاص في القول
                  والعمل ورزقنا التوفيق والسداد والعون
                  وحسن الختام إنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير.

                  تعليق


                  • #10
                    قرات الموضوع اكثر من مره وحقيقه فيه من العبر والحقيقة الكثير في عالمنا اليومي الذي نعيشه

                    تعليق


                    • #11
                      اكثر الناس مامعهم العقول والمواقف تشهد عليهم وعلى تصرفاتهم

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيكم

                        تعليق


                        • #13
                          تحياتي واشواقي لك ياعميد شايح ولمواضيعك واطروحاتك الاجتماعية الهادفة

                          تعليق


                          • #14
                            أشكر لكم جميعاً مروركم الكريم
                            ونسأل الله لنا ولكم العون والسداد والتوفيق
                            وأن ينفع بما نقول ونعمل وان يكون العمل خالصاً
                            لوجهه الكريم.

                            تعليق


                            • #15
                              اتابع كل كتاباتك باهتمام لما لها من اثر ووضع النقاط على الحروف

                              تعليق

                              يعمل...
                              X