• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شعر الأب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شعر الأب

    شعر الأب





    صريع الغواني في رثاء والده

    أَمَّا القُبورُ فإِنَّهُنَّ أوانِسٌ بجُوارِ قبرِكَ والدِيارُ قُبورُ.

    عَمَّت فواضِلُهُ، وعَمَّ مصابُهُ، فالنَّاسُ فيهِ كُلُّهُم مَأجورُ.

    رَدَّت صَنائِعُهُ إِلَيهِ حَياتَهُ فكأَنَّهُ مِن نَشرِها مَنشورُ.

    وتصف عائشة التيمورية حالة الابنة بعد وفاة والدها فتقول:

    يَا حَسرَة ابنَتِه إذا نَظَرتَ لَها بِمَماتِه عَينٌ مِن البَأساءِ

    قالَت: وحقِّ سَنا أَبوَّتكَ التي كانَتْ ضِياءَ الأمنِ للأبناءِ

    مُذ مَا فَقَدتكَ والحَشا مُتَسعرٌ والجِسمُ مُنتَحِلٌ مِن الضَّرَّاءِ

    يا كَنز آمالي وَذُخر مَطالبي وسُعود إقبالي وعَينِ سَنائي

    يا طِبَّ آلامي ومرهَمَ قُرحَتي وغِذاءَ رُوحي بَلْ ونَهرَ غِنائي

    أبتاهُ قَدْ جَرَّعتني كأسَ النَّوى يا حَرَّ جُرعَتِه عَلى أحشائي

    يا مَن بِحُسنِ رِضاه فوزُ بنوَتِي وعَزيزِ عِيشَتِه تَمامُ رَخائي

    إن ضَاقَ بي ذَرعي إلى مَن أشتَكي؟ مَن بَعد فَقدِكَ كافِلا بِرِضائي؟

    يا لَيتَ شِعري حينَ مَا حَلَّ القَضا هَلْ كُنتِ عَنّي رَاضِياً أم نَائي؟

    الشَّاعر إيليا أبو ماضي في رثاء والده
    ويقول إيليا أبو ماضي في رثاء والده الذي توفي بينما كان الشَّاعر في غربته:

    طَوى بَعضَ نَفسي إذْ طَواكَ الثَّرى عني، وذا بَعضُها الثَّاني يَفيضُ به جفني

    فواها لو أني في القَومِ عِندَما نظرتَ إلى العوّادِ تسألُهم عَنِّي

    ويا ليتما الأرضُ انطوَى لي بِساطُها فكُنتُ مَع البَاكينَ في سَاعةِ الدَّفنِ

    لعلِّي أفي تِلكَ الأبوَّة حقَّها وإنْ كَانَ لا يوفَّى بكيلٍ ولا وَزنِ

    فأعظمُ مجدي كانَ أنَّكَ لي أبٌ، وأكبَرُ فخري كان قولُكَ: ذا ابني

    أقولُ "لو أني" كي أبرِّدَ لوعَتي فيزدادُ شَجوي كلَّما قُلتُ "لو أني"

    أحتَّى وداعُ الأهلِ يُحرَمُهُ الفَتَى؟ أيا دَهرُ هذا منتهى الحَيفِ والغُبنِ

    أبي! وإذا ما قُلتُها فكأنَّني أُنادي وأدعو يا بِلادي ويا رُكنِي

    لمَن يلجأ المَكروبُ بَعدكَ في الحِمى فيرجعُ ريَّانَ المُنى ضَاحِكَ السَّنِّ؟

    الشَّاعر عيسى الشيخ حسن في رثاء والده
    فيأتي برثاء متأخر جداً كما سمَّى قصيدته:

    كان أبي يُطيلُ في السَّفر، ويدمِنُ الغياب

    فيرتدي وجوهَنا الشحوبْ....

    ونسأل القمرْ... عَن غائبٍ في الليل لا يؤوب

    وعندما يعود... تطفر من عيوننا أسئلةٌ طيّبةٌ، صغيرة

    فيشتري عتابنا الودود، بالخبز والتُّفاح والثياب

    فتنشي داخلنا طفولة فقيرة... وتكبر الصور

    لكنه في الرحلة الأخيرة، حدَّق في وجوهنا وأمعن النظر

    وعندما استحثه الصحاب

    قبّلني... وودَّعَ الجدرانَ والحصيرة

    وشدَّني/ بلّلني بدمعهِ، أجهش عند الباب

    وعندما ناديته في اللَّحظة الكسيرة

    لوَّح لي مبتعداً.... وغاب

    وسنجد الخطاب موجَّهاً من الابن للأب برمزية وطنية جذَّابة
    الأب حاضرٌ بقوة في القصيدة الوطنية بصفته الشخصية أو برمزيته ومجازه، خاصَّة عندما يقطع الشَّاعر وعداً على نفسه بالصمود أو الحفاظ على وطنه أو استعادة السليب منه، فلا يجد أقرب وأحقَّ من الأب ليقطع له هذا الوعد.

    الشَّاعر الفلسطيني سميح القاسم
    يَا أبتاه...

    ما زَالتْ في وَجهكَ عَينان، في أرضِكَ مَا زَالت قَدمان

    فاضربْ عَبَرَ اللَّيلِ بِأشأمِ كَارثةٍ في تَاريخِ الإنسان

    عَبرَ الليل... لنَخلِق فَجرَ حياة

    يا أبتاه...

    إن تسْمِـل عَينيكَ زَبانيةُ الأحزان؛ فأنا مِلءُ يَديك

    مِسرَجَةٌ تَشربُ مِن زَيت الإيمان

    وغداً يا أبتاهُ أُعيدُ إليك... قَسَماً يا أبتاهُ أُعيد إليك

    ما سلبتك خطايا القرصان

    قسماً يا أبتاه.... باسم الله وباسم الإنسان

    كذلك يعاهد الشَّاعر الفلسطيني عزّ الدين المناصرة والده على الصمود؛ فيقول:

    سلاماً، آهِ يا أبتاهُ

    إنْ تعبوا...فلن أتعبْ

    وإنْ ذهبوا إلى أعدائهمْ خوفاً.... فلن أذهبْ

    بكيتُ على مشارِفها البَعيدة حينَ نَامَ النَّاسْ

    وأبكيتُ البيوتَ البيضَ مِن حَولي

    فضجَّ قرنفلُ الحيطانْ، تسامَق نَحوَ روحِ الرُّوح، سارَت زفَّةُ النِّسوانْ

    هديراً من نعاسِ الرَّملِ خَلفي، يجرحُ الرُّكبان

    يغنِّينَ القتيلَ الصَّعب، موَّالاً جَريح الرَّاس

    وِسرتُ مهشَّمَ القَدمين فوقَ الشَّوكِ، مأسوراً مِن الحرَّاس

    كم انتثرتْ مودَّتُنا، ووزَّعنا قلوباً في رَسائلِنا على الأيَّامْ

    سياجاً للمدى تبقين، رَغم تحاسُدِ الجُلاَّسْ.

    مَشينا في دُروبِ الشَّوكِ والزَّقومِ، في الصَّحراء، في الزَّرقاء، في المركبْ

    وهذي دربنا الأولى:

    تُعيد الحُرَّ مغلولا... تصدُّ، ولا تردُّ الغائبَ المتعبْ

    وهذي دربنا الأخرى: نعيش بها عبيداً نرتضي بالجَوْرْ.

    تقول لنا بأن نحيا بلا شفةٍ... ندور كما يدور الثورْ.

    وهذا دربنا الثالث: يقود إلى جزيرتنا البعيدة، حيث تسكنها

    الشياطين الشتائية

    لتسرق خاتمي في اللَّيلِ جِنيَّة

    لأصرخَ يا علاء الدين: أين السرُّ؟؟؟، ضاع السرُّ

    كيف أفكُّ هذا الطَلْسَمَ المأسورْ.

    ولا شبَّيك لا لبَّيك، فاسمع صَرخة المقهور.

    فقد أوشكتُ يا أبتَاهُ أنْ أغضَبْ

    ﺇﻟﻰ الحدِّ الذي لا يرهَبُ السكّينْ

    قبائلنا على الحيطان تنشدُ خطبةَ التسليمْ

    سلاماً آهِ يا أبتاه.... إن تعبوا؛ فلن أتعبْ.





  • #2
    جميل جدا لاتحرمينا من جديدك

    تعليق


    • #3
      الله يعطيك العافية

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك
        ]


        ]

        تعليق


        • #5
          يعطيك العافيه. نقل جميل.

          تعليق


          • #6
            شاكره لكم المرور

            تعليق


            • #7
              جميل جداً
              الله يعطيك العافية أختي أحلام

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك
                يال روعة ما قدمتي لنا
                فشكرا لك من القلب


                ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                يجني ثمار السجده اللي سجدها

                انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                وشر النفوس المبغضات وحسدها

                تعليق


                • #9
                  شاكره لكم المرور الكريم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X