........................./ كم ستتمنى ياصغيري انك بقيت بهذه البرائة لا لك ولا عليك
............................./ في أمان الله وحفظه ايها الرجل
... في عمر الانسان الزمني مراحل عديدة ، ومنعطفات كثيرة ، يمر بها عبر مشوار دنياه التي كتبها الله في سجله القدري الذي قدره عز وجل له في علم الغيب حين خلقه.
ولو تطرقنا لكل مرحلة على حدة ، وقرأنا تكويناتها وظروف التحولات بها ، لأخذنا الطرح يميناً وشمالاً ، وادخلنا في علوم وتفسيرات ليس مجالها هنا .
وما نحن بصدده هنا هو فقط ساعة من هذا الزمن الطويل ولحظات من هذه المنعطفات الحياتية للانسان ، وهي ساعة ماقبل النوم ليلة صباح ( أول يوم دراسي ) في حياة الانسان .
في هذه الساعة تمنيت أن تكون عيني اشعة اكس، واناملي تيارات هوائية ، لأدخل الى تفاصيل ( طفلي ) في تلك الساعة ، (فأتفحص مشاعره، وأقرأ خلجاته ، واتفرج على تصوراته )، ولكي أشاهد سنواته الماضية وهي تولي مدبرة مكسورة الخاطر ومحزونة الفؤاد ، وحتى احتفل احتفالا حقيقياً بمقدم أول ساعة في السنة السابعة لطفلي ، الذي تأخذه السنون من بين يدي عنوة وبقوة قسرية ، ليس فيها رحمة لعوده الغض ولا أسفاً لأبيه المحزون ، ولأرى كيف كان وقع تسللها الى قلبه الصغير ، وكيف تعايش مع اولى لحظات الاستقبال ، الذي ترافق مع كلمة حازمة من قاموس الاوامر ، الذي لم يعتد عليه من قبل ، وهو يلتفت في تعجب وذهول مستمعاً بكل دهشة واستغراب لأمر ( يالله نوم ... بكرة مدرسة ) هنا تمنيت أن اكون داخل تلكم الدهشة لكي استطيع ان اعبر هنا ، ولو بقدر قليل من الصورة الحقيقية لها.
نعـــــم /... فالطفل هنا قد بدأ في حياة المسئولية ومشوار العمل ، وقد كان قبل ذلك ( لاهياً ساهياً ) لمدة ســـ 6 ـــت سنوات فقط ، كانت عمراً جميلاً وحياة سعيدة ، ولحظات لاتقدر بثمن ، وان كانت تكتب بمداد من الذهب على جدار ( العمر ) إلا انها في مفكرة الطفل ومخيلته ( لا شيء )..!
الله الله كم امامك بُنيّ من المنعطفات في دروب الحياة أنت وأقرانك ، قد تصعب وقد تسهل ، قد تكودك وقد تهون ، مشوار طويل طويل ، اذا ماوصلت الى النهاية ، فلن تراه إلا أنه مر كلمح بالبصر .
وكم يتمنى الانسان منا أن يعود لتلك السنوات ( الست ) فيعبث بالحياة عبثاً ويملأها صخباً ، ويمزقها إربا إرباً ، بنفس الاحاسيس الطفولية ، والمشاعر البريئة .... ولكن ، أنى لأحد منا ذلك .
أسال الله التوفيق والنجاح لأبني علي وهو يدلف الى مدرسته في اول يوم له في مشوار العلم والعمل ، ودعواتي بالمثل لاقرانه ، ولمن سبقه ومن سيتبعه .
..
..
...... اوران
تعليق