في رثاء الشيخ فازع بن أحمد رحمه الله

[شعب زاهر]

في رثاء الوالد الشيخ : فازع بن أحمد رحمه الله:
الحمد لله في أنسٍ وفي ضجر
والحمد لله في أمنٍ وفي خطر

لله ما شاء من أمرِ القضاءِ به
يَجزِي الصبورَ على ما كان من ضرر

والصابرون على البلوى إذا نزلت
لهم ثوابٌ مع التسليمِ للقدر

وإن فيمن فقدنا اليومَ موعظةً
والموتُ أكبرُ تذكيرٍ لمعتبِر

أبا سعيدٍ لقد أورثتنا فزعا
حين افتقدنا الأبَ الحاني على الكبر

أبا سعيدٍ وكنتَ الدهرَ( فازعَنا)
فكيف تُفزِعُنا بالضيقِ والكدر

قد كنت تفزعُ للمحتاج مبتدئا
حتى يفوزَ بما يرجو من الوطر

لقد رُمينا بهذا الفقدِ فانكسرت
منا القلوبُ بلا قوسٍ ولا وتر

لكن إيمانًنَا بالله يعصمُنا
وطيبُ ذكرِك نبراسٌ لمفتخِر

كم حدثوا عنك من طيبِ الثناءِ وهم
شهودُ ربك مهما قيل في السِّيَر

لا يذهبُ العُرفُ بين الناسِ لو غفلوا
حينا فلا بد أن يأتي على الأثر

مسارُك العاطرُ الميمونُ سلوتُنا
ووهْجُ ذكرِك مثلُ الشمسِ والقمر

إن غبتَ عنا فلم تحضُرْ مجالسَنا
فأنتَ في القلبِ ملؤُ السمعِ والبصر

يارب ضيفك فاجعل قبرَه نُزُلا
بمَرْبَعٍ من رياضِ الخلدِ مزدهِر

واغفر لعبدِك ما قد كان من خللٍ
أنت الغفورُ لأوَّابٍ ومنكسِر

واجعل لنا من عظيمِ الأجرِ تكرمةً
لكل محتسبٍ منا ومصطبِر

وهب لنا من سنا أعمالِه مثلا
واجعل شمائلَه ذكرى لمُدَّكِر

وصلِّ يارب ما هبَّ النسيمُ على
من اصطفيتَ لنا من خيرةِ البشر

محمد بن عائض القرني : 10/11/1439هـ