• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ق


    قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ

    قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].

    أولًا: سبب نزولها:
    قال القرطبي: هذه الآية نزلت في غزوة تبوك؛ قال الطبري وغيره عن قتادة: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يسير في غزوة تبوك، وركب من المنافقين يسيرون بين يديه، فقالوا: انظروا، هذا يفتح قصور الشام ويأخذ حصون بني الأصفر، فأطلعه الله سبحانه على ما في قلوبهم وما يتحدثون به، فقال: احبسوا عليَّ الركب، ثم أتاهم فقال: قلتم كذا وكذا، فحلفوا: ما كنا إلا نخوض ونلعب يريدون كنا غير مجدين.

    وقال ابن كثير: عن عبدالله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلسه: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت، ولكنك منافق، لأُخبرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونزل القرآن.

    قال عبدالله بن عمر: وأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).

    ثانيًا: لقد جمع المنافقون الشر من أطرافه؛ حيث وقعوا في جريمتين كل واحدة منهما أسوأ من صاحبتها، الاستهزاء بآيات الله تعالى، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا بد من حسم أمرهم وبيان حقارة شأنهم والختم على قلوبهم، وبيان مدى ما وصلوا إليه من التوغل في الكفر والنفاق، وعدم اكتراثهم بما يتنزل عليهم من قرآن، أو بما يسمعونه من الوعظ من النبي صلى الله عليه وسلم.

    ثالثًا: بناءً على ما سبق ذكره جاء دفاع الله تعالى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى تلك الآيات المباركات دفاعًا عن خير البريات عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات، وإليك ما فيها من المقاصد والغايات:
    الآية الأولى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ قال ابن عاشور:
    1- قوله تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ التقدير: ولئن سألتهم عن حديثهم في خلواتهم، أعلم الله رسوله بذلك وفيه شيء من دلائل النبوءة، ويجوز أن تكون الآية قد نزلت قبل أن يسألهم الرسول، وأنه لَمَّا سألهم بعدها أجابوا بما أخبرت به الآية.

    2- ولَمَّا كان اللعب يشمل الاستهزاء بالغير، جاء الجواب عن اعتذارهم بقوله: ﴿ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾، فلمَّا كان اعتذارهم مبهمًا ردَّ عليهم ذلك؛ إذ أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم جواب الموقن بحالهم بعد أن أعلمه بما سيعتذرون به، فقال لهم: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾.

    وقال القاضي أبو بكر بن العربي: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جِدًّا أو هزلًا، وهو كيفما كان كفر، فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة، فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل؛ قال علماؤنا: انظر إلى قوله: أتتخذنا هزوًا، قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

    والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء المنافقين المستهزئين بما يجب إجلاله واحترامه وتوقيره، قل لهم على سبيل التوبيخ والتجهيل أيضًا: لا تشتغلوا بتلك المعاذير الكاذبة فإنها غير مقبولة؛ لأنكم بهذا الاستهزاء بالله وآياته ورسوله قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ؛ أي: قد ظهر كفركم وثبت، بعد إظهاركم الإيمان على سبيل المخادعة، فإذا كنا قبل ذلك نعاملكم معاملة المسلمين بمقتضى نطقكم بالشهادتين، فنحن الآن نعاملكم معاملة الكافرين بسبب استهزائكم بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الاستهزاء بالدين، كما يقول الإمام الرازي، يعد من باب الكفر، إذ إنه يدل على الاستخفاف، والأساس الأول في الإيمان تعظيم الله تعالى بأقصى الإمكان، والجمع بينهما محال.

    والاعتذار معناه محاولة محو أثر الذنب، مأخوذ من قولهم: اعتذرت المنازل: إذا اندثرت وزالت، لأن المعتذر يحاول إزالة أثر ذنبه.

    الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾:
    1- ﴿ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾: لَمَّا كشف الله أمر استهزائهم، أردفه بإظهار قلة جدوى اعتذارهم؛ إذ قد تلبَّسوا بما هو أشنع وأكبر مما اعتذروا عنه، وهو التباسهم بالكفر بعد إظهار الإيمان، فإن الله لما أظهر نفاقهم، كان ما يصدر عنهم من الاستهزاء أهون، فجملة (لا تعتذروا) من جملة القول الذي أمر الرسول أن يقوله، وهي ارتقاء في توبيخهم، فهي متضمنة توكيدًا لمضمون جملة، ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾، مع زيادة ارتقاء في التوبيخ وارتقاء في مثالبهم بأنَّهم تلبَّسوا بما هو أشدُّ وهو الكفر، فلذلك قُطعت الجملة عن التي قبلها، على أن شأن الجمل الواقعة في مقام التوبيخ أن تُقطَع ولا تعطَف؛ لأن التوبيخ يقتضي التعْداد، فتقع الجمل الموبَّخ بها موقع الأعداد المحسوبة نحو واحد، اثنان، فالمعنى لا حاجة بكم للاعتذار عن التناجي، فإنكم قد عُرفتم بما هو أعظم وأشنع.

    2- ﴿ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ منكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾: ولَمَّا كان حال المنافقين عجيبًا، كانت البشارة لهم مخلوطة ببقية النذارة، فأنبأهم أنَّ طائفة منهم قد يُعفى عنها إذا طلبت سبب العفو بإخلاص الإيمان، وأن طائفة تَبْقى في حالة العذاب، والمقام دالٌّ على أن ذلك لا يكون عبثًا ولا ترجيحًا بدون مُرجِّح، فما هو إلا أن طائفة مرجوَّة الإيمان، فيغفر عمَّا قدَّمته من النفاق، وأخرى تصرُّ على النفاق حتى الموت، فتصير إلى العذاب، والآيات الواردة بعد هذه تزيد ما دلَّ عليه المقام وضوحًا من قوله: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 67، 68]، وقوله بعد ذلك: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [التوبة: 74]، وفي الآية بيان لمظهر من مظاهر عدله.

    قال ابن عاشور: وقد آمن بعض المنافقين بعد نزول هذه الآية، وذكر المفسِّرون من هذه الطائفة مخشيَّا بن حُمَيِّر الأشجعي لَمَّا سمع هذه الآية تاب من النفاق، وحسُن إسلامه، فعدُّ من الصحابة، وقد جاهد يوم اليمامة واستُشهد فيه، وقد قيل: إنه المقصود «بالطائفة» دون غيره، فيكون من باب إطلاق لفظ الجماعة على الواحد في مقام الإخفاء والتعمية؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "مَا بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله"، وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المدينة بقية من المنافقين وكان عمر بن الخطاب في خلافته يتوسَّمهم، والباء في ﴿ بأنهم كانوا مجرمين ﴾ للسببية، والمجرم الكافر.

    فائدة مهمة:
    قال السعدي: في هذه الآيات دليل على أن من أسرَّ سريرة، خصوصًا السريرة التي يمكر فيها بدينه، ويُستهزئ به وبآياته ورسوله، فإن الله تعالى يظهرها ويفضَح صاحبها، ويعاقبه أشد العقوبة‏.‏

    وأن مَن استهزأ بشيءٍ من كتاب الله أو سنة رسوله الثابتة عنه، أو سخر بذلك، أو تنقَّصه، أو استهزأ بالرسول أو تنقَّصه، فإنه كافر بالله العظيم، وأن التوبة مقبولة من كل ذنب، وإن كان عظيمًا‏.



    الألوكة



  • #2
    جزاك الله خير



    عشت ياموقع بلقرن

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا
      ]


      ]

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك
        وكتب الله اجرك


        ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
        يجني ثمار السجده اللي سجدها

        انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
        وشر النفوس المبغضات وحسدها

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأثابكم الله الجنة

            تعليق


            • #7

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ً
                وجعله فى ميزان حسناتك

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ً
                  دمتم بحفظ الله ورعايته

                  تعليق


                  • #10
                    جزآآك الله خيرآ
                    وجعله في موازين آعمالك
                    لاعدمنآك
                    لك كل الود والتقدير





                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة صقر العروبه مشاهدة المشاركة
                      جزاك الله خير

                      يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة بوسليم مشاهدة المشاركة
                        جزاك الله خيرا

                        يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد مهدي ابراهيم مشاهدة المشاركة
                          بارك الله فيك
                          وكتب الله اجرك

                          يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عائض بن سعيد مشاهدة المشاركة
                            جزاك الله خير

                            يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أمل الغد مشاهدة المشاركة
                              جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأثابكم الله الجنة

                              يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X