على وقع أبيات حافظ إبراهيم :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن * فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
أفتتح بيتي المتواضع الزاخر بما لذ وطاب من أصناف اللغة والشعر والأدب .. وروائع القصص والحكم .
شعراء صالوا وجالوا بأشعارهم .. وأدباء هاموا بإبداعاتهم .. وهاهم أبناء الضاد يحملون لواء الحرف وضياء الكلام بسحر لغة البيان .
قال المستشرق الفرنسي رينان :
” من أغرب المُدهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرّحل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، وحسب نظام مبانيها ، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة ” .
قالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكه :
” كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة …”
يقول الشاعر :
بكِ تاجُ فخري و انطلاقُ لساني
و مرورُ أيامي و دفءُ مكاني
لغة الجدودِ و دربُنا نحوَ العُلا
و تناغمُ الياقوتِ و المَرجان ِ
هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ
يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ
رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها
بالسيفِ و الأقلامِ و البنيان ِ
من إرْث "مربدِها" و سوق ِ" عُكاظِها"
جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ
من ثغْر ِ"عبلتِها" و بَيْن ِ"سُعادِها"
تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةًً
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ
اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ
" اقرأْ " فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
عِلمٌ و فكْرٌ ، حكمةٌ و مواعظ ٌ
فقْهٌ و تفسيرٌ، و سِحْرُ بيان ِ
و عَروضُها نغمُ العواطف ِو الهوى
و مآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ
عربيةٌ ، و العرْبُ أهلُ مضافةٍ
و فصاحةٍ و مروءةٍ و طِعان ِ
عربيةٌ ، و المصطفى أرسى بها
منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ
فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ
تسمو بنورِ العلم ِو الإيمان ِ
هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي
و من المحبَّة صدقُها المتفاني
لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا
و خَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران
و خُلاصةُ القول ِالطويل ِعبارةٌ
سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبان
ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ و لسانَهمْ
إلا و حازُوا السَّبقَ في المَيدان ِ
و إذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهم ْ
عَيْشُ الهَوان ِو ذلَّةُ الخِذلان ِ
تعليق