في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (4)
﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِينًا ﴾
المتأملُ في استخدامِ القرآنِ لكلمتي ﴿ أكملتُ ﴾ و﴿ أتممتُ ﴾ في الآيةِ السابقةِ وفي غيرها من الآياتِ، يرى مُستوىً عالياً وعجيباً من الدقةِ لا يُوجدُ إلا في القرآنِ العظيمِ..
فكَلِمةُ (أَكْملَ): معناها أنهى الأمرَ على مَـراحِلَ مُتقطِّعةٍ.. أمَّا كَلِمةُ (أتـمَّ): فمعناها أنهى الأمرَ دُفعةً واحدةً دُونَ انقطاعٍ أو توقفٍ..
تأمل مثلاً قَولَهُ تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ﴾.. فالذي عليهِ قَضاءٌ من رمضانَ يُمكِنهُ صَيامهُ على فَتراتٍ مُتقطِّعةٍ، لذلك استَخدَمَ كلِمةَ: (وَلِتُكْمِلُوا)..
بينما يقولُ الله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾، ولم يقل (ثمَّ أكملوا).. لأنَّ الأمرَ المطلوبَ لا يَصِحُ تنفِيذُه إلا مُتواصِلاً.. ولا يصلحُ التوقفَ أثناءَ التنفيذ..
ومَثلُ ذلك في الإحْرامِ.. فلا يجوزُ للمُحرِم أن يَتحلّلَ مِن إحرامهِ حتى ينتهي من نُسُكِهِ.. لذلك يقولُ اللهُ تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾، وليسَ أكملوا الحجَّ..
والمتتبعُ لآياتِ القرآنِ الكريمِ يجِدُ أنَّ هُناكَ آيتينِ فقط استُخدِمَ فيهما كلِمةُ (أكْمَلَ)، وأنَّ هُناكَ عَشْرَ آياتٍ استُخدِمَ فيها كلِمةُ (أَتـمّ).. وجميعُهَا بهذه الدقةِ العجِيبةِ..
ونعودُ للآية: ﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي ﴾.. لنحاولَ فهْمَها وتدَبُّرَها بِناءً على ما سَبقَ.. فنرى أنَّ الدِّينَ (اُكْمِلَ).. بينما النِّعمَةُ (أُتِمّت).. فالدِّينُ نَزلَ على فَتراتٍ مُتقطِّعةٍ على مَدى 23 عاماً، ﴿ اليَومَ أَكْمَلتُ لَكُم دِينَكُم ﴾.. أمَّا النِّعمَةُ فلم تنقطِعْ لحظةً واحِدةً، فقال تعالى: ﴿ وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي ﴾..
فتأمل الدِّقةَ العجيبةَ في استخدامِ الكلمةِ المناسِبةِ للمعنى المناسِبِ.. وقُلْ صدقَ الله:
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾..
اللهم فقِهنا في الدِّينِ.. واجعلنا هُداةً مًهتدِين..
الألوكة
﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِينًا ﴾
المتأملُ في استخدامِ القرآنِ لكلمتي ﴿ أكملتُ ﴾ و﴿ أتممتُ ﴾ في الآيةِ السابقةِ وفي غيرها من الآياتِ، يرى مُستوىً عالياً وعجيباً من الدقةِ لا يُوجدُ إلا في القرآنِ العظيمِ..
فكَلِمةُ (أَكْملَ): معناها أنهى الأمرَ على مَـراحِلَ مُتقطِّعةٍ.. أمَّا كَلِمةُ (أتـمَّ): فمعناها أنهى الأمرَ دُفعةً واحدةً دُونَ انقطاعٍ أو توقفٍ..
تأمل مثلاً قَولَهُ تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ﴾.. فالذي عليهِ قَضاءٌ من رمضانَ يُمكِنهُ صَيامهُ على فَتراتٍ مُتقطِّعةٍ، لذلك استَخدَمَ كلِمةَ: (وَلِتُكْمِلُوا)..
بينما يقولُ الله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾، ولم يقل (ثمَّ أكملوا).. لأنَّ الأمرَ المطلوبَ لا يَصِحُ تنفِيذُه إلا مُتواصِلاً.. ولا يصلحُ التوقفَ أثناءَ التنفيذ..
ومَثلُ ذلك في الإحْرامِ.. فلا يجوزُ للمُحرِم أن يَتحلّلَ مِن إحرامهِ حتى ينتهي من نُسُكِهِ.. لذلك يقولُ اللهُ تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾، وليسَ أكملوا الحجَّ..
والمتتبعُ لآياتِ القرآنِ الكريمِ يجِدُ أنَّ هُناكَ آيتينِ فقط استُخدِمَ فيهما كلِمةُ (أكْمَلَ)، وأنَّ هُناكَ عَشْرَ آياتٍ استُخدِمَ فيها كلِمةُ (أَتـمّ).. وجميعُهَا بهذه الدقةِ العجِيبةِ..
ونعودُ للآية: ﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي ﴾.. لنحاولَ فهْمَها وتدَبُّرَها بِناءً على ما سَبقَ.. فنرى أنَّ الدِّينَ (اُكْمِلَ).. بينما النِّعمَةُ (أُتِمّت).. فالدِّينُ نَزلَ على فَتراتٍ مُتقطِّعةٍ على مَدى 23 عاماً، ﴿ اليَومَ أَكْمَلتُ لَكُم دِينَكُم ﴾.. أمَّا النِّعمَةُ فلم تنقطِعْ لحظةً واحِدةً، فقال تعالى: ﴿ وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي ﴾..
فتأمل الدِّقةَ العجيبةَ في استخدامِ الكلمةِ المناسِبةِ للمعنى المناسِبِ.. وقُلْ صدقَ الله:
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾..
اللهم فقِهنا في الدِّينِ.. واجعلنا هُداةً مًهتدِين..
الألوكة
تعليق