• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قلعة برقوق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلعة برقوق

    رحلةٌ مدهشةٌ في عبق التاريخ، يخوضها زوّار قلعة "برقوق" التي تتربع وسط مدينة خانيونس، تلك التحفة العمرانية التي تغازل بجمال حجارتها، وأقواسها، ومئذنتها، الأيام والسنين، والغزاة والفاتحين، وكل من مرَّ بها، ويعود تاريخ القلعة للعصر المملوكي، وبناها السلطان "برقوق" أحد سلاطين العصر المملوكي؛ وأسند برقوق أمر بنائها إلى الامير يونس بن عبد الله النوورزي في سنة 1387م، وسميت مدينة خان يونس على اسمه.القلعة المميزة، تتربع على حوالي 16 دونمًا وسط مدينة خانيونس، وتتألف من طابقين ومسجد، وتتخذ شكلا مربعا زواياه مدعّمة بأبراج دائرية، وتتميز بمئذنتها الأثرية الجميلة التي تقع على يمينها ذات القاعدة المربعة، وقبتها الآخذة، وشبابيكها الثلاثة المستطيلة، وبابها المجوف، وعتباتها الرخامية، والنصوص العربية المنقوشة على الأحجار، وكذلك المسجد الذي يقع على يسارها، والمكون من طابقين.ويقع بجوار مسجد القلعة ديوان خصص لاجتماعات أهل سلطة الحكم لمناقشة أمور البلاد، كما يحدّ القلعة من الخارج سور ضخم يحميها من الهجمات، إذ يحتوي السور على الكثير من النوافذ الوهمية، التي تظهر وكأنها رسومات وتصميمات جمالية ذات أشكال حيوانية، كما يحتوي في جوانبه المختلفة غرف صغيرة محمولة على أعمدة خرسانية، ترتفع إلى ما بعد نهاية السور، وتتخلل جدرانها الأربعة فتحات مغطاة ببعض الأسلاك الحديدية، تستخدم للدفاع عن المدخل ولرد هجمات المعتدين على القلعة.عبد الرحمن عزوم الباحث في الشؤون التاريخية يوضح أن المماليك شيدوا القلعة حماية للمدينة لتكون منطقة لقاء واستراحة بين التجار والمسافرين كمركز يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، فضلا عن استخدامها ملجأً للتجار من الجماعات التي كانت تقصد طرق التجار لسرقتهم؛ إذ أن السرقات والسطو وقطاع الطرق كانوا يستهدفون التجار خلال هذه الحقبة من الزمن.ويشير عزوم إلى أنَّ اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في نهاية العصر المملوكي أفقد الطريق التجاري الذي يربط فلسطين بمصر أهميته؛ وقام العثمانيون بتحويل القلعة إلى ثكنة عسكرية.وتعرضت قلعة برقوق للإهمال والدمار منذ زمن الأتراك فهي شبه مهدمة ولم يتبق منها سوء الجزء الامامي والمئذنة التي تم ترميهما حديثا.قلعة برقوق كانت شاهدة على التاريخ والحروب التي أتت على فلسطين، وتعرضت أجزاءً من القلعة للانهيار الكامل خلال الحرب العالمية الأولى، وما تبقى بقي شاهداً على الجرائم التي حدثت وتحدث لفلسطين.تجدر الإشارة إلى أنًّ القلعة شهدت مجزرة عام 1956 ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي خلّفت عشرات الشهداء من اهالي خانيونس.ويقول مازن الأغا أحد أعلام خانيونس ومهتم بالشؤون التاريخية "إنَّ القلعة الآن لم يتبق منها سوى السور الامامي والمئذنة التي تم ترميمها حديثا أما الجدار الخلفي من القلعة فقد دمر أو أزيل تماما".وأوضح الاغا أن القلعة مملوكة لعدة عائلات تمثل النسبة الأكبر لعائلة الأغا بالإضافة إلى عائلة الجبور والعبادلة وأنَّ ملكية هذه العائلات تعود للعهد العثماني ومن خلال وثائق ومستندات رسمية.وأكد الأغا أن الجزء الغربي الشمالي من القلعة مملوكا لعائلة العبادلة والجزء الشمالي الشرقي لعائلة الجبور.وعمدت وزارة السياحة والآثار في غزة على ترميم القلعة على مرحلتين حافظاً عليها من الاندثار، المرحلة الأولى كانت في العام 2005، إذ رممت الوزارة مدخل القلعة وأجزاء من سورها، والمرحلة الثانية في العام 2010 استطاعت ترميم وإكمال بناء المئذنة التي هُدم نصفها في الحرب العالمة الثانية.
يعمل...
X