• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾

    ﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ


    قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأنعام: 91].

    أولًا: سبب نزولها:
    قال السدي: نزلت في فنحاص بن عازوراء، وهو قائل هذه المقالة، وفي رواية: أن مالك بن الصيف لما سمعت اليهود منه تلك المقالة عتبوا عليه، وقالوا: أليس أن الله أنزل التوراة على موسى؟ فلمَ قلت ما أنزل الله على بشر من شيء؟ فقال مالك بن الصيف: أغضبني محمد، فقلت ذلك، فقالوا له: وأنت إذا غضبت تقول - على الله - غير الحق، فنزعوه من الحبرية. ومما جاء في نزولها: قالت اليهود: يا محمد، أنزل الله عليك كتابًا؟ قال: نعم، قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتابًا، فأنزل الله: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْء ﴾، فنزلت.

    ثانيًا: نزلت الآية دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام؛ لأن ما جاؤوا به من الرسالات هو منزَّل من عند الله تعالى حقًّا وصدقًا، ونزلت أيضًا فضحًا لكذب اليهود القائلين لتلك المقولة الباطلة: ما أنزل الله من السماء كتابًا، فرد الله عليهم وبيَّن كذبهم، وظهر تاريخهم المليء بالتحريف لكلام الله تعالى.

    والآن سنذكر ما تحتويه الآية المعاني المحكمة التي تدل على عناية الله بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم:
    1- قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْء ﴾:
    المعنى: ما عظموا الله حق تعظيمه، وما عرفوه حق معرفته في اللطف بعباده وفي الرحمة بهم، بل أخلوا بحقوقه إخلالًا عظيمًا، وضلوا ضلالًا كبيرًا؛ إذ أنكروا بعثة الرسل وإنزال الكتب، وقالوا تلك المقالة الشنعاء ما أنزل الله على بشر شيئًا من الأشياء، قاصدين بهذا القول الطعن في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أن القرآن من عند الله.

    وقدر الشيء يقدره: إذا سبره وحزره ليعرف مقداره، ثم استعمل في معرفة الشيء على أتم الوجوه حتى صار حقيقة فيه.

    وقال ابن عاشور: فلا جرم أن الذين قالوا: ما أنزل الله على بشر من شيء، قد جاؤوا إفكًا وزورًا، وأنكروا ما هو معلوم في أجيال البشر بالتواتر، وهذه الجملة مثل ما حكاه الله عنهم في قوله: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [سبأ: 31].

    2- ثم أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد على سلبهم العام بإثبات قضية جزئية بديهية التسليم، فقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ ﴾؛ أي: قل يا محمد لهؤلاء الزاعمين بأن الله ما أنزل على بشر شيئًا من الأشياء: قل لهم من الذي أنزل التوراة وهو الكتاب الذي جاء به موسى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ؛ أي: ضياء من ظلمة الجهالة وهداية تعصِم من الأباطيل والضلالة.

    3- ثم بيَّن سبحانه ما فعله الجاحدون بكتبه من تحريف وتغيير، فقال: ﴿ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ﴾: القراطيس: جمع قرطاس وهو ما يكتب فيه من ورق ونحوه؛ أي: تجعلون هذا الكتاب الذي أنزله الله نورًا وهداية للناس أوراقًا مكتوبة مفرقة؛ لتتمكنوا من إظهار ما تريدون إظهاره منها، ومن إخفاء الكثير منها على حسب ما تمليه عليكم نفوسكم السقيمة وشهواتكم الأثيمة.

    فالمراد من هذه الجملة الكريمة ذمُّ المحرِّفين لكتب الله، وتوبيخهم على هذا الفعل الشنيع، الذي قصدوا من ورائه الطعن في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، والتوصل إلى ما يبغونه من مطامع وأهواء.

    4- وقوله تعالى: (﴿ وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ ﴾؛ أي: وعلمتم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم من المعارف التي لا يرتاب عاقل في أنها تنزيل رباني.

    5- وقوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ ﴾؛ أي: قل أيها الرسول لهؤلاء الجاحدين: الله تعالى هو الذي أنزل الكتاب على موسى، - وكما قال ابن عاشور -: (قل الله): جواب الاستفهام التقريري، وقد تولَّى السائل صلى الله عليه وسلم الجواب لنفسه بنفسه؛ لأن المسؤول - اليهود - لا يسعه إلا أن يجيب بذلك؛ لأنه لا يقدر أن يكابر على ما قررتُه في تفسير قوله تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ ﴾ [الأنعام: 12]، والمعنى قل الله أنزل الكتاب على موسى.

    6- ﴿ ثُمَّ ﴾ بعد هذا القول الفصل: ﴿ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُون ﴾ في باطلهم الذي يخوضون فيه يلعبون، وفي غيهم يعمهون حتى يأتيهم من الله اليقين.

    وفي أمره صلى الله عليه وسلم بأن يجيب عنهم، إشعار بأن الجواب متعين لا يمكن غيره، وتنبيهه على أنهم بهتوا بحيث إنهم لا يقدرون على الجواب.

    وكان العطف بثم في قوله: ﴿ ثُمَّ ذَرْهُمْ ﴾ للدلالة على الترتيب الرتبي؛ أي: إنهم لا تنجع فيهم الحجج والأدلة، فتركهم وخوضهم بعد التبليغ هو الأولى، وإنما كان الاحتجاج عليهم لتبكيتهم وقطع معاذيرهم.






    الألوكة


  • #2
    بارك الله فيك
    وبورك في جهودك الطيب
    ووفقك الرحمن لكل خير
    ولا حرمك الله الاجر والثواب





    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير

        تعليق


        • #5
          مشكوووورة جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            نفع ربي بما كتبتم وجزاكم ربي الجنة

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرا




              تعليق

              يعمل...
              X