الليلة السادسة
الجرعات التي نتعاطاها رغماً عنا ، سواءا كانت بأيدينا أو بأيدي غيرنا ، وسواء كانت حلوة أو مرة ، إنما هي ضرورة ملحة للأستمرار في مكابدة هذه الحياة ومعايشة كل الظروف... إن ألـم مرض ، أوخسارة مال ، أو فقدان عزيز ، أو صدود قريب ، أو جفا صديق ، أو جحود صاحب معروف ... أو حتى سوء معاملة زوج ، أو عقوق ولــد . أو هجران حبيب ..إلى آخـــره .. أو أي نائبة تنوب الانسان وهي ليست له في الحسبان .
فإنما كل ذلك جرعات طبيعية للحياة المجبلوة على ( مفاجئات القدر ) ولا نختلف في أن بعض هذه الجرعات قاسية جدا ومؤلمة الى حد اليأس احياناً والاستسلام لما قـد يتوهم البعض أنه الهلكة لا محالة .
والقلة من الناس من يعتبر مثل هذه الجرعات ليست سوى أدوية موصوفة لأدواء حتمية ، تصيب كل الناس ، في كل زمان وأي مكان ، وعلى مختلف اشكالهم وألوانهم وأياُ كانت درجات حرصهم وحذرهم او غفلتهم ولا مبالاتهم ..
فمنا من يتعامل مع هذه الاوخاز بصدر رحب ونفس مطمئنة ، ويعلم أنما هذاء جزاء ما أقترفت يداه ، فيعيد ترتيب الاوراق ، ومعرفة حجم التعاطي من نفسه أولا والاخرين ثانياً ، أو ربما ذلك مجرد ابتلاء لإختبار قوة الايمان وصبر وجلد الانسان ، على معايشة ما لا بد من معايشته.
وفي النهاية فإن مآلات هذه الامور دائماً تكون من حسن الى احسن حتى الشفاء التام منها أو قبولها والتعاطي معها وكأنها أمـر طبيعي وكل شخص وحسب تصرفه مع وضعه ، ومن ينظر الى انها سيئة على الدوام فليراجع نفسه ، أو ليستعد لتقلي المزيد من هذه الجرعات حتى يستفيق مرغماً لا بطل ...
وصدقت جدتي حفظها الله في قولها ( الخير في عطوف الشــر ...)
.................... هذا وغدا قـــد نلتقي . وأذا ألتقينا حدثتكم عن رجلٍ تجمعت لديه كل (معاني المعانة ) إلا أنه جعل الحياة تمشي على ( كيف كيفــه ).
( اوران )
تعليق