((ما هو مصير العالم والعلاقات الدولية بعد وباء كورونا فيروس 19))
بقلم: شائح عبدالله محمد القرني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
لقد أطلعت على تقرير صدر في مجلة "الشؤون الخارجية" (Foreign Policy) توصف بأنها مجلة صناع القرار، وهي مجلة شهرية تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، الذي يعتبر خلية تفكير مستقلة ومتخصصة في السياسة.
طرحت المجلة سؤالاً واحداً على (12) مفكراً وخبيراً عالمياً عن توقعاتهم حول العالم بعد وباء ((كورونا فيروس 19)):
كيف سيبدو العالم بعد وباء ((فيروس كورونا 19))؟
توقعاتهم مفيدة في تصور الآثار المحتملة التي سيتركها الوباء في عالمنا المعاصر (وفوق كل ذي علم عليم)، ومن وجهة نظري الشخصية أن السؤال الذي طرحته مجلة (الفورين بولسي) هو من أهم الأسئلة للمختصين والمهتمين من الدارسين في السياسة و العلاقات الدولية وكيف يمكن للعالم والعلاقات الدولية أن تتغّير بعد هذا الوباء أو الجائحة العالمية، وإليكم مختصر لإجابات النخبة من المفكرين والسياسيين الذي طرح عليهم السؤال وهي كالتالي:
1 . فشل الولايات المتحدة والغرب بشكلٍ عام في قيادة العالم وتحول ذلك إلى الصين ودول جنوب شرق آسيا.
2 . النظام العالمي وتوازن القوى سيتغيران بشكلٍ كبير جداً.
3 . إنتهاء نظام العولمة الإقتصادية والإعتماد المتبادل والبحث عن سلسلة ومجموعة سلاسل من الموارد المحلية.
4 . نسف القواعد الحالية للتصنيع والإنتاج العالمية.
5 . فشل المؤسسات الدولية في القيام بدورها الذي كان متوقعاً في التحذير والتنسيق للحد من هذة الأزمة.
6 . توقع تفكك الإتحاد الأوروبي بعد فشله في مواجهة الأزمة على مستوى أعضاءه.
7 . مزيد من الإنكفاء على الداخل وتراجع القضايا الدولية ذات الأهتمام المشترك.
8 . تقوية مفهوم الحكومة المركزية وتعزيز قبضة الحكومات دون معارضة.
9 . قوة الروح الإنسانية ونجاحها في مواجهة الخطر.
10 . المنتصر في الحرب ضد ((كورونا فيروس19)) هو الذي سيكتب التاريخ ويحدد المستقبل بأمر الله تعالى.
11 . سيكون العالم أقل إنفتاحاً، أقل حرية، أكثر فقراً.
ومن هذا وذاك يستطيع رب العزة والجلال أن يغير الأمور بقدرته وجبروته، فقد لاحظنا خلال القرن الحادي والعشرين ما مر به العالم من النكبات والويلات من بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية النظام العالمي الجديد في حرب الخليج الثانية حين أعلن الرئيس جورج بوش الأب في((17 كانون الثاني 1991)) بداية النظام العالمي الجديد(New World Order) ويلاحظ إستخدام كلمة ((Order)) ولم يستخدم كلمة ((System)) لما تحمل من دلالة على الفرض والقوة والأمر، وليس المبادئ والقيم والمشتركات التي تحكم علاقات الدول ببعضها البعض.
وبحكم الإستشراف والرؤية المستقبلية للعالم ليس هناك شيء لا يتغير بعد أن شاهدنا العالم في هذة الأزمة يقف عاجزاً مكتوف الأيدي لا يدري ماذا يصنع، ويبقى الأمر لله وحده تبارك وتعالى.
ونسأل الله أن يسمعنا خيراً وأن ننهض من سوباتنا العميق ونعي وندرك أن الله أصطفانا من بين هذه الأمم لنكون خير أمة أخرجت للناس، ولكي نقود العالم لا بد من الهمة حتى القمة.
ونترك الكسل ونرجع إلى الله فهو مغير الأحوال جل في علاه.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
حرر في (4/8/1441)
تعليق