• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث ابن مسعود: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث ابن مسعود: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله

    شرح حديث ابن مسعود: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله



    عَنِ ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «الجنَّةُ أقربُ إِلَى أحدِكمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِيه، والنَّارُ كذلك. رواه البخاري.

    قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
    هذا الحديثُ يتضمَّنُ ترغيبًا وترهيبًا يتضَمَّن ترغيبًا في الجملة الأولى، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: «الجنَّة أقربُ إلى أحدِكم من شِراك نعلِهِ»، وشِراك النَّعلِ هو السير الذي يكون على ظهر القدم، وهو قريبٌ من الإنسان جدًّا، ويضربُ به المثل في القرب، وذلك لأنه قد يتكلم الإنسان بالكلمة الواحدةِ من رضوان الله - عزَّ وجلَّ - لا يظن أنها تبلغ ما بلغت، فإذا هي توصله إلى جنَّة النَّعيم.

    ومع ذلك فإن الحديث أعمُّ من هذا؛ فإنَّ كثرة الطاعات، واجتناب المحرمات، من أسباب دخول الجنة، وهو يسيرٌ على من يسَّره الله عليه، فأنت تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة، وطمأنينة، وانشراح صدر، ومحبة للصلاة، ويزكي كذلك، ويصوم كذلك، ويحج كذلك، ويفعل الخير كذلك، فهو يسير عليه، سهل قريب منه، وتجده يتجنَّب ما حرَّمه الله عليه من الأقوالِ والأفعال، وهو يسير عليه.

    وأمَّا - والعياذ بالله - من قد ضاق بالإسلام ذرعًا، وصار الإسلام ثقيلًا عليه فإنَّه يستثقل الطاعات، ويستثقل اجتناب المحرمات، ولا تصير الجنة أقرب إليه من شراك نعله.

    وكذلك النار، وهي الجملة الثانية في الحديث، وهي التي فيها التحذير، يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: «والنَّارُ مثلُ ذلك»، أي: أقرب إلى أحدنا من شِراك نعله، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالًا، وهي من سخط الله، فيهوي بها في النار كذا وكذا من السنين وهو لا يدري. وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبال بها، وغير مهتم بمدلولها، فترديه في نار جهنم، نسأل الله العافية.

    ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، حيث كانوا يتحدثون فيما بينهم، يقولون: ما رأينا مثل قرائنًا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء؛ يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يعني أنهم واسعو البطون من كثرة الأكل، وليس لهم هم إلا الأكل. ولا أكذب ألسنًا؛ يعني أنهم يتكلمون بالكذب. ولا أجبن عند اللقاء؛ أي أنهم يخافون لقاء العدو، ولا يثبتون بل يفرون ويهربون. هكذا يقول المنافقون في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

    وإذا تأملت وجدتَ أن هذا ينطبق على المنافقين تمامًا، لا على المؤمنين، فالمنافقون من أشد الناس حرصًا على الحياة، والمنافقون من أكذب الناس ألسنًا، والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء. فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين.

    ومع ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾، يعني ما كنا نقصد الكلام، إنما هو خوض في الكلام ولعب؛ فقال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ قُلْ ﴾، يعني: قل يا محمد ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66]، فبيَّنَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه، وأن يحفظ لسانه حتى لا يزل فيهلك، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق، والسلامة من الإثم.

    «شرح رياض الصالحين» (2 /99 - 101)




    الألوكة

  • #2
    جزاك الله خير

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك
        وبورك في جهودك الطيب
        ووفقك الرحمن لكل خير
        ولا حرمك الله الاجر والثواب





        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ً
          وجعله فى ميزان حسناتك

          تعليق


          • #6
            نفع ربي بما كتبتم وجزاكم ربي الجنة

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرا




              تعليق


              • #8
                مركز الخليج

                مركز الخليج

                تعليق

                يعمل...
                X