الليلة الخامسة
... الألتزام في حياتنا قيمة أساسية من القيم الحميدة ، التي لا يقوم بحقها كلُ أحدٍ من الناس ، فكم من شخص إلتزم بقول ثم نكثه في أول فرصة ، وكم من انسان تعهد بعمل ثم خانه !.
ولكن أشد هؤلاء القوم بؤســاً هو من إذا قصدته في حاجة ( ضرب صدره ) كناية عن الاستعداد لقضاء حاجتك ، ولكنه في النهاية ( يحك قفاه ) تعبيراً عن النكث والتنصل بما وعد بــه .... الألتزام في حياتنا قيمة أساسية من القيم الحميدة ، التي لا يقوم بحقها كلُ أحدٍ من الناس ، فكم من شخص إلتزم بقول ثم نكثه في أول فرصة ، وكم من انسان تعهد بعمل ثم خانه !.
ولقد ظهر مع هذا الصنف كثيراً وكثيراً حتى أصبح الناس لا يثقون في بعضهم البعض ، ولا يطمئنون لكثير من العلاقات الاجتماعية وخاصة التي تُبنى على تبادل المنافع وقضاء الحوائج .
والذي أعنيه هنـا هم من يأخذون بزمام الامور وأيديهم مدهونة بزيت ( خروع ) وسوف يقوم بإفلات هذا الزمام في أقرب مطب ولا يبالي .!
... وفي المقابــل فإن هناك من الناس من يعطي هذه القيمة القيَمة ( الألتزام ) حقها المستحق وأدواتها الضرورية ، فهـؤلاء أذا بذلوا جهدهم ثم لم يستطيعوا بلوغ المرام فهـم في حل أمام الله والناس .!
وإن اردت ان تعرف هذا الصنف الجميل من الناس فلا تحتاج كثير عناء ... انهم ببساطة لا يضربون صدورهم في البداية ولا يحكون أقفيتهم في النهاية ،، وإنما هم من إذا وعدك بشيء ،، اتبع ذلك الوعــد بمشيئة الله ثم بالأستطاعة والمحاولة قدر الامكان ، ويطلب منك في باديء الامر أن تعفيه من تبعية هذه المهمة إذا لم تتسير له .. وعليك ايها المحتاج اذا لم يتحقق مطلبك عند مثل هؤلاء النبلاء ، أن لا تلومنهم ابداً ، ومن حسن الوفاء لهم اعذارهم وتقدير جهدهم وشكر مسعاهم .. بل وتتأسف لهم وتعتذر فلربما وقعوا في حرج بسبب سعيهم في تحقيق مطلبك.
وهذا الصنف من الرجال نرفع له العقال في البداية ،، والراية البيضاء في النهاية ، وذلك على طيب أخلاقه أولاً ونزاهته ، وعلى صدق قوله ثانياَ وصراحته .
... وقديماَ قال الناظم :
( على المرء أن يسعى الى الخير جهده .. وليس عليه أن تتم المقاصد )
( اوران )
تعليق