• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ

    الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الشعراء (1)

    ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ

    قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾ [الشعراء: 210 - 212].

    قال الطاهر ابن عاشور: وهذا رد على قولهم - يعني المشركين - في النبي صلى الله عليه وسلم هو كاهن؛ قال تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴾ [الطور: 29]، وزعمهم أن الذي يأتيه بالقرآن شيطان؛ فقد قالت العوراء بنت حرب امرأةُ أبي لهب لَما تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيام الليل ليلتين لِمرض: أرجو أن يكون شيطانك قد تركك.

    وقد تضمنت الآية بحسب ما ورد في سبب نزولها افتراء المشركين القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كاهن وحاشاه، وأن الشياطين هي التي توحي إليه بالقرآن.

    وجاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم ورد على هذه الفرية التي افتراها المشركون وهم يعلمون قبل غيرهم أنها إفك ومحض افتراء على خاتم الأنبياء عليه صلوات رب الأرض والسماء، وكان الرد بثلاثة أمور:
    1- قوله تعالى: ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴾؛ قال الألوسي رحمه الله تعالى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ) متعلق بقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 192]، وهو رد لقول مشركي قريش: إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعًا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة، وأن القرآن مما ألقاه إليه عليه الصلاة والسلام.

    قال الطاهر ابن عاشور: ولذلك كان من جملة ما راجعهم به الوليد بن المغيرة حين شاوره المشركون فيما يصفون النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: نقول: كلامه كلام كاهن، فقال: والله ما هو بزمزمته، وكلام الكهان في مزاعمهم من إلقاء الجن إليهم، وإنما هي خواطر نفوسهم ينسبونها إلى شياطينهم المزعومة، نُفي عن القرآن أن يكون من ذلك القبيل، أي: الكهان لا يجيش في نفوسهم كلام مثل القرآن، فما كان لشياطين الكهان أن يفيضوا على نفوس أوليائهم مثلَ هذا القرآن، فالكهانة من كذب الكهان وتمويههم، وأخبار الكهان كلها أقاصيص وسَّعها الناقلون.

    2- قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾؛ أي: ما يستقيم وما يصح؛ أي: لا يستقيم لهم تلقي كلام الله تعالى الذي الشأن أن يتلقاه الروح الأمين، وما يستطيعون تلقيه؛ لأن النفوس الشيطانية ظلمانية خبيثة بالذات، فلا تقبل الانتقاش بصورِ ما يجري في عالم الغيب، فإن قبول فيضان الحق مشروط بالمناسبة بين المبدأ والقابل.

    وقال البقاعي: لَما كان لا يلزم من عدم التلبس بالفعل عدم الصلاحية له قال: وما ينبغي لهم؛ أي: ما يصح وما يتصور منهم النزول بشيء منه؛ لأنه خير كله وبركة، وهم مادة الشر والهلكة، فبينهما تمام التباين.. فلا إقبال لهم عليك، ولا سبيل بوجه إليك، ولَما كان عدم الانتفاء لا يلزم منهم عدم القدرة قال: وما يستطيعون؛ أي: النزول به وإن اشتدت معالجتهم.

    3- قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾، قال بعض المفسرين: أي: إن هؤلاء الشياطين عن سماع القرآن الكريم لمعزولون عزلًا تامًّا، فالشُّهب تَحرقهم إذا ما حاولوا الاستماع إليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ﴾ [الجن: 8، 9]، فأنت ترى أن الله تعالى قد صان كتابه عن الشياطين بأن بيَّن بأنهم ما نزلوا به.

    ثم بيَّن ثانيًا أنهم ما يستقيم لهم النزول به؛ لأن ما اشتمل عليه من هدايات يخالف طبيعتهم الشريرة.

    ثم بيَّن ثالثًا أنهم حتى لو حاولوا ما يخالف طبيعتهم لما استطاعوا، ثم بيَّن رابعًا أنه حتى لو انبغى واستطاعوا حمله، لَما وصلوا إلى ذلك؛ لأنهم بمعزل عن الاستماع إليه؛ إذ ما يوحى به سبحانه إلى أنبيائه، فالشياطين محجوبون عن سماعه، وهكذا صان الله تعالى كتابه صيانة تامة، وحفظه حفظًا جعله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.




    الألوكة




  • #2
    بارك الله فيكم على هذا الطرح
    وجزاكم الله خير الجزاء وأحسن الله إليكم

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم ونفع بكم

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك
            وبورك في جهودك الطيب
            ووفقك الرحمن لكل خير
            ولا حرمك الله الاجر والثواب






            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكم
              على جميل طرحكم واختياركم لنا هذا الموضوع
              نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم

              تعليق


              • #8
                يسعدني ويشرفني مروركم العطر

                تعليق

                يعمل...
                X