• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ ت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ ت


    الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفرقان (3)

    ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا
    قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا * انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا * تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا * بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾ [الفرقان: 7 - 11].

    أولًا: سبب نزولها:
    ذكر أصحاب السِّير أن هذه المقالة صدرت من كبراء المشركين، وفي مجلس لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، وأبا البختري، والأسود بن عبدالمطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعبدالله بن أبي أمية، والعاصي بن وائل، ونبيه بن الحجاج ومنبه بن الحجاج، والنضر بن الحارث، وأن هذه الأشياء التي ذكروها تداولها أهل المجلس؛ إذ لم يعين أهل السير قائلها، ومختصر ما قالوه في ذلك المجلس: يا محمد، إن كنت تحب الرياسة وليناك علينا، وإن كنت تحب المال جمعنا لك من أموالنا; فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك رجعوا في باب الاحتجاج معه، فقالوا: ما بالك وأنت رسول الله تأكل الطعام، وتقف بالأسواق، فعيَّروه بأكل الطعام; لأنهم أرادوا أن يكون الرسول ملكًا، وعيَّروه بالمشي في الأسواق حين رأوا الأكاسرة والقياصرة والملوك الجبابرة يترفعون عن الأسواق، وكان عليه السلام يخالطهم في أسواقهم، ويأمرهم وينهاهم، فقالوا: هذا يطلب أن يتملك علينا، فما له يخالف سيرة الملوك، فأجابهم الله بقوله، وأنزل على نبيه: وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق فلا تغتم ولا تحزن، فإنها شكاة ظاهرٌ عنك عارها.

    ثانيًا: قال القرطبي: دخول الأسواق مباح للتجارة وطلب المعاش، وكان عليه السلام يدخلها لحاجته، ولتذكرة الخلق بأمر الله ودعوته، ويعرض نفسه فيها على القبائل، لعل الله أن يرجع بهم إلى الحق، وفي البخاري في صفته عليه السلام: (ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق)، وذكر السوق مذكور في غير ما حديث، ذكره أهل الصحيح. وتجارة الصحابة فيها معروفة، وخاصة المهاجرين; كما قال أبو هريرة: وإن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق; خرجه البخاري.

    ثالثًا: أجاب القرآن عن هذه الشبهات وتلك الاقتراحات بأبلغ العبارات وأدق الإشارات، وذلك فيما تلاها من الآيات بعدة طرق، وهي:
    1- قال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 9]، إن الذي يتميز الرسول به عن غيره هو المعجزة، وهذه الأشياء التي ذكروها لا يقدح شيء منها في المعجزة، فلا يكون شيء منها قادحًا في النبوة، فكأنه تعالى قال: انظر كيف اشتغل القوم بضرب هذه الأمثال التي لا فائدة فيها لأجل أنهم لما ضلوا وأرادوا القدح في نبوتك، لم يجدوا إلى القدح فيه سبيلًا البتة؛ إذ الطعن عليه إنما يكون بما يقدح في المعجزات التي ادعاها، لا بهذا الجنس من القول.

    2- أجابهم تعالى عن شبهاتهم ثانية بقوله: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ ﴾ [الفرقان: 10]، قال الرازي: أي خيرًا من الذي ذكروه من نعم الدنيا كالكنز والجنة، وفسر ذلك الخير بقوله: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾ [الفرقان: 10]، نبَّه بذلك سبحانه على أنه قادر على أن يعطي الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما ذكروه، ولكنه تعالى يدبر عباده بحسب الصالح، أو على وفق المشيئة، ولا اعتراض لأحد عليه في شيء من أفعاله، فيفتح على واحد أبواب المعارف والعلوم، ويسد عليه أبواب الدنيا، وفي حق الآخر بالعكس، وما ذاك إلا أنه فعال لما يريد.

    3- كما أجابهم سبحانه بقوله في الآية السابقة، فقد أعطى رسوله صلى الله عليه وسلم الخيار، فعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَعَ الْمَلَكِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ جَلَّ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، أَوْ نَبِيًّا مَلِكًا، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَمَا رُؤِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مُتَّكِئًا حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ »؛ والحديث إسناده ضعيف، وقد أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"، والبغوي في "شرح السنة"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "دلائل النبوة".

    4- قال في التفسير الوسيط: وقد رد الله تعالى على مقترحاتهم الفاسدة، بالتهوين من شأنهم وبالتعجيب من تفاهة تفكيرهم، وبالتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما أصابه منهم، فقال: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 9]. أي: انظر أيها الرسول الكريم إلى هؤلاء الظالمين، وتعجب من تعنُّتهم، وضحالة عقولهم، وسوء أقاويلهم؛ حيث وصفوك تارة بالسحر، وتارة بالشعر، وتارة بالكهانة، وقد ضلوا عن الطريق المستقيم في كل ما وصفوك به، وبقوا متحيرين في باطلهم، دون أن يستطيعوا الوصول إلى السبيل الحق، وإلى الصراط المستقيم.

    فالآية الكريمة تعجيب من شأنهم، واستعظام لما نطقوا به، وحكمٌ عليهم بالخيبة والضلال، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما قالوه في شأنه.



    الألوكة


  • #2
    بارك الله فيك
    وبورك في جهودك الطيب
    ووفقك الرحمن لكل خير
    ولا حرمك الله الاجر والثواب






    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4
        مشكوووور ويعطيك العافية





        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم
          على جميل طرحكم واختياركم لنا هذا الموضوع
          نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم

          تعليق

          يعمل...
          X