• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحل صاحب القلب الكبير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحل صاحب القلب الكبير

    * رحل صاحب القلب الكبير *
    كلمات حول رحيل العم عبدالله بن قحمان – رحمه الله -


    _ كتبه : مازن بن سعد بن فرحه _


    لم تكد تجف دموعي وأفيق من صدمة وفاة عمي ووالدي سعدي بن فرحة إلا وفجعت بوفاة والدي وعمي عبدالله بن قحمان ، رحل صاحب القلب الكبير ، رحل مريضاً من قلبه الذي وسع الجميع محبة ، والذي تحمل في نفس الوقت الآلام والهموم ، رحل وبقي ذكره الحسن يتردد بين الجموع .

    منذ صبيحة يوم الثلاثاء الثاني من شهر صفر تتابعت علي الأخبار أنه صحته ليست على ما يرام ، إلى أن جاء الخبر برحيله إلى جوار ربه ، وجوار الله خير من جوارنا .

    ~ حياته ~
    عاش عمي عبدالله طفولته في كد وعمل ، متنقلاً بين عدة مدن ، مارس خلالها العديد من المهن وتحمل العديد من المسؤوليات كما هي عادة أقرانه في ذلك الزمان ، هذه البيئة والحياة الصعبة ساهمت بلا شك في بناء شخصيته وإكسابه مهارات وصفات متعددة من أهمها صفة الصبر وتحمل المشاق ، عمل عمي ـ رحمه الله ـ في بنك التسليف في المنطقة الشرقية إبتداء ثم انتقل إلى سكة الحديد حيث عمل في إحدى محطات القطار في مدينة الأحساء ، ثم انتقل إلى الدمام واستقر بها حتى وفاته .

    ~ صفاته ~
    كان مجلس عمي ـ رحمه الله ـ لا يمل ، وذلك بشهادة من جالسه ، تسمع فيه الكلمة الطيبة والنصيحة والتذكير بالله ، والمزاح الجميل المؤنس ، والقصص القديمة ، والتحليل للأحداث المعاصرة ، وإبداء وجهة النظر ، كان يتقبل اختلاف الرأي ، كان يسمع منك ويتقبل حديثك وإن كنت في مقام إبنه .
    كان ـ رحمه الله ـ كريماً مضيافاً ينزل عند رغبة الضيف ، ويقدم له الترحاب وما يشتهيه .
    تعود بسط الكف حتى لو أنه ـ ثناها لقبض لم تطعه أنامله
    تراه إذا ما جئته متهللاً ـ كأنك تعطيه الذي أنت سائله
    هو البحر من أي النواحي أتيته ـ فلجته المعروف والجود ساحله
    أما عن معاملته ، فقد كان يعامل الآخرين بكل احترام ومودة ، تجلس معه وتحادثه فيستمع لك ويصغي لحديثك ، يعطيك كل اهتمامه ، كان عمي عبدالله ـ رحمه الله ـ يعاملني ويعامل أبناء جيلي من أقاربه كأننا أبناء له قولاً وفعلاً ، يفرح لأي خبر يفرحنا ، ويحزن لأي أمر يضايقنا ، يخاطبنا بالإسلوب الذي نألفه ونحبه ، يقدم النصيحة والدعاء ، وينقل خبراته وتجاربه لنا بكل محبة .

    ~ سعدي وعبدالله ـ رحمهما الله ـ :~
    فقدت قرية آل روحان في أقل من شهر إبنين بارين من أبنائها ، ساهما في خدمة أبناء هذه القرية وبناتها ، وكانا قدوات في الأخلاق والتعامل لكل من عرفهما وجالسهما ، تشارك الفقيدان ـ رحمهما الله ـ في عدة صفات لعل من أهمها الصبر والصلة ، كلما سألت كل واحد منهما وهو عز أزمته أو مرضه إلا ويردد الحمد لله ، الحمد لله .
    عانى العم عبدالله من مرض الضغط والسكري ، ثم توقفت كليتيه عن العمل ، ثم أصيب بمرض في القلب ، ولم أره إلا صابراً محتسباً محسناً الظن بربه يردد أن المؤمن مبتلى وأن الله إذا أحب عبداً إبتلاه ، ويدعو الله سبحانه أن يكون من المحبوبين .
    أما في الوصل والبر والوفاء ، فحدث ولا حرج ، فقد عاش الفقيدان حياة بر لوالديهم ، واصلين لأرحامهم وذوي قرابتهم ، يسألون عنهم ويعودون مريضهم ، ويشاركونهم في أفراحهم وأتراحهم ما استطاعوا لذلك سبيلا .
    بحكم صلتي بالفقيدين وقربي منهما ، فقد كانا دائماً يسألاني عن بعضهما في كل إتصال أو كل لقاء ، يقدران العشرة ويصلان الرحم ، قبل وفاة عمي سعدي بيومين إتصل بعمي عبدالله ليطمئن على صحته ووعده أن يكون أول رجل من إخوانه يزوره ويطمأن عليه فإذا به يسبقه إلى الدار الآخرة ، وأوفى الإخوة بوعد أخيهم وزاروا العم عبدالله .
    كنت أثناء وفاة أبي محمد في الدمام وذهبت مباشرة لرؤية عمي عبدالله في المستشفى قبل أن احجز واذهب إلى مكة لحضور العزاء ، سلمت عليه فإذا دموعه تنهمر ، ويحاول أن يواسيني ثم يتذكر مآثر الفقيد ـ رحمه الله ـ ويزيد في الحزن ، ذهبت إلى مكة وبقي عمي عبدالله في غرفته في التنويم فإذا بالأخبار تصلني في اليوم التالي أنه أصيب بجلطة وادخل على إثرها العناية المركزة من شدة التأثر ، وهو في هذا المكان وبهذه الحال أصر إلا أن يتصل ويقدم واجب العزاء في أخيه وحبيبه ، فرحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته .

    ~ فوائد المصائب ~
    ما خلق الله شر محض ، فالمصائب بها من الألم النفسي والحزن الكثير ، ولكن هناك خير يخرج من رحم هذه الأحداث والفواجع ، لعل من أبرزها أنها فرصة لأن يراجع الإنسان نفسه ويتأمل ، ينظر في علاقته بربه ، ويقيم علاقته مع والديه وأهله ، ينظر إلى ما قدم من أثر ، يتأمل في خططه وأهدافه ويعدل مسارها ، يعيد كافة حساباته في علاقته بالناس ، يوقن الإنسان أن لكل شيء نهاية وأنه لن يبقى له إلا ما قدم من أثر وسمعة حسنة .
    رحم الله العم عبدالله وأسكنه فسيح جناته وأنزل على قبره شآبيب الرحمات ، وجعله روضة من رياض الجنة ، وجمعنا به وبعمي سعدي في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .


    وإنا لله وإنا إليه راجعون



  • #2
    رحمه الله ورحم الاخ سعدي بن محمد ال فرحه رحمهم الله رحمة واسعة

    تعليق


    • #3
      رحمهما الله تعالى وجمعهما في الفردوس الأعلى من الجنه
      احسنت ابني مازن واحدت ووصفت الفقيدين بل نقلت لنا صورة معبرة ومؤثرة عنهما
      اما الاخ سعدي عليه رحمة الله فلم اعاشره ولكن سمعت عنه ما يثلج الصدر من السمعة الطيبة والسيرةة العطره
      وهذا من بشرى الخير للمؤمن فما الناس الا شهود الله في ارضه
      اما اخي ونسيبي عبدالله فماذا عساني اقول لن يكفيني مداد ولا قرطاس ولو كتبت وكتبت لن افيه حقه طاب حياً وميتاً
      نعم طبت ابا سعد حياً وميتاً وهنيئاً لك حب الناس الاقربين منهم والبعيدين
      عرفته منذ زمن كصديق محب وصادق ثم تطورت الصداقة الى نسب ليتزوج شقيقتي فزاد القرب قرباً والنور نوراً
      فعليه رحمة الله وجعل ما اصابه في موازين حسناته
      رأيت في حياتي بعض الاموات وهم مسجين على النعش او على مغسلة الاموات ولكن يعلم الله لم ار مثل ابا سعد
      حسبته والله نائم وليس بأي نائم بل النائم قرير العين المرتاح وقد تغشاه بياض الوجه وجمال المحيا رغم انه كذلك من قبل الا انه زاد وزاد وزاد
      عذراً فلم اعد قادراً على اكمال المقال فقد اوقفت عبرتي عباراتي الا انني وجدت انه لزاماً علي أن اقول
      وعد مني لك ابا سعد ان اكون اباً لبناتك كلهم كبيرتهم وصغيرتهم واخاً لأخواني ام نوال وام ريناد

      تعليق


      • #4
        رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته
        نعم فقدنا ابا محمد وابا سعد رجال الكرم والطيب والتواضع والانسانية
        ونعزي انفسنا جميعاً فيهما ونسال الله ان يجبر قلوب اسرتيهما

        تعليق


        • #5
          الله يغفر لهم ويرحمهم

          تعليق


          • #6
            موضوع معبر جدا

            تعليق


            • #7
              رحمه الله وغفر له

              مقال كتب بحبر الألم

              تعليق


              • #8
                رحمهما الله وادخلهما فسيح جناته

                تعليق

                يعمل...
                X