تويت
بِسْم الله الرحمن الرحيم
(رثاء )
بقلم-علي بن مسعد(ابو أويس) يرثي
أبن أخيه خالد بن عبد الله يرحمه الله
الحمد لله على الذي قدر الأقدار ،وكتب الآجال ،وحكم بالفناء على الأجيال والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
مادفعني لكتابة هذا الرثاء
حديث عَطَاءٍ (ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ حِبَّانَ.
ثم رغبتي في أخذ العظة والعبرة من كل شابٍ وشابة على وجه الخصوص وكل من قرأها، وأملي في أن يدعو الجميع للمتوفّىٰ بالرحمة ولوالديه بالصبر والثبات والاحتساب ،
———-
خالد البالغ من العمر 22 عاماً الابن الأصغر في عائلته (آخر العنقود) رزق الله هذا الشاب حسن الخلق والقبول والبرّ بوالديه ،، فلطالما ذكر الأب محاسنه وأشاد بأخلاقه وبره وبسمعه وطاعته لأبويه يقول الأب المكلوم : لا أذكر يوماً أزعلني فيه خالد ..
أمه الموجوعة لفقده ، تصِلُ معه أحياناً إلى خلافٍ شديد لكثرة مايقبل باطن قدميها (يشهد الله أنها الحقيقة دون مبالغة).
خالد الأدب والخلق الجمّ دائم الابتسامة ،، يدرس في بريطانيا وشوقه للوطن يكاد يشعل جوفه ويتحرّق شوقاً للإجازة ليعود إلى وطنه وأمه وأبيه وذويه ، بدأت الإجازة وعاد خالد إلى أهله وفرحت أمه المتعلقة به كثيراً وعرضت عليه أن يكمل دراسته في وطنه لشدة خوفها عليه وتعلقها به وحرصها على أن يكون قريباً منها فما كان رده على أمه إلا بقوله :
اللي يرضيكِ يا أمي " إنه البرّ في أبلغ صوره !
وكان خالد يذكر لأصحابه من جهة بأن إكمال الدارسة في الخارج مرهون برضا أمه ،ومن جهة أخرى يذكر لأمه ألّا داعي لخوفها فالموت قدرٌ محتومٌ وكتابٌ مؤجل إذا حان سيقع إن كان في الوطن أو في الغربة !!
وكأني بخالد بدأ يستشعر أنه مودع فقبل وفاته بشهر'' قام بإغلاق حسابه في تويتر وودع فيه متابعيه! ، وفي منتصف شهر رمضان قرر الذهاب من بيشة إلى مكة لأداء العمرة والرجوع في نفس اليوم مبرراً سرعة عودته بأنه لايستطيع البعد عن أمه طويلا،،،
-كان خالد يقول لأبناء عمه أثناء رحلته لأداء العمرة وقد التقىٰ بهم في مكة سوف آخذ العمرة في الظهر في شده الحر فلعل الثواب والأجر أعظم !
عاد خالد من عمرته إلى أحضان أمه التي اشتاق لها واشتاقت له ، وهنا الموقف الذي لاينسى حين لاطف أمه بأن طلب منها أن تقبّله على خده الأيمن إذا مات!!
لازم خالد والديه ولايكاد يفارقهم إلى أن حان اليوم الموعود الأربعاء 2/10
ثاني أيّام العيد، حيث كان موعد سفره مع أخيه الأكبر سعد إلى الرياض استعداداً لتحضيرات زفاف أخته المقرر في يوم 10/10 وقبل سفره في ذلك اليوم كان يتردد على والديه مودعاً وكان وداعه لأمه بالذات وداعاً حاراً ،،حتى إنه أحزنهم وأقلقهم من شدة الوداع وحرارته !! وكان من المقرر أن تجتمع العائله بعد أسبوع في المنطقه الشرقية ولكن قدر الله سابق !
وقبل الحادث بساعة" اتصل خالد بأمه
وقال بصوتٍ عالٍ "أحبك يا أمي" وكانت تلك الكلمة المؤثرة والعبارة الدافئة هي آخر كلمة تسمعها الأم من فلذة كبدها !
وما أن انتشر خبر الحادث الأليم وبلغ أهله إلا وهيمن الحزن على الجميع وأصيب الجميع بالهلع والوخوف والجميع يدعون ويرددون أن يلهم الله والدته ووالده الصبر والسكينة وأن يجبر قلبيهما ويرزقهما الثبات ورباطة الجأش فالموقف أصعب من أن يحتمل !!
وفي اليوم الثاني الذي يوافق الخميس كان موعد الدفن في بيشة ، ونصح أغلب الناس ذويه بأن لا ترى الأم ولدها خالد قبل الدفن خوفاً عليها
فجن جنون الأم حين أبلغوها بذلك وقالت : كيف لا أنفذ وصية خالد بأن أقبّله على خده الأيمن!!
وأصرّت على تنفيذ وصيته ،، ومن لطف الباري أن حزام الأمان رغم شناعة الحادث ربما حال بينه وبين الإصابات العنيفة المفجعة ، فالرأس والوجه وباقي الجسم لم يتعرض لأي جروح ، سلّمت الأم المكلومة على ولدها المسجّى بين يديها ، ومن يراه في ذلك الحال يحسبه نائماً ووجهه يتهلل بشراً ونورا وكأنه ليس ضحية حادثٍ عنيف هلك فيه عدة أرواح !!
كانت الأم حريصةً على تنفيذ وصية فلذة كبدها فأخذت تتحدث إليه وكأنه حيٌ يرزق وتقبل مكان الوصية عشرات المرات في مشهدٍ مؤلمٍ ومحزنٍ وموجع!
وسبحان من وضع في قلبها السكينة بعد ذلك الوداع ، وسبحان مثبت القلوب وجابر المصاب ، رجعت أم خالد والكل يتوقع أن شدة الحزن والألم قد تقضي عليها ، ولكنها رجعت وهي تكرر الحمد لله الحمد لله الحمدالله ولا تنطق بسواها وتردد ( خالد يصلي خالد حج خالد اعتمر خالد بار بوالديه خالد لم يزعلني بحياته )
رحمك الله ياخالد وجمعك مع والديك في الفردوس الأعلى من الجنة ، وثبت الله والديك وجبر مصابهما ، وهنيئاً لوالدك الذي عندما بُلغه خبر وفاتك كانت كلمته الأولى( الحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه
راجعون...
وأخيراً فإن كل شاب ٍ قد يتعرض لما لما تعرّض له خالد رحمه الله ، فالحوادث لم ولن تتوقف والموت آتٍ لا محالة والآجال بيد الله لا يعلمها إلا هو فهل أعددت العدة؟ أم مازلت غافلا ؟ ومن منا يضمن العمر؟ ومن منا في مأمنٍ من سهام المنايا ؟
اللهم لا تفجعنا في من نحب، واجعل جمعنا في الدنيا والجنة محفوفاً برحمتك، ولا تختبر صبرنا في ما لا طاقة لنا به.. اللهم هذه أنفسنا وهذا ضعفنا نلجأ إليك بأن ترضى عنّا ولا تبتلينا بالدنيا ومصائبها ، اللهم وأحسن لنا الختام ، والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله على نبينا محمد .
(رثاء )
بقلم-علي بن مسعد(ابو أويس) يرثي
أبن أخيه خالد بن عبد الله يرحمه الله
الحمد لله على الذي قدر الأقدار ،وكتب الآجال ،وحكم بالفناء على الأجيال والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
مادفعني لكتابة هذا الرثاء
حديث عَطَاءٍ (ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ حِبَّانَ.
ثم رغبتي في أخذ العظة والعبرة من كل شابٍ وشابة على وجه الخصوص وكل من قرأها، وأملي في أن يدعو الجميع للمتوفّىٰ بالرحمة ولوالديه بالصبر والثبات والاحتساب ،
———-
خالد البالغ من العمر 22 عاماً الابن الأصغر في عائلته (آخر العنقود) رزق الله هذا الشاب حسن الخلق والقبول والبرّ بوالديه ،، فلطالما ذكر الأب محاسنه وأشاد بأخلاقه وبره وبسمعه وطاعته لأبويه يقول الأب المكلوم : لا أذكر يوماً أزعلني فيه خالد ..
أمه الموجوعة لفقده ، تصِلُ معه أحياناً إلى خلافٍ شديد لكثرة مايقبل باطن قدميها (يشهد الله أنها الحقيقة دون مبالغة).
خالد الأدب والخلق الجمّ دائم الابتسامة ،، يدرس في بريطانيا وشوقه للوطن يكاد يشعل جوفه ويتحرّق شوقاً للإجازة ليعود إلى وطنه وأمه وأبيه وذويه ، بدأت الإجازة وعاد خالد إلى أهله وفرحت أمه المتعلقة به كثيراً وعرضت عليه أن يكمل دراسته في وطنه لشدة خوفها عليه وتعلقها به وحرصها على أن يكون قريباً منها فما كان رده على أمه إلا بقوله :
اللي يرضيكِ يا أمي " إنه البرّ في أبلغ صوره !
وكان خالد يذكر لأصحابه من جهة بأن إكمال الدارسة في الخارج مرهون برضا أمه ،ومن جهة أخرى يذكر لأمه ألّا داعي لخوفها فالموت قدرٌ محتومٌ وكتابٌ مؤجل إذا حان سيقع إن كان في الوطن أو في الغربة !!
وكأني بخالد بدأ يستشعر أنه مودع فقبل وفاته بشهر'' قام بإغلاق حسابه في تويتر وودع فيه متابعيه! ، وفي منتصف شهر رمضان قرر الذهاب من بيشة إلى مكة لأداء العمرة والرجوع في نفس اليوم مبرراً سرعة عودته بأنه لايستطيع البعد عن أمه طويلا،،،
-كان خالد يقول لأبناء عمه أثناء رحلته لأداء العمرة وقد التقىٰ بهم في مكة سوف آخذ العمرة في الظهر في شده الحر فلعل الثواب والأجر أعظم !
عاد خالد من عمرته إلى أحضان أمه التي اشتاق لها واشتاقت له ، وهنا الموقف الذي لاينسى حين لاطف أمه بأن طلب منها أن تقبّله على خده الأيمن إذا مات!!
لازم خالد والديه ولايكاد يفارقهم إلى أن حان اليوم الموعود الأربعاء 2/10
ثاني أيّام العيد، حيث كان موعد سفره مع أخيه الأكبر سعد إلى الرياض استعداداً لتحضيرات زفاف أخته المقرر في يوم 10/10 وقبل سفره في ذلك اليوم كان يتردد على والديه مودعاً وكان وداعه لأمه بالذات وداعاً حاراً ،،حتى إنه أحزنهم وأقلقهم من شدة الوداع وحرارته !! وكان من المقرر أن تجتمع العائله بعد أسبوع في المنطقه الشرقية ولكن قدر الله سابق !
وقبل الحادث بساعة" اتصل خالد بأمه
وقال بصوتٍ عالٍ "أحبك يا أمي" وكانت تلك الكلمة المؤثرة والعبارة الدافئة هي آخر كلمة تسمعها الأم من فلذة كبدها !
وما أن انتشر خبر الحادث الأليم وبلغ أهله إلا وهيمن الحزن على الجميع وأصيب الجميع بالهلع والوخوف والجميع يدعون ويرددون أن يلهم الله والدته ووالده الصبر والسكينة وأن يجبر قلبيهما ويرزقهما الثبات ورباطة الجأش فالموقف أصعب من أن يحتمل !!
وفي اليوم الثاني الذي يوافق الخميس كان موعد الدفن في بيشة ، ونصح أغلب الناس ذويه بأن لا ترى الأم ولدها خالد قبل الدفن خوفاً عليها
فجن جنون الأم حين أبلغوها بذلك وقالت : كيف لا أنفذ وصية خالد بأن أقبّله على خده الأيمن!!
وأصرّت على تنفيذ وصيته ،، ومن لطف الباري أن حزام الأمان رغم شناعة الحادث ربما حال بينه وبين الإصابات العنيفة المفجعة ، فالرأس والوجه وباقي الجسم لم يتعرض لأي جروح ، سلّمت الأم المكلومة على ولدها المسجّى بين يديها ، ومن يراه في ذلك الحال يحسبه نائماً ووجهه يتهلل بشراً ونورا وكأنه ليس ضحية حادثٍ عنيف هلك فيه عدة أرواح !!
كانت الأم حريصةً على تنفيذ وصية فلذة كبدها فأخذت تتحدث إليه وكأنه حيٌ يرزق وتقبل مكان الوصية عشرات المرات في مشهدٍ مؤلمٍ ومحزنٍ وموجع!
وسبحان من وضع في قلبها السكينة بعد ذلك الوداع ، وسبحان مثبت القلوب وجابر المصاب ، رجعت أم خالد والكل يتوقع أن شدة الحزن والألم قد تقضي عليها ، ولكنها رجعت وهي تكرر الحمد لله الحمد لله الحمدالله ولا تنطق بسواها وتردد ( خالد يصلي خالد حج خالد اعتمر خالد بار بوالديه خالد لم يزعلني بحياته )
رحمك الله ياخالد وجمعك مع والديك في الفردوس الأعلى من الجنة ، وثبت الله والديك وجبر مصابهما ، وهنيئاً لوالدك الذي عندما بُلغه خبر وفاتك كانت كلمته الأولى( الحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه
راجعون...
وأخيراً فإن كل شاب ٍ قد يتعرض لما لما تعرّض له خالد رحمه الله ، فالحوادث لم ولن تتوقف والموت آتٍ لا محالة والآجال بيد الله لا يعلمها إلا هو فهل أعددت العدة؟ أم مازلت غافلا ؟ ومن منا يضمن العمر؟ ومن منا في مأمنٍ من سهام المنايا ؟
اللهم لا تفجعنا في من نحب، واجعل جمعنا في الدنيا والجنة محفوفاً برحمتك، ولا تختبر صبرنا في ما لا طاقة لنا به.. اللهم هذه أنفسنا وهذا ضعفنا نلجأ إليك بأن ترضى عنّا ولا تبتلينا بالدنيا ومصائبها ، اللهم وأحسن لنا الختام ، والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله على نبينا محمد .
تعليق