• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفعلها بدون مبرر فقط لان الاولين كانوا يفعلونها !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفعلها بدون مبرر فقط لان الاولين كانوا يفعلونها !!

    حين كان الآباء يذهبون بأبنائهم إلى الخياط كانوا يؤكدون عليه بألا ينسى كرمةالثوب ،
    وهي عبارة عن ثنية بسيطة في منتصف كم الثوب بعرض لا يزيد عرصها عن سنتيمترين،
    كان القصد منها تفادي قصر الأكمام بعد غسيل الثوب الذي كان يصنع من قماش يقصر بعد الغسيل،
    وكانت الأمهات يلغين الكرمة بعد عدة غسلات حيث تصبح الأكمام قصيرة، والكرمة هي الحل الوحيد لإعادة الكم إلى سابق عهده،
    خاصة أن الغسيل ونمو الأيادي يلعبان نفس الدور ويتعاونان على تقصير الكم، ولولا الكرمة لصار منظر المراهقين والأطفال مضحكاً، وكذلك الكبار،
    ومع أنه لم يعد للقماش الذي يقصر وجود في حياتنا، إلا أن الكرمة استمرت موجودة في حياة الكثير من الخياطين والكثير من الناس،
    وحين سألت مرة رجلاً كبيراً عن سر وجود الكرمة في ثوبه تبسم، وقال:
    تعودنا عليها من أيام آبائنا.
    =================
    ويبدو أن غياب الأسباب، وبقاء المظاهر أمر تتشارك فيه الشعوب،
    فهذه شابة تزوجت حديثاً كانت تسأل أمها عن خطوات طبخة معينة يعتبر السمك أحد أركانها،
    فقالت لها أمها أولاً اقطعي رأس السمكة وذيلها ثم اقليها، فاستهجنت الفتاة ذلك،
    وسألتها عن سر قطع رأس السمكة وذيلها، فقالت: لا أدري فقد كنت أرى أمي تفعل ذلك،
    فسارعت الفتاة إلى جدتها لتسألها عن السر،
    فقالت الجدة: لم يكن عندي يا ابنتي مقلاة كبيرة تتسع للسمكة بكاملها فكنت أضطر لقطع الرأس والذيل ثم أقليهما بعد ذلك،
    فغاب المبرر أوالسبب وبقي المظهر مقطوعا عن سببه، وهو نفس الأمر مع كرمة الثوب،
    وهو المنطق نفسه الذي يحكم من قالوا: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون،
    فحين يسير المرء متبعاً بغير وعي ولا بصيرة يمكن أن يترك للثوب كرمة، وقد يقطع رأس السمكة وذيلها ويرمي بها في صناديق القمامة
    باعتبارهما جزءين غير مهمين فيطبخ السمك المذكورة آنفا، مع ما بهما من فوائد.
    ويبدو أننا لا زلنا نحتفظ بالكثير من الكرمات ولا زلنا نرمي الكثير من الأدوات في حياتنا فقط لأننا رُبينا عليها، بغض النظر عن مبرر وجودها،
    فقد نسينا مبررات كثيرة
    لكثير من الأفعال،
    ============
    فالشرطي الذي يحمل عصا ليضرب بها على السيارات المتوقفة لا يزال يحتفظ في ذهنه بصورة الدواب التي كانت تحركها العصا،
    في حين أنه نسي أن السيارات جمادات لا تحس ولا يمكن للعصا أن تحركها،
    ولا يزال البعض ممن ربوا في بيوت كبيرة، أو في مزارع أو في البوادي يتحدثون بأصوات مرتفعة
    كانوا مضطرين لاستخدامها حتى يتواصلوا مع غيرهم ممن يعيشون معهم في البيت نفسه ولكن في حجرات متباعدة، أو في بيوت متباعدة في القرية،
    مع أن الشقق صارت صغيرة يسمع سكانها أصوات بعضهم البعض حتى لو كانت هامسة كما أنهم يسمعوا أصوات الجيران ومن في الشارع،
    ومع ذلك حين يتحدث هؤلاء في الهاتف وهم في المطعم أوفي الطائرة أو في الأماكن العامة يتحدثون بأصوات مرتفعة كما لو كان من يتحدثوا إليه أصم،
    ويمكننا جميعا أن نسمع تفاصيل المحادثة شئنا أم أبينا، ونعرف تفاصيل المشكلة أو الصفقة التجارية.
    ===============
    ويبدو أن غياب مبررات الأعمال يجعل الكثير من الناس يحافظون على سلوكيات ليس من الحكمة المحافظة عليها بعد التبدل والتغير الذي أصاب الناس،
    فوجود الرسائل عبر الجوالات والإنترنت ألغيا عملياً بطاقات الدعوة التي كانت تستخدم في الأفراح،
    ولكن ما زلنا نستخدمها ونخسر الكثير من الأموال عليها مع انتفاء مبرر وجودها،
    لقد انتقل التقديس إلى أساليب كثيرة وجدت أساسا في ظروف لم يعد لها وجود،
    فكم هو جميل أن يعمل الفرد منا عقله قبل أن يتشبث بعادات كانت صالحة لزمان غير هذا الزمان،
    والتخلي عنها لا يسبب لنا أي أذى بل الأذى يبقى مرتبطاً بممارسة أنواع من السلوك لم يعد هناك أي مبرر لممارستها.







  • #2
    بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

      تعليق


      • #4
        الله يعطيك العافية

        تعليق


        • #5

          تعليق


          • #6
            شكرا لمروركم العطر
            لكم مني كل الود والتقدير





            تعليق

            يعمل...
            X