• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

باب هاء الكناية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باب هاء الكناية

    شرح النجم اللامع في نظم أصول ورش عن نافع

    الباب الثاني

    باب هاء الكناية


    والوصلُ في هاء الضميرِ إذا أتتْ
    بيْن المُحركِ باتفاقٍ أُعْملا
    فصِلِ الكسيرَ بيائهِ والضم بالـ
    ـواوِ احْتسبْها في السياقِ تأصلا
    ولورْشنا في (أرجهِ) وصْلٌ وفي
    (هذا فألقهِ) ثُمَّ (يتقهِ) انْجلى
    و(عليهِ) فِي فتحٍ (ويخلدْ فيه) فِي الـ
    ـفرقانِ بالقصْر الوصال تَجملا
    واكْسرْ (وأنسنيهِ) وصْلًا مُقْصرا
    فبِها جميعًا جَاء ورْشٌ مُفْضِلا



    شرح الأبيات:

    (والوصل) حاصل (في هاء الضمير) وهو ما يطلقه القراء عادة عليها، ويقال لها أيضًا: هاء الكناية؛ وهي الهاء الزائدة الدالة على المذكر الواحد الغائب، وتكون متصلة بالفعل أو بالاسم أو بالحرف، ومثالها في الحرف: (إنه)، ومثالها في الاسم (بأهله)، ومثالها في الفعل (يؤده).

    ولهاء الكناية بحسب موقعها بين ما قبلها وما بعدها أربع حالات:
    الأولى: أن تكون بين حرفين متحركين مثل قوله تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ﴾ [البقرة: 116]، والحكم فيها هو وصلها باتفاق بين القرَّاء.

    الثانية: أن تكون بين حرفين ساكنين مثل قوله تعالى: ﴿ مِنْهُ اسْمُهُ ﴾ [آل عمران: 45] في سورة آل عمران، وقوله تعالى: ﴿ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185] في سورة البقرة، والحكم فيها هنا هو عدم الوصل باتفاق بين القُرَّاء

    الثالثة: أن تكون بين حرف متحرك قبلها وحرف ساكن بعدها؛ مثل قوله تعالى: ﴿ لَهُ الْمُلْكُ ﴾ [البقرة: 247]، وقوله: ﴿ رَبِّهِ الْأَعْلَى ﴾ [الليل: 20]، والحكم فيها هو عدم وصلها باتفاق بين القُرَّاء.

    الرابعة: أن تكون بين حرف ساكن قبلها وحرف متحرك بعدها؛ مثل قوله تعالى: ﴿ فِيهِ هُدًى ﴾ [البقرة: 2] في سورة البقرة، وقوله: ﴿ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ ﴾ [النحل: 121] في سورة النحل، ومذهب ورش فيها هو عدم الصلة.

    فـ (إذا أتت) هذه الهاء (بين) الحرف (المحرك)؛ أي: بين حرفين متحركين وهي الحالة الأولى، فوصل هذه الهاء بمدِّ هو حكمها (باتفاق) بين القُرَّاء جميعًا حيث (أعمل) هذا الحكم في التلاوة، وكلمة المحرك هنا لا تدل على حرف متحرك واحد؛ لأن الإفراد إذا أطلق يُراد به الجنس؛ أي: جنس الحركة، والمراد بين متحركين (وهي الحالة الأولى كما تقدم).

    فحكم هاء الكناية بين متحركين عند القُرَّاء هو وصلها بواو إذا كانت مضمومة وبياء إذا كانت مكسورة بالاتفاق، ففي حالة الكسر مثل قوله تعالى: ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ ﴾ [البقرة: 22]، فالهاء هنا تمد بالياء كأنها منها (بهِي) مقدار حركتين، وفي حالة الضم؛ مثل قوله تعالى: ﴿ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾ [عبس: 21]، فالهاء هنا تمدُّ بالواو كأنها منها (أماتهُو) مقدار حركتين.

    (فصل) الحرف (الكسير)؛ أي: المكسور -كقولك حليب بمعنى محلوب - قبل الهاء بيائه؛ أي: صله بالياء في حالة الكسر، وكذلك الضم بالواو أيضًا (احتسبها في السياق) أثناء التلاوة كأن تلك الواو أصل في الكلمة التي فيها ضمير الهاء، وأصبح جزءًا من مبناها في نحو قولك: (إنهو) فالواو هنا في هذا السياق كأنها من أصل الكلمة، وهذا للتشبيه فقط؛ وإنما هو مدٌّ مولَّد من سياق الضمير بين متحركين كما تقدَّم، وكتابة الحرف بالمدِّ على اعتبار ما ينطق للبيان والتوضيح؛ لا على الاعتبار الإملائي الذي هو الأصل.

    (ولورشنا) في مذهبه استثناءات في أحرف معدودة لهذه الحالات فـ (في) كلمة (أرجه) له الـ (وصل) (و) أيضًا (في) كلمة (ألقه) (ثم) في كلمة (يتقه) أيضًا، فإن الوصل فيها جميعًا ظهر و(انجلى)، وثم هنا تفيد العطف دون التراخي لحاجة الوزن لها على هذا المعنى حصرًا.

    (و) في حرف (عليه) في سورة الـ (فتح) في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ ﴾ [الفتح: 10]، وكذلك في (ويخلد فيه) (في) سورة (الفرقان) في قوله تعالى: ﴿ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 69] قرأ ورش (بالقصر) والمقصود بالقصر هنا هو كسر هاء الكناية من غير إشباع كسرًا كاملًا، فيكون المقدار هو حركة واحدة هي حركة الهاء مكسورة فقط، وقد يطلق عليه في هذه الحالة الاختلاس، فورش رحمه الله قرأ بالقصر عند (الوصال)؛ أي: الوصل فـ (تجمل) حال التلاوة بهذا الوجه من القراءة بجمالية أخرى غير جمالية قراءة هاء الكناية بالوصل كما عند القراء الآخرين، وكلها أوجه جميلة.

    (واكسر) حال القراءة برواية ورش هاء الكناية في (وانسنيه) في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ ﴾ [الكهف: 63] في سورة الكهف، عند تلاوتها (وصلًا) بما بعدها، وهذا الكسر يكون بالقصر وليس بمدِّه بالياء؛ لذلك وجب عليك كسر هاء الكناية (مقصرًا)؛ أي: بالقصر كما بينته.

    (ف) هذه الأوجه المذكورة (بها جميعًا جاء ورش) على النحو الذي ذكر (مفضلا) التلاوة بها حين اختار هذه الأوجه من قراءة نافع، وكلمة (مفْضلا) بسكون الفاء مخففة من (مفضلا) بتشديد الضاد، وهما بمعنى واحد.

    خلاصة باب هاء الكناية:
    إن هاء الكناية هي ما يُطلق عليه القرَّاء هاء الضمير؛ وهي هاء المذكر الغائب في نحو: (إنه – أماته) ونحوها، واتفق القراء على مدِّها بالواو إذا كانت مضمومة، وبالياء إذا كانت مكسورة، بشرط أن تقع بين حرفين متحركين نحو: ﴿ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾ [عبس: 21] ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾ [البقرة: 22].

    ومذهب ورش هو وصل الهاء في الكلمات التالية: (أرجه) (ويتقه) (فألقه).
    وقصر الهاء في كلمة (ويخلد فيه)، والقصر هنا معناه: الاكتفاء بكسر الهاء دون مدها.

    وكسر الهاء مع قصرها في حرف (عليه) في سورة الفتح كما تقدم، وفي كلمة (فأنسنيه) في سورة الكهف، والله تعالى أعلم.




    الألوكة

  • #2
    الله يعطيك العافية
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        يعطيك العافيه بارك الله فيك ..

        تعليق


        • #5
          الله يعطيك العافية

          تعليق


          • #6

            تعليق

            يعمل...
            X