تويت
قرودالنساء للعقاد(جدوهزل)
انتقدني صاحبي لأنّ في يدي كتاباً ونحن على شاطئ أوروبي كأنّ رماله المسك ومياهه
البلور، ومنظره كزرقة السماء الملونة بقطع من غمام كحمام أبيض، ونسائمة دواء للروح،
ورواده من جميع الجنسيات ومختلف الحسناوات، يقول: أهذا وقت قراءة كتاب؟! قلت:
اسمع ما يقول العقاد بعنوان «قرود النساء»:
«ترى الواحد منهم ليس بالفتى الوسيم، ولا بالغنيّ الكريم، ولكنه ذو حظوة عند المرأة؛ لأنه
رجل سبر طباعها، وخبر تقلبات أهوائها، فعرف ما يُضحكها ويُعجبها، وما يُسرها
ويحييها، فيتلاعب بعواطفها، يأتيها من جانب غرورها اليوم، ومن جانب غيرتها غداً، ومن
جانب مشتهياتها وهواجسها مرة أخرى، فتستملح عشرته، وتستطيب حديثه، وما أقرب ما
بين الحب والاستحسان في قلوب النساء! ومن هنا تنفر زوجات العلماء والعقلاء من
أزواجهن ويبرمن بعشرتهم، والسبب في ذلك يرجع إلى أنّ العلماء والعقلاء لا يتنزلون إلى
إرضاء صغائر المرأة، ولا يحسنون ما يحسنه هؤلاء القرود…»
ضحك وقال: هل تظن ذلك صحيحا؟ قلت: إلى حدّ ما، فالمرأة تُحب الرجل المرح، والقادر
على إثارة عواطفها بكل السبل، فهي تنفر من الملل.. والرجل الجاد - على طول الخط - لا
تجد المرأة معه تجديداً أو إثارة وتحريكاً لعواطفها.
قال: فلماذا تقول إلى حدّ ما..؟ قلت: لأنّ العقاد ربما قاس ما قال على (سارة) محبوبته في
قصته المشهورة، فلا ينطبق ذلك على سائر النساء، لسن من طراز واحد. هناك نساء
يُعجبهن الرجل الثقيل، ولا يوجد أي قرد ثقيل.
قال: أميل إلى رأي العقاد؛ لأن الجادّين الناجحين مشغولون بالعمل عن الأناقة، وعن مداعبة
عواطف المرأة وملاعبة مشاعرها والاستماع المطول لتفاصيل حديثها، والمرح معها، فمثل
الرجل الصارم في جده يشبه الأسد الذي تنفر منه الغزلان.
************
عبدالله الجعيثن
تعليق