• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العيد في فلسطين .. عادات تنتصر على المعاناة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العيد في فلسطين .. عادات تنتصر على المعاناة

    في قطاع غزة وتحديداً في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك يحرص الفلسطينيون على إحياء عادات وتقاليد وطقوس توارثوها منذ القدم، يستقبلون بها أول أيام عيد الفطر السعيد. كصناعة الكعك وشراء الحلوى والمكسرات وبعض الفواكه؛ لتقديمها لضيوفهم وأيضاً شراء الأسماك المملحة بأنواعها وفقاً لأذواقهم"الفسيخ من البوري المجفف"، أو الرنجة المدخنة أو السردين المملح، بالإضافة إلى شراء مواد إعداد طبق السماقية (أكلة مشهورة بفلسطين) الذي تجتمع عليه العائلة في فترة الغذاء بعد زيارة الأقارب وصلة الأرحام.


    في الأسواق حرصوا بما لديهم من أموال متواضعة على شراء ملابس العيد الجديدة لفلذات أكبادهم، وكذلك الحلوى والألعاب التي تسعدهم. بينما في البيوت عكفت النساء على التعاون مع بعضهن البعض لتجهيز أطعمة العيد من الفسيخ والسماقية والكعك، واجتهد الأطفال في ترتيب أوقاتهم بين اللعب والخروج إلى المتنزهات لقضاء وقت سعيد وجميل، قد يكون ختام مسك لإجازةٍ صيفية طالت ثلاثة أشهر ونيف قبل العودة إلى مقاعد الدراسة.




















    "لها أون لاين" تجولت في شوارع المدن الفلسطينية وأسواقها وبيوت سكانها لتستشرف صورة استعداد فلسطين لاستقبال العيد، والتعرف على أهم طقوسهم وخصوصية مشاعر الفرح في قلوبهم.

    ما إن تمر بشوارع قطاع غزة وأزقة أحيائها وخيماتها، حتى تشتم رائحة شهية تنبعث من البيوت تنبئ باقتراب العيد، وما إن تدخل أحدها حتى تجدك أمام لوحة تشكيلة جميلة متعددة الأطعمة والنكهات من الكعك، فيميناً تجد أقراصاً محشوة بالمكسرات، ويساراً بالتمر، وبينهما ترص أصنافاً أخرى تزين بأشكال الورود والفراشات.

    قادتنا الرائحة النفاذة المنبعثة من بيت أبي عادل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى طرق الباب واستئذان أهله؛ لإبصار بعضاً من أجواء العيد السعيد، كانت السيدة أم عادل تتوسط بناتها وزوجات أبنائها تعلمهن كيف يصنعن قوالب المعمول بالجوز واللوز، بينما تولت ابنتها أم محمد مسؤولية الخبيز، والبقية الباقية عكفوا على تشكيل عجينة الكعك بأشكال مختلفة يزينوها برسومات جميلة.
    تؤكد الحاجة أم عادل أن فرحتها بإعداد كعك العيد هذا العام مختلفة، والأسباب لا تعدو اجتماعها بفلذات أكبادها الذين غادروها سنيناً مقيمين في الجمهورية العربية الليبية، وتضيف أنهم وبعد اندلاع الثورة الليبية وأحداث القتل لم يجدوا بداً من العودة إلى حضن أمهم ووطنهم.

    وبينما تنشغل النساء في صنع الكعك، كانت الطفلتان ملك وسارة وصديقاتهن هيا وشمس وإسراء وصابرين وجميعهن لا تتجاوز أعمارهن الأعوام الثمانية يقفن غير بعيد ترقبن أمهاتهن والجارات وهنَّ يصنعون الكعك والمعمول، وبين الحين والآخر تمدنَّ أياديهنَّ الصغيرة في محاولة للمساعدة، تصف ملك التي تستعد للذهاب للمدرسة في أول عام دراسي لها بعد إجازة العيد تلك الأجواء ببراءة الطفولة تقول: "أحلى شي في العيد عمل الكعك، نسهر مع ماما وأقاربنا لصنعه ونضحك ونمرح كثيراً".
    وتؤكد ملك أنها في أول أيام العيد ترتدي الملابس الجديدة التي اشترتها بصحبة والدتها لتحتفل بالعيد مع أقاربها وصديقاتها، بجو من الفرح والسعادة حيث تمارس عادات الفرح، وتفرغ طاقة المشاكسة عبر اللهو واللعب طوال النهار، وما إن يأذن الليل بالانسدال على مدينتها حتى تغط في نومٍ عميق تريح جسدها المنهك لعباً ولهواً.


  • #2

    الفسيخ تقليد مهم
    ولدى الفلسطينيين العيد بدون فسيخ (أو سمك البوري المملح) أو سماقية لا يكون عيداً، نادية حبوب - 45 عاماً - من مدينة غزة تؤكد أنها بعد صيام ثلاثين يوماً لا بد وأن تزين مائدة الإفطار لأول أيام عيد الفطر السعيد بطبق كبير من الفسيخ المقلي المدعم والمزين بالدقة الحارة من الفلفل والليمون.



    وتشير السيدة إلى أنها توصي ابنها بشراء الفسيخ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتجهزه وتعده يوم العيد، وتجتمع على تناوله مع زوجها وأبنائها بعد أدائهم صلاة العيد، وتتابع السيدة التي بدت كلماتها محفوفة بالفرح ووجها مشعاً بالابتسامة قائلة :"لا يصح أول أيام عيد الفطر السعيد بدون الفسيخ" مؤكدة أنه مظهر وتقليد مهم من تقاليد العالم العربي والإسلامي في عيد الفطر وليس للفلسطينيين وحدهم".

    وبعد أن تتناول أم محمد طبق الإفطار تبدأ بزيارة الأقارب، و صلة الرحم والجيران وتهنئتهم بالعيد السعيد. لافتة إلى أنها تدعم تهنئتها القلبية بهدية هي طبق من السماقية الشهية وبعض قطع الكعك الذي تعكف على إعدادهما قبل أيام من عيد الفطر، تقول:"هدية العيد تدخل الفرحة والسرور وتمسح أي جروح من خلافات وعصبية وتهيئ القلوب للتسامح والود"، وتحرص عليها دائماً حتى وإن ضاقت بها أمورها الاقتصادية فتصنع القليل وتهديه كعادتها التي جبلت عليها منذ أن دخلت عائلة زوجها وأضحت واحدة من أفرادها.

    ولا يختلف عنها أبو إبراهيم - 52 عاماً - ، بين يديه المرهقتين بتجاعيد العمر يحمل أطيافاً من الحلوى حلقوم باللوز وشوكولاته مختلفةٌ ألوانها وأشكالها، وأكياس أخرى تضج بأنواع المكسرات التي تروق لأحفاده، أهمها السوداني والذرة، يقول الرجل أنه اشترى كافة مستلزمات العيد وبقيَّ أهمها "الفسيخ" ويضيف أنه تنقل بين بسطات السمك التي تحولت لبيع الفسيخ بأشكاله وألوانه المختلفة ليحصل على كمية مناسبة وأنواع يحبها أبنائه وأحفاده.

    قبل لحظات من وقوفه على هذه البسطة في وسط ميدان خان يونس اشترى بضعة كيلوات من "الرنجا" التي تعشقها ابنته سعاد وأبنائها، وهو الآن كما يقول يشترى البوري المجفف لبقية العائلة، يقول الرجل:"الفسيخ أهم أكلة يجتمع عليها أحبائي وقت الإفطار أول أيام عيد الفطر لذلك أنتقيها بعناية، وبالأنواع التي يحبونها لتكون هدية نجتمع سوياً على تناولها بطعم الحب ودفئ العائلة".
    مؤكداً أنه ينتظر حتى وقت الظهيرة بعد العودة من زيارة الأرحام لتناولها مع كل أبنائه وبناته وأحفاده فتكون رائعة.

    التنزه مع العائلة
    ولعل أهم مظاهر العيد السعيد لدى أم خليل - 32 عاماً - من بلدة بيت لاهيا الاستيقاظ مبكراً على غير عادتها اليومية، ومن ثمَّ استقبال الزوج وبكرها خليل وهما عائدان من صلاة العيد فتبادلهما التهنئة، ومن ثمَّ يأوون جميعهم إلى بيت شقيقة زوجها الأرملة، فيتناولون جميعاً طعام الإفطار، وبعد ذلك يعدون المنزل لاستقبال المهنئين بالعيد من الأقارب والأرحام، فيعدنَّ القهوة ويزين غرفة الضيافة بأصناف الكعك والمعمول وأطباق أخرى من الحلويات والمكسرات لتكون هدية للصغار تزيد من فرحتهم بالعيد والعيدية.

    تقول السيدة: "في العيد وبتجمع الأهل نشعر بالفرحة حيث يلتقي جميع الأقارب الكبار والصغار والرجال والنساء ويهنئون بعضهم بعضا في جو من الألفة والمودة والرحمة".
    ولا تقتصر تفاصيل العيد لدى أم خليل على تلك التقاليد، بل تتبعها بعادات أخرى تنفذها بعد الفراغ من واجبها الاجتماعي تجاه أهل زوجها، فتأوي وأبنائها الثلاثة إلى بيت والدها تقضي الليلة في كنف أسرتها، وفي اليوم التالي تخرج وإياهم إلى زيارة الأقارب من العمات والخالات وأخيراً تسنح لها فرصة التنزه في الأماكن المفتوحة والذهاب إلى الملاهي والحدائق العامة، مؤكدة أن تلك التقاليد تغير من روتينها اليومي في الأيام العادية، ما يمنحها مزيداً من السعادة والفرح.

    مرح ولهو
    ويوم العيد إذا ما أدرت ببصرك في شوارع ومدن القطاع، ستجد وقبل أن يعلي المؤذن صوته منادياً لصلاة الفجر آلاف الأطفال في عمر ورود الفل والياسمين زحفوا إلى المساجد تكسوا أجسادهم في الغالب جلابيب بيض بلون قلوبهم، وعلى وجوههم ابتسامات الفائز برضا الرحمن المستبشر بجائزة الصيام، وما إن يصلوا المسجد حتى يتسابقوا للوقوف خلف المؤذن لينادوا بتكبيرات العيد، وما إن يفرغوا حتى ينطلقوا إلى آبائهم مقبلين الرؤوس والأيادي فرحين سعداء بالعيد.
    يحيى مأمون في الثانية عشر من عمره، يرسم لنا صورة مراسيم العيد في محيطه فيقول: "ما إن يعلن المفتي نهاية شهر رمضان مبشراً بأول أيام العيد، حتى يجافي النوم عيوني وشقيقي أحمد نبقى في انتظار انبلاج الفجر لنغدو إلى المسجد برفقة والدي وعمي وأبناء عمومة أبي نشاركهم الصلاة والتكبير ابتهاجاً وفرحاً بقدوم العيد" ولا تنتهي الصورة لدى يحيى هنا، بل تبدأ صورة مراسم أخرى فبعد الصلاة يعود إلى البيت مقبلاً ليد والدته وجدته وعمّاته ويتبادل التهاني والعناق مع أقاربه جميعهم فيحصل على هدية العيد "العيدية"، وفي خطوة ثالثة كما يشير يبدأ الأهل يتجمعون في بيت جدته في مشهد ينتظره كل عام، يتناولون الفسيخ الذي تصنعه الجدة بطعم الحب والحنان، ومن ثمَّ يتفرق وكل من في سنه إلى الشوارع، يلهون ويمرحون على المراجيح ويخرجون إلى المتنزهات، يركبون الأحصنة تارة وتارةً أخرى الجمال، وإذا ما أعياهم الجوع بعد طول لعب ولهب يستأذنون أبائهم في الذهاب إلى مطعم للوجبات السريعة؛ لتناول وجبة يحبونها من الشاورما أو الهامبرجر من عيديتهم (أموالهم الخاصة) فيسمحون لهم.

    وتشكل عطلة العيد فسحة ليمارس الأطفال هواياتهم، ويلعبون ويمرحون وإن ضاقت بهم الأرض أو الجغرافيا وظلمها، بسبب الاحتلال الذي يقطع أوصال الوطن ويفصلهم عن اللقاء بأهلهم.

    السيدة نسرين من مدينة رفح بعد أن ينهي زوجها تقاليد العيد بزيارة الأقارب وصلة الأرحام تجد في إسعاد طفليها ملاذاً؛ فتخرج بهما في نزهة لينعما ببعض الفرح، فيلعبوا ويمرحوا بينما تراقبهم بعين السعادة، تقول السيدة التي تركت أهلها وأسرتها في طولكرم قبل سنوات عشر لتتزوج من شاب في رفح :"إنها تجد في النزهة تفريج عن قلوب أطفالها خاصة وأنهم محرومون بفعل الاحتلال من الاجتماع بأهلهم وأقاربهم في شطر الوطن الثاني".
    وتضيف أنها تجتهد في إدخال بهجة العيد لقلوبهم، بشراء الألعاب والذهاب بهم لدي أصدقائهم ودمجهم مع أقارب والدهم، ممن هم في مثل سنهم ليسعدوا بتفاصيل العيد.

    تعليق


    • #3
      العادات والتقاليد في الدول العربية في الأعياد متشابهة الى حد كبيروليس هناك فروق جوهرية وإنما تؤدى حسب إمكانات كل قطر ولكن النتيجة واحدة وهي الاحتفال بأفراح العيد وإن أختلفت في الأسلوب .
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #4
        تسلممم هالانامل
        ماننحررم

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعد بن معيض القرني مشاهدة المشاركة
          العادات والتقاليد في الدول العربية في الأعياد متشابهة الى حد كبيروليس هناك فروق جوهرية وإنما تؤدى حسب إمكانات كل قطر ولكن النتيجة واحدة وهي الاحتفال بأفراح العيد وإن أختلفت في الأسلوب .
          أكيييد

          يسلمو على مرورك الطيب

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سوكراَ مشاهدة المشاركة
            تسلممم هالانامل
            ماننحررم
            الله يسلمك ياارب

            شكراا على مرورك الطيب

            تعليق

            يعمل...
            X