• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين القصيدة الأولى والقصيدة الأخيرة مسافة التجربة والخبرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين القصيدة الأولى والقصيدة الأخيرة مسافة التجربة والخبرة

    بين القصيدة الأولى والقصيدة الأخيرة مسافة التجربة والخبرة




    كل شاعر كانت بدايته بيت شعر قاله أول ما قاله، أو قصيدة عبر فيها عن مشاعر وأحاسيس خاض عبر أبياتها تجربة شعرية هي الأولى في مجال الشعر، وفي تجربة ترجمة إحساسه للآخرين، أعلن فيها لحظتها لنفسه ولمن حوله أنه محب للشعر أو شاعر أو متذوق له، والقصيدة التي قالها أول مرة والبيت الذي نظمه إما مقلداً فيه للحن أو معجباً بوزن أو مستنجداً ببوح من شاعر سبقه، وشبه مستحيل أن يكون ما ابتدعه لم يسبق إلى لحنه و(طرقه)، وهو بكل هذا يخوض تجربة لأول مرة، ولا يمكن أن تكون الخطوة الأولى خالية مما يشوبها من ضعف بيان، أو كسر وزن، أو خالية تماماً من شيء من ركاكة المعنى والأسلوب.
    إن بعض الشعراء لا يريد أن يبوح بالأبيات الشعرية التي قالها أول ما قال الشعر؛ لما فيها - فارق كبير بين يومه وأمسه - من ركاكة وضعف لا تتناسب وما وصل إليه فيما بعد، وهذا أمر طبيعي ليس في مجال الشعر وحده بل في كل ميادين الحياة، ثقافية كانت أو مهنية وحرفية أو أي تجربة يخوضها الشخص أول مرة.
    إنها البدايات التي لم يتجاوزها أحد وصل القمة إلا ويتذكرها جيداً، ولا قفزها أحد سار على درب من دروب الحياة فنسيها، هي خطوة لا ينكرها أي من الناجحين ولا حتى المتعثرين في الطريق.
    لكن هناك من يعتقد أن بدايته ناجحة وأن مستواه بقي في مسار واحد يخلو من الفوارق الكبيرة، بينما يرى آخرون أنه لا مقارنة بين أول تجربة خاضوها وما هو فيه بعد سنوات طويلة، بينما يرى آخرون أنها خطوة تعثروا فيها، فلم يقم لهم بعدها تجربة وأصيبوا بالتحطيم ممن حولهم.
    وفي الختام يفترض الإشارة إلى ضرورة الاعتراف بأن كل البدايات ليست كما النهايات التي تمكن الشاعر فيها من التربع على إحدى قمم الشهرة باعتباره من كبار الشعراء، بل إن هذه المكانة تلازمها نداءات تلك الخطوة الأولى الذي يتذكرها الشاعر أينما كانت درجة صعوده، وتلقي عليه مسؤولية كبيرة، تلك المسؤولية مرتكزها ومنطلقها نداءات تلك الخطوة الأولى التي أشرنا إليها، وهي الأخذ بأيدي من هم في البدايات، وليس من الوفاء نسيانهم أو تجاهل معاناتهم، سواء تذكر أن هناك من ساعده يوم أن كان يحبو في البدايات، أو أنه ممن تجاهله الآخرون في زمانه، الأمر سيان، فليتذكر جيداً أنه كان يقدر من مد يده إليه مرشداً وموجهاً وناقداً لقصيدته وأبياته الأولى، ولا يتجاهل ذلك بعد قطعه مشواره الطويل، بل يفترض أن يكسبه هذا المشوار من التجارب وهذه الخبرات قناعة أنه منوط به مسؤولية الأخذ بيد غيره كما أحب هو في زمن مضى أن يؤخذ بيده، ويقدم له شيئاً من التشجيع ورفع المعنويات
    يقول الشاعر بديوي بن جبران الوقداني:
    أيامنا والليالي كم نعاتبها
    شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي
    تاعد مواعيد والجاهل مكذبها
    واللي عرف حدها من همها سالي
    ان أقبلت يوم ما تصفي مشاربها
    تقفي وتقبل وما دامت على حالي
    في كل يوم تورينا عجايبها
    واليوم الأول تراه أحسن من التالي
    أيام في غلبها وأيام نغلبها
    وأيام فيها سوى والدهر ميالي
    جربت الأيام ومثلي من يجربها
    تجريب عاقل وذاق المر والحالي
    نضحك مع الناس والدنيا نلاعبها
    نمشي مع الفي طوعٍ حيث ما مالي
    كم من علومٍ وكم آداب نكسبها
    والشعر مازون مثقالٍ بمثقالي
    اعرف حروف الهجا بالرمز واكتبها
    عاقل ومجنون حاوي كل الأشكالي
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق
يعمل...
X