من تحت الرمل بدأت القرية الحمراء، عاصمة كندة، في النهوض يومًا تلو يوم وشهرًا تلو شهر، وعامًا بعد عام. منذ عام 1972 حتى 1995 والتنقيبات والحفر المتمهل يجري في هذه القرية الشائقة والمبنية من التراب والحجارة وسط صحراء قريبة من وادي الدواسر، في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة العربية السعودية.
تقع قرية الفاو الأثرية في محافظة السليل، ما بين وادي الدواسر وجبال طويق. أما حافتها الشرقية فتشرف على رمال الربع الخالي. تتميز عاصمة كندة بموقع جغرافي عجيب، فهي بين الرمل والجبال، طمسها الرمل عن بكرة أبيها ولم تظهر للعيان إلا بعد أن نفض عنها غبار الربع الخالي الذي دفنها مع مرور القرون، حيث كان للأستاذ الدكتور عبدالرحمن الأنصاري جهد لا ينُسى ولا يغفل عنه، فكلما ذُكرت الفاو، فلابد أن يُذكر الأنصاري الذي أعاد اكتشاف عاصمة كندة من جديد، على مدى عشرين عامًا من العمل الدؤوب.
تاريخ القرية
تعددت أسماء هذه القرية، فهي الحمراء، وذات كاهل، وعاصمة كندة. أما اسمها الأخير والجديد (الفاو)، فهو يعود إلى اسم فوهة عند مجرى قناة من جبال طويق.
يعود تاريخ هذه القرية الأثرية إلى القرن الرابع قبل الميلاد، كما أن نصوصًا بخط المسند تشير إلى أن هذه القرية سكنتها قبائل من كندة ومذحج، وهي قبائل سبئية.. يتغير لديهم مفهوم البدواة إذ يسكنون بيوتًا، ولهم أسواق، ومقابر، ومعابد، مثلما تم اكتشافه إثر التنقيبات في قرية الفاو.
كانت الفاو ذات مركز استراتيجي، إذ تربط شمال الجزيرة العربية بجنوبها، فكانت أشبه ما تكون بخط تجارة في ذلك الزمن القديم. وكما يرى الباحثون أن هذه القرية أقيمت في بادئ الأمر ضمن خطة توسعية من قبل مملكة سبأ، لتكون محطة للقوافل التجارية، لكن القرية تطورت من كونها مجرد محطة لتكون عاصمة لكندة.
تعليق