تويت
ُعد المطعم التراثي في حائل الأول من نوعه على مستوى المملكة، فهو ليس مطعمًا لتناول الأكلات الشعبية فحسب، بل ارتبط اسمه بكونه متحفًا تراثيًا يحوي بين أسواره وجدرانه الطينية الكثير من التراث الحائلي الأصيل، بدءًا من مقتنيات أثرية متنوعة وثمينة، مرورًا بالأسلحة، وانتهاء بالأواني المنزلية، والدلال المتنوعة، وأباريق الشاي قديمة الطراز، وكذلك الحيوانات المحنطة، إضافة إلى قطع السجاد التراثية.
الصورة مصغرة .. أضغط هنا لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي 850 في 500 ..
لقد تجاوزت شهرة هذا المكان السياحي منطقة حائل إلى أن عرفه كثير من السياح الذين يقصدون المنطقة لحضور رالي حائل، أو مشاهدة الآثار في المنطقة. يقع المطعم على طريق الملك عبدالعزيز في مدينة حائل على مساحة تزيد على ١٢٠٠م٢. لقد شُيد المبنى من الطين وسُقف من خشب الأثل، وذلك قبل أكثر من ١٠٠عام، كما يشتمل على ٣٥ غرفة ويتكون من دورين ومجلس علوي (روشن)، وفي السطح المكشوف توجد جلسات ليلية تطل على برج حائل الذي يعد أحد أبرز المواقع السياحية في المدينة.
كثير من زوار منطقة حائل يضعون في جدولهم السياحي زيارة هذا المطعم والمتحف. يستقبل هذا المكان زائريه، عادة، بالقهوة والشاي اللذين يقدمهما موظفون يرتدون الزي التراثي القديم. كما يجد الزائر دعوة رحبة منهم للتجول بين أركان المتحف التراثية، وذلك للتعرف إلى تراث المنطقة، ثم يتوجه الزوار إلى الغرف التراثية الطينية المخصصة لتناول وجبات الطعام والتي تزينها العديد من المقتنيات والقطع الأثرية. لم تكن فكرة إنشاء هذا المطعم حديثة عهد، بل تجاوزت العشرين عامًا ونبعت لدى مالكه عيد الحربي من خلال حبه للتراث القديم، فقرر إنشاء المطعم داخل أسوار بيت طيني يحوي العديد من المقتنيات الأثرية التي ترتبط بتراث المنطقة وذلك إحياءً لتراث المنطقة الذي اندثر منذ سنوات ماضية. لاقت فكرته في البدء اعتراضات من قبل كثيرين من أقاربه وأصدقائه كون إنشاء مثل هذه المشاريع المكلفة ماديًا يجب أن تكون في مقر مبنى جديد ومجهز ببنية تحتية حديثة، وليس في بيت طيني قد يتعرض في أي لحظة للسقوط، إلا أنه أصر على تنفيذ مشروعه، وبدأ في البحث عن موقع يكون مقرًا لمشروعه التجاري التراثي حسب ما أكده في حديثه الخاص لمجلة «ترحال» ووقع اختياره على منزل في وسط المدينة تعود ملكيته لوكيل إمارة حائل السابق في أثناء إمارة الأمير عبدالعزيز بن مساعد لمنطقة حائل سابقًا. يقول الحربي إنه تم التفاوض مع صاحب المبنى وعلى الفور استأجره منه لسنوات طويلةو وقام في البدء بتنفيذ المشروع فكانت بداية افتتاحه في نهاية عام ١٤١٦هـ، مشيرًا إلى أنه اتفق مع سيدات سعوديات إبان افتتاح المطعم لتجهيز الأكل والطبخ، إضافة إلى عدد من العمالة لخدمة الزبائن. يقول الحربي: «الحمد لله لقد أصبح هذا المطعم مشروعًا سياحيًا تراثيًا ناجحًا، وسجل في هيئة السياحة والتراث الوطني كأحد المواقع السياحية في المنطقة». وأضاف الحربي: «حظي المطعم بزيارة عدد من أصحاب السمو الأمراء والسفراء والمسؤولين الذين يزورون حائل». ولقد سجل الحربي هذه الزيارات في صور أرشيفية يزين بها جدران مطعمه ومتحفه.
تعليق