• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تحرق مراكبك ابدا،،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تحرق مراكبك ابدا،،

    عندما ترفعت إلى رتبة " مدير " ..

    كان من ضمن العمَّال شابٌ نشيطٌ جداً ، و ناجحٌ في عمله ، و كان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ و سرعةٍ و دقةٍ ، كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً ، لكنه كان لعوباً إلى حد ما ...

    كان يغادرُ مقرَّ عملهِ كثيراً بدون إذن ، إجازاتُه و أذوناتُه أكثر من المُعتاد ..

    ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة ..لكنني رفضتها ..

    فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ، و اتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور ...

    و لمَّا أنني أعرف أنه ليس مريضاً ؟!...

    ذهبتُ صباحاً إلى بيته و انتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته و هو يحمل عدّة الرحلات .. ✴✴

    كاد الرجل يذوبُ خجلاً ، و وجههُ يتقلّب بين الخجلِ و الحرج ...

    بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي ، و أنني لستُ بتلك السذاجة التي يظنُّها ..
    و برهنت له أنه كاذب ، و خصمتُ عنه أجرَ اليوم مضاعفاً ..
    .
    -------------
    لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟!

    بعد أيامٍ ، تقدَّم الشابُّ باستقالته ...

    من جهتي ، خسرتُ جُهده و نسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها ، و لم يعُد بالإمكان أن أرفع لإدارتي العليا نسبَ الإنجاز السابقة ، و صرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز و هم قليل ...

    كان غباءاً منقطعَ النظير ، ما الذي استفدتُه من ذلك ؟؟ !!!

    يومها ، اكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا ، يكون بسبب التضييق على الآخرين ، و إغلاق منافذ الهروب ما يجعل الطرف الآخر أمام خيارين :

    - إما أن يهربَ مِنك و تَخسر جهده ..
    - أو يتخذك عدواً ، فيكيدُ لك ، و سيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس ..

    و في كلا الحالتين تكونُ خاسراً

    لذلك أجدُ من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ ، لتسمحَ للطرفِ الآخر أن يتراجَع ، أن يهربَ بِكرامة ، فبعضُ التغابي مفيدٌ جداً...

    لن تكون منتصراً فعلياً فيما لو كشفتَ المرء أمامكَ و أمام نفسه حد التعرية ، حيث لن يجد بداً من المواجهة أو الهروب ...

    التجمُّل و التّغابي هو ورقة التوت التي تسترنا وتحمينا...

    الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك ، بدل أن تُحرجه فيُعادِيك ..

    لا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة ..

    و لا تُحرق مراكبكَ أبداً ... فقد تحتاجها قريباً ..

    هذه رسالة موجهة لكل من جعل الله له سُلطة على الآخرين سواء أكان
    أباً أوأماً زوجاً أوزوجةً ولكل مدير ومديرة ومعلم ومعلمة وصاحب عمل لابد وأن يكسب الجميع مع العلم بأنه يعلم بذلك وليس غباء منه.

  • #2
    جزاك الله خيراا

    تعليق


    • #3
      الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك
      الله

      ماأروع ماكتبت

      تعليق


      • #4
        جزاك الله الخير على نشر موضوعكم

        تعليق

        يعمل...
        X