حالات الواتساب النسائية
بعض الأخوات الكريمات حولن حالات الواتساب في جوالهن إلى منصات لإطلاق الصواريخ الجرثومية يمينا وشمالا.
فإن كتبت في الحالة: «صحيح من قال إن الأقارب عقارب»، فهذا دليل على أن هناك مشكلة بينها وبين إحدى قريباتها.
وإن كتبت: «حسبي الله على من جاءنا وفرق عائلتنا»، فالمقصود زوجة الأخ أو زوجة الابن.
وإن كتبت: «بعض الناس ما ينفع معهم الطيب»، فالمقصود هنا أهل الزوج.
وإن ارتفع المستوى قليلا وكتبت: «متى يبلغ البنيان يوما تمامه، إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟»، فهذه موظفة ولديها مشكلة مع مديرتها.
وعلى ذلك فقس وقيسي، فهناك أيضا رسائل الفرح والشكر والاستعراض، ما المشكلة في هذا؟. المشكلة أن هذه الوسيلة التي هي للتواصل أصبحت وسيلة للتقاطع، والمشكلة الأخرى أن كثيرا من هذه الحالات مبنية على فهم خاطئ وسوء ظن، والمشكلة أيضا أنها تصب الزيت على النار فتزيد المشكلة الصغيرة اشتعالا، والمشكلة أنها إشغال عما هو أهم، فلدى المرأة قضايا أعظم من أن تشغل نفسها بقصف فلانة وانتظار الصواريخ المضادة، فبناء النفس يجب أن يستغرق الوقت، والاهتمام بتربية الأبناء الذين هم مشروع وتزداد صعوبته في هذا الوقت يجب أن لا تنافسه أمور تافهة، وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن أن تقوم بها غير المرأة التي هي شقيقة الرجل والنصف الثاني من المجتمع، ويجب أن تقدر المرأة -قبل غيرها- قدرها فلا تحبس نفسها في دائرة التفاهات.
أيضا من مشاكل حالات الواتساب بوضعها الحالي أن صاحبتها تدمر حياتها بأسلوب بطيء ولكن أكيد المفعول، يوما ما ستسقط وتندم، وكم من حالة ستقول لصاحبتها ليتك لم تكتبيني، والأخطر -وكل ما سبق خطير- أنها إيذاء للمؤمنين والمؤمنات، والحق -جل جلاله- يقول: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا».
د. شلاش الضبعان
تعليق