• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل يمكن أن يكون القرد غزالا؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يمكن أن يكون القرد غزالا؟




    هل يمكن أن يكون القرد غزالا؟





    الجواب في المثل الشعبي الشهير «القرد في عين أمه غزال»، ويقال إن لهذا المثل قصة أسطورية قديمة تحكي أن حاكما رومانيا أمر بإقامة مسابقة للجمال وتشارك بها الحيوانات الجميلة بالغابة، وبالفعل بدأت الحيوانات تشارك في المسابقة منها الأرنب والزرافة والطاووس والغزال، وفي نهاية المسابقة فوجئوا بالقرد يجري على المنصة ليحاول إقناعهم بجمال ابنه القرد الصغير فضحك الحاكم وقال«القرد في عين أمه غزال»، فصارت مثلا.
    لا بأس أن ترى الأم ولدها في جمال الغزال فهذا من عاطفة المحبة، لكن الخطر في هذه الرؤية، أن تتغاضى الأم عن عيوب ابنها، بل قد تبرر له فشله أو سوء معاملته أو تدني سلوكه أو انحطاط فكره، وربما أثنت على أخطائه أيضا، بل عليها - إن كانت تحبه حقا - أن تساعده على التخلص من مثالبه، وإصلاح أخطائه.
    وهذا المثل يكشف عن أن رؤيتنا للأشخاص والأشياء تختلف حسب نوع العواطف والانفعالات المسيطرة علينا.
    فلربما في حال الكراهية نرى الغزال قردا، والذكي غبيا والمهتدي ضالا، كما حكى القرآن عن نظرة الذين أجرموا تجاه المؤمنين: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ} سورة المطففين32)
    ورحم الله الشافعي حيث قال:
    وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
    وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَافي حالات سيطرة الانفعال يشوه الإدراك وتزداد ميوعته، فالساخط يرى من عيوب خصمه ما لا يراه في حالة رضاه.
    من الحكمة إذن أن نرى الأشياء على حقيقتها، وأن نتجرد من أهوائنا لندرك الأمور على ما هي عليه، تقول الكاتبة الفرنسية أناييز نين Anaïs Nin. «نحن لا نرى الاشياء على حقيقتها بل نراها على حقيقتنا».
    والوصول إلى الرؤية الموضوعية للأشياء يتطلب تنقية البصر من التحيز للذات، ويذكرني هذا بقصة رجل انتقل مع زوجته الى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الافطار..قالت الزوجة مُشيرة من خلف زجاج النافذة:انظر يا عزيزي، إن غسيل جارتنا ليس نظيفا كما ينبغي.. لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا…ثم دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل، وبعد مدة اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها..فقالت لزوجها: انظر.. أخيرا تعلمت جارتنا كيف تغسل، فأجاب الزوج: عزيزتي، لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفتُ زجاج النافذة التي تنظرين منها.!!
    كلنا في حاجة إلى أن ينظف زجاج نظارته التي ينظر من خلالها إلى الآخرين، أو يضعها جانبا، فمن الإنصاف أن نراهم بما هم عليه سواء كنا راضين أو ساخطين، كما علمنا القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} سورة المائدة)
    وأعلم أن ذلك ليس بالأمر السهل، فلندعُ الله بما ذكره ابن الجوزي في صيد الخاطر «اللهم ! أرنا الأشياء كما هي».



    د. عادل غنيم














    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Oct-19-2017, 10:03 AM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    عين الرضا عن كل عيب كليلة
    وعين السخط تبدي المساوئ


    أحيانا تصل مرحلة ( القرد ) إلى درجة الوهم
    وتصديق الوهم !


    دمت بخير أستاذ سعد

    تعليق


    • #3
      اللهم ! أرنا الأشياء كما هي

      وشكرا على الطرح الجيد والمميز

      تعليق

      يعمل...
      X