«إنها أكبر مدن السراة، وأكبر من مدينة جرش، وصاحبها هو جابر بن الضحاك الربعي من نصر بن ربيعة من الحجر».
لبعض القرى تاريخ ضارب في القدم، وعندما يستنهضها الزمن وعلماء الآثار والباحثون تنهض أمامنا مدينة وليست القرية التي نراها اليوم. الجهوة إحدى هذه القرى التي كانت مدينة وعلى أنقاضها قامت مدينة.
مدينة على حافة الوادي
تقع مدينة الجهوة الأثرية القديمة على حافة وادي النماص من جهة الجنوب، وقد تم ذكرها في كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني. وبحسب الكتاب كانت الجهوة في عام 320 للهجرة مدينة كبيرة ذات سوق كبير يسمى سوق الرس يقع بسفح جبل الصفح الذي يقع شرق القرية وتعلوه المنازل اليوم. أما سورها فكان مبنيًا بالحجارة الضخمة التي لا زالت باقية حتى الآن، لكن من البقايا اللافتة في مدينة الجهوة الأثرية بعض مواقع الأفران التي كانت تستخدم لطرق الحديد، وهذه إشارة إلى أن سكان هذه المدينة مارسوا مهنة تعدين الحديد وسبكه، وبإمكانك أن ترى ذلك عندما تمر عبر المزارع إلى الخرب، وهو موقع على تل صغير شرقي جبل الفرن في الاتجاه الجنوبي عند مدينة الجهوة، هناك سشاهد آثار الأفران التي كانت فيما مضى مصانع للتعدين.
ولقد تم تحديد مدينة الجهوة القديمة التابعة لمحافظة النماص، والتي بدورها تتبع منطقة عسير، بجبل الصفح من الشرق، وجبل شعير من الجنوب، وجبل القو من الشمال، وغربًا جبل العديف المطل على وادي خاط. فهي مدينة تقع على حافة الوادي.
تعليق