تويت
الورثة السفهاء
المشاهد أن رجال الأعمال يبذلون أوقاتهم وصحتهم من أجل جمع ثرواتهم، فإذا رحلوا وتم تقسيم ميراثهم ظهرت السيارات الفارهة والطائرات الخاصة، وبدأ بعض الورثة يستعرض بالأموال التي جمعها أبوه بينما لم يبذل هو فيها جهداً حقيقياً!
ومن أطرف الأسئلة التي توجه لبعض شباب الأعمال الذين ورثوا ثرواتهم من آبائهم: ما الصعوبات التي واجهتك في تكوين ثروتك؟!
ليس عيباً أن يكون الإنسان ابنا لشخص ناجح، ويرث هذا النجاح، بل إن من التميز أن يحافظ على ذكر والده ونجاحه، ويتوسع في ذلك، وهذا هو المطلوب منه، ولو قام به لاستحق التقدير على نجاحه وبره، لكن العيب والسفه أن يستعرض بتبذير الأموال التي تعب فيها الوالد، وشقي في جمعها بل وشحّ على نفسه من أجلها!.
والعيب والسفه الأكبر أن يستعمل الوريث هذه الأموال فيما لا يرضي الله، أو يحولها لمجال للتفاخر والاستعراضات الجوفاء، فالتفاخر بالمال في حد ذاته ليس منقبة، ولا يُمدح الرجل بماله، بل بفكره وعطائه، وفوق ذلك فالجميع –عاقلهم وسفيههم- يدرك أن هذا المال الذي يستعرض به هؤلاء الورثة أعضاء مجالس إدارات شركات والديهم لم يحصلوا عليه بفكرهم وجدهم واجتهادهم، بل بجهد والديهم، بينما هم يمارسون تضييعه والتلاعب به، ولو كان آباؤهم أحياء لما فعلوا السفه الذي يفعلونه!
أتمنى أن يكون فيما يجري من ورثة رجال الأعمال الراحلين عبرة لرجال الأعمال الباقين، فيبادر كل رجل أعمال للاستفادة من أمواله في مشاريع خيرية وأوقاف تبقي ذكره وتديم عطاءه بعد رحيله، فالصدقة الجارية عطاءٌ لا يتوقف، بدل أن يكون للورثة وردها وعليه شوكها والمحاسبة عليها!
وأتمنى من كل وريث ألا يقابل معروف والده الذي أغناه –بفضل الله- عن الحاجة إلى البشر، وجعل له مكانة وقيمة، بالنكران من خلال تسليم عقله لإخوان السناب ومواقع التواصل، وأن يسعى لإبقاء ذكر والده الحسن بالعطاء الحقيقي بدلاً من أن يكون سبباً في السخرية من والده وعائلته!
عزيزي رجل الأعمال الشاب! سمعة والدك وعائلتك تستحق منك الكثير!
د. شلاش الضبعان