الرومانسية ليست ضرورة !
«واحد يقول لصديقه: كنت أوصل زوجتي للمدرسة يوميا، وافتح باب السيارة لزوجتي كل مرة، وكانت المدرسات معجبات بي، ويقلن لزوجتي: ما هذه الرومانسية؟ ما هذا الاحترام؟! هنيئا لك بهذا الزوج! ليت عندنا زوج مثل زوجك!
ما يدرون أن باب السيارة خربان ولا يفتح إلا من برا، والنافذة ما تفتح!»
بغض النظر عما تحمله مثل هذه الطرف من صور سلبية عن رجالنا، وما تحمله نظيراتها عن نسائنا، إلا أننا بحاجة لوقفة جادة مع قضية الرومانسية، ومطالبة صادقة لداعياتها ودعاتها بالواقعية والتعقل، فالمغالاة في الرومانسية أصبحت في هذا الوقت سببا من أسباب تخريب البيوت وتدمير الأسر!
فعندما تطالب المرأة الرجل أن يكون كائنا خرافيا خارقا يتجاوز التعب والارهاق والضغوط المتزايدة التي يتعرض لها، وما عليه عندما تخاطبه أميرته إلا أن يضع يديه على صدره ويقول: شبيك لبيك حبيبك بين يديك! فإنها تطلب المستحيل وبالتالي لن ترضيها الحياة الطبيعية!
وعندما تتابع المشاهد الجميلة من حياة أهل السناب، ثم تطالب نفسها وزوجها بأن يكونا مثلهم، دون نظر في الأولويات والظروف المادية، فهذه أيضا وسيلة سريعة لتخريب بيتها عاجلا وآجلا!
وعندما تريد المرأة أن تكون حياتها مثل حياة المسلسلات ذات النص المكتوب بدقة، والمؤدى بتمثيل احترافي وبتكاليف باهظة، فهذا أيضا وسيلة من وسائل التدمير!
وعلى الجهة الأخرى عندما يريد الزوج من زوجته أن تكون آلة تطبخ وتربي وتدرس الأولاد وتحفظ ميزانية البيت، وفوق ذلك لا تكلمه إلا بأعذب الكلمات في جميع الأوقات، فهذه مطالبة بما لا يستطيعه البشر، وبالتالي عدم رضا بحياة البشر!
لذلك يجب إن كنا نريد بيوتا سعيدة آمنة، أن نرقى بعقولنا ونرتب أولوياتنا بأن نعيش بواقعية تراعي الظروف والإمكانات، مع ضرورة حرص كل طرف على القيام بواجبه، وتجميل حياته بإظهار مشاعر الحب والتقدير المستحق لشريك حياته!
بقي التذكير بدور الآباء والأمهات قبل زواج أبنائهم وبعدهم، بأن يرقوا بعقول الأبناء، وألا يكونوا عونا لهم على تخريب بيوتهم بأيديهم وأيديهن!
وصدق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر» والخطاب طبعا للطرفين.
منقوول
تعليق