من الأرشيف الشعبي
الحنين بين الشمالي وناقته
الحنين بين الشمالي وناقته
عبدالله بن مفرح الدوسري المعروف بــ(الشمالي) رجل شغوف ومن محبي تربية الإبل وعشاقها ومن القصص القديمة التي تدل على أن الإبل أكثر التصاقاً بالإنسان وتؤكد بأنها دائمة التعلّق بصاحبها وكثرة التردد إليه وذلك نظراً لقصص الحب والود والوفاء التي نشأت بينهم .. ومن تلك القصص، قصةٌ جرت بين الشمالي وبين ناقة يمتلكها سمّاها ( الهدية ) حيث أصيب الدوسري بمرض الجدري الذي لزمه الفراش لمدة شهرين تقريباً وخلال تلك الفترة فقدته ناقته وأحسّت بغيابه مما دفعها لتكرار المجيء لبيت الشعر وترفع رواق البيت برأسها مقابل مكان وجوده وأخذت برهة من الوقت وهي تطالعه وتنظر وتحن إليه وبعد مدة تكالبت على صاحبها ظروف المرض وأصبح طريح الفراش إلى أن توفي وانتقل إلى جوار ربه بعد معاناة من المرض أما الناقة وبعد أن عرفت مكان تواجده داخل بيت الشعر فصارت كل ماوردت تأتي إلى البيت وتكرر المجيء وتنهض الرواق برأسها ولكنها لم تجده في فراشه ثم سرت ... فسارعت سارة ابنة الدوسري إلى عقل الناقة حتى لا يقودها هاجسها إلى غير رجعه ومنعها من المسرى في الليل !! ومضى نصف الشهر وهي تهجرع بحنين ٍ ولا تتوقف وكان يجاور المكان الذي يقيم فيه الدوسري جار أسمه حصيبان الذي تأثر بفقد جاره رحمه الله وفي ليله من الليالي استيقظ بسماعِه لهجرعة الناقة وحنينها عند مشب النار وهاضت قريحته بقصيدة كشفت حب الأبل لأصحابها والعكس والتي بلطفها وحنينها لهم أجبرتهم على الالفة والمحبة وزادتهم حنيناً وولعاً بحنينها حيث قال في قصيدة لها مثير قوي لها وقعة في نفس الشاعر حصيبان أقوى من هاجسه الذاتي واثارة الحنين والأنين في موقف ومشهد جرى لجاره حيث قال :-
مِل قلبٍ هيّضه حس الهدية
هجرعت بالصوت من عقب الشمالي
ياذلول القرم حّماي الرديّه
إصبري عقبه على سقم الليالي
ذكّرت بالحب من عينه شقيه
ذاكرٍ في نجد خلاّنٍ وغالي
عقب فقده ماتوالِف للرِعيّه
تطَرده ساره على روس المفالي
عزّتي للقرم حَطّوا له بِنتّه
عزَّتي للقرم من قبرٍ هيالي
عادته بالكون يثني للرديّه
ينسَم الحفيات ريفٍ للهزالي
تعليق