• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها

    شرح حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها

    عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنّا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عُراة مجتابي النِّمار أو العَبَاءِ متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى بهم من تلك الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذَّن وأقام ثم صلى ثم خطب، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ... ﴾ [النساء: ١] والآية الأخرى التي في آخر الحشر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: ٨١]. تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشقِّ تمرة، فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت. ثم تتابع الناس حتى رأيت كَوْمَيْنِ من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بهامن بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ ". [1]

    من فوائد الحديث:
    1- فضل الصدقة.

    2- قوله (مجتابي النّمار أو العباء) النمار بكسر النون جمع نمرة بفتحها وهي ثياب صوف فيها تنمير والعباء بالمد وبفتح العين جمع عباءة وعباية لغتان وقوله مجتابي النمار أي خرقوها وقوروا وسطها.

    3- تغيّر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وتـَمَعّر ممّا رأى من حال هؤلاء.

    4- استحباب جمع الناس للأمور المهمة ووعظهم وحثهم على مصالحهم وتحذيرهم من القبائح.

    5- قوله (فقال ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾) سبب قراءة هذه الآية أنها أبلغ في الحث على الصدقة عليهم ولما فيها من تأكد الحق لكونهم إخوة.

    6- والكومة بالضم الصبرة والكوم العظيم من كل شيء والكوم المكان المرتفع كالرابية.
    والمقصود الكثرة، والتشبيه بالرابية.

    7- قوله (حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة) أي: استنار فرحا وسرورا، وذكر القاضي عياض وجهين في تفسيره، أحدهما: معناه فضّة مذهّبَة، فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه، والثاني: شبّهه في حسنه، ونوره بالمذْهَبَة من الجلود وجمعها مذاهب وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود وتجعل فيها خطوطا مذهبة يرى بعضها إثر بعض.

    8- سبب سروره صلى الله عليه وسلم ففرحا بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى وبذل أموالهم لله وامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين، وشفقة المسلمين بعضهم على بعض وتعاونهم على البر والتقوى.

    9- قوله: (من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً فله أجرها) إلى آخره فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات. [2]

    10- قوله: (قومٌ عُراة) فيما يبدو لي بأنّ هذا مبالغة في الوصف من الراوي، وإلاّ عليهم لباس لكنه لا يكاد يُغطّي أجسادهم، بسبب ضيق ذات اليد.

    11- كان مجيء هؤلاء القوم من مُضر في منتصف النهار، فوضعهم مكشوف، وواضح لكل أحد.

    12- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته.

    13- قوله: (فدخل ثم خرج) إمّا أنّه صلى الله عليه وسلم دخل إلى بيته ليتوضأ للصلاة، أو دخل ليغيّر ملابسه، أو لأمر آخر لم يذكره الراوي.

    14- العربي مهما كان فقيرا، أو جائعا فالغالب أنّه لا يترك سلاحه، بل يكون دائما معه.

    15- تغيّر وجه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في هذا الحديث، الأولى: تمعّر، ألما وحُزنا لمّا رأى منظر القوم الذي يُرثى له، ثمّ سُرّ، وتهلّل فرحا، لما رأى مابذله أصحابه مساعدة لهؤلاء الفقراء من قبيلة مُضر.

    16- كان مجيء القوم فيما يبدو لي قريبا من صلاة الظهر أو صلاة العصر، وأرجح الأول لأنه قال: في صدر النهار، والصدر يكون في أول الشيء ومقدّمه، فنادى بلالا فأذّن، ثمّ أقام، وخطب، وهذه ليست خطبة جمعة، وإنما هي كلمة ألقاها بعد الصلاة.

    17- عدّد عليهم صلى الله عليه وسلم أنواع المال المُـتصدّق به، وكذلك أنواع الأقوات التي يأكلونها، ويمكن أن يتصدّقوا بها، بقوله: (تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشقِّ تمرة)، حتى بأقل القليل، بنصف تمرة، فلا بأس أن يتصدّق بها المرء، وهي مقبولة عند الله.

    18- لا يحتقر الإنسان أي شيء يقدّمه في سبيل الله.

    19- قوله: (فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت) هذا الأنصاري أول من تصدّق، وأوّل من فتح الباب، وهو أوّل من سنّ سنّة حسنة في هذا الموقف العظيم عند الله، وعند رسوله صلى الله عليه وسلم. [3]

    20- فضل المسارعة، والمبادرة إلى الخيرات.

    21- كان صلى الله عليه وسلم يعيش آلام أصحابه، وآمالهم، فلا يعيش لوحده، أو بمعْزِلٍ عنهم، فهو يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.

    22- النبي صلى الله عليه وسلم قائد عظيم، ومربٍّ كريم.

    [1] صحيح مسلم 2/ 704 رقم 1017 .

    [2] من 1-9 مستفاد من شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 102 وما بعدها.

    [3] شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 104.






    الالوكة

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      شكرا لك على الطرح المميز

      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك

          ونفع بك

          خالص تقديرى

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خير على العطاء القيم جعله في ميزان حسناتك
            ولا حرمك الاجر




            تعليق


            • #7
              مشكور والله يعطيك الف عافيه

              تعليق


              • #8
                جزيتم خيراَ
                لاخلا ولاعدم "

                تعليق

                يعمل...
                X