• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عكس التيار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عكس التيار


    عكس التيار





    أعرف مجتمعًا يصنف الناجح بالمحظوظ والفاشل بالمعيون والسعيد بكثرة ماله

    والمريض بالمسحور والمادح منافق والقادح حاقد والناقد غيور مجتمع يمضي أفراده

    عكس التيار يتمنى أحدهم لو كان عالمًا أو مفكرًا أو باحثًا، ويتحول لماقت جاحد

    لنجاحات سجلت لغيره لم يستطع تحقيقها..


    يريد أن يعرض فكرة أو يطرح رأيه في نقاش ما.. لكنه يتوارى خلفهم خشيت من نفسه

    أو عدم ثقة، وحين يتجرأ فرد منهم لعرضها يخرج حينها من دائرة الخجل أو عدم الثقة

    فتجده يقول: كانت لدي نفس الفكرة أو كان ذلك رأيي..!


    مجتمع لا يتجرأ أن يصارح نفسه بعيوبه دائمًا يشير لعيوبهم يضرب الأمثلة في فشل هذا

    وذاك ويصمت عند نجاحاتهم، ويلون نفسه بالمدائح والمواقف البطولية التي لم يسبقه

    سابقة عليها فهو المتخصص إن كان الحديث في التخصصات وهو المفكر إن كان الطرح

    في الأفكار وهو المنقذ لهم ساعة الأضرار وهو من يفهم ويحلل ويفسر كل شيء وكأنه

    جال الأرض عرضًا وطولًا لكنه مع هذا وللأسف لا يجيد إمساك القلم..


    أعرف مجتمعُا يؤمن بتعميم الانطباع الذاتي الشخصي على من يراه أفضل منه تعليمًا أو

    تدبيرًا أو أحسن قولًا أو فعلًا تجده يجتمع بشخوص معينة شخوص هو يعرفها جيدًا يعلم

    أنها لن تعارضه الرأي لن تغلق فمها المفتوح المعتاد لن تتوقف عن هز رأسها بصحيح

    ونعم وأحسنت وأصبت وهو كاذب والجميع يعلم ذلك..


    راقب كيف يرسخ هذا الانطباع الشخصي في أدمغتهم بحجج وأدلة واهية فعن الناجحين

    يقول مثلًا: أعرفه كان كذا أو أنه نال واسطة عظيمة جعلته كذا وعن الشعراء: اشترى

    ما يقول وعن الكتّاب: نقله أو سرق.


    أبدًا لن تسمع منه إلا ما هو أسوأ.! أما من حوله فهي بطانته التي يعرفها وكيف ستنقل

    لغيرها هذا الانطباع المعادي للنجاح تجدها ترسخ في من لا يعرف هذه الأطراف نظرية

    التعميم ضد هؤلاء “الناجحون” لمجرد انطباع ذاتي من شخص جاهل لا يستطيع أن

    يمسك القلم.


    أعرف مجتمعًا متعسفًا في الأحكام ضد السعداء لا يحترم خصوصية لهم، فضوليًا بالدرجة

    الأولى، ومستبد يريد أن يحكم هذا ويرجح ذاك؛ يفسر سعادة أي طرفين بالسطوة

    والسلطة، وتفهم الحياة والإنسجام بين الأفراد بالخزي والسحر والشعوذة، يروجون تلك

    الشائعات ويفصلون لك عمليات الشعوذة والسحر كيف تحدث وكيف تتم ومتى وعلاماتها

    وأشياء لا تستطيع أن تمررها قبل أن تطرح سؤالًا عريضًا كيف رصدوا شرحها بتلك

    الدقة؟ وكأنهم مارسوها بأنفسهم قبل ذلك! هؤلاء هم أتعس البشرية فالنقص الذي

    تواجهه عقلياتهم أو عواطفهم جعلتهم ينظرون لحياة وسعادة من حولهم! وحتى

    يستترون من هذا النقص والفضول ويهربون من الخلل النفسي تجد أصابع اتهامهم تمتد

    لمن حولهم دائمًا، وتدرك أنت حينها كيف نجحت سعادتك في أن تخرج صورتهم الحقيقة

    وتجرد عقولهم أمام المجتمع ذاته، هذا المجتمع هو خصمك وحكمك، يتصدر فيه النفاق

    الاجتماعي متى ما قرأت ذلك في وجوههم لا قلوبهم.


    أعرف مجتمعًا لا تفرق فيه بين المتعلم واللا متعلم إلا ما شاء الله؛ مجتمع يصنع النميمة

    في مجالسه ثم يروج لها تجد منهم من يفتي في أمر الجماعة يقبح رأي هذا ويستخف

    برأي الآخر يرى من نفسه المدينة الفاضلة وأنه وأهله شعب الله المختار ومنهم خارج

    هذه الخريطة أو الشجرة الفاضلة هم الأشرار الأنجاس.


    يسمع حديثك فيسيء السمع ثم يسيء الإجابة ويأخذ صغيرهم من كبيرهم ويتوارى

    الصادق عنهم ويتصدر المشهد أكذبهم ولا تستطيع حين تسمع الآراء أن تفرق بين

    متعلمهم وجاهلهم فالجميع يمضي عكس التيار على ذات النمط وذات الوتيرة.


    لن يخجل هذا المجتمع من صورته ولن تجد لمثل هذه المشاهد حلًا، فمن لم يتعلم

    الإصغاء لن يقبل النصيحة، من لم يتربى على احترام الرأي لن يراك صديقًا، ومن اعتبر

    العلم ورقة يكتب فيها أنه تعلم كذا وكذا ليجد من خلالها وظيفة يختزل فيها معيشته لن

    تستطيع أن تقنعه أن العلم سلوكًا وحضارة وما لم تؤثر فيه البيئة والحضارة لن تزعزعه

    محاولاتك، فابتعد إن استطعت وقدر ما تستطيع حاول أن تتجاهل صورة أصحاب هذا

    المجتمع فإن حاربوك كن متأكدًا جازمًا بنجاحك وإن تقربوك فعلم أنك توافقهم الشن

    والطبقة..


    الحل أن تهزم هؤلاء بصمتك، واصل أهدافك أكمل السلم وأصعد لا تتوقف مهما ثبطوك

    وقتلوا عزائمك وطعنوا أو شككوا في انجازاتك ولا تنسى أن تضيف هذه الهزيمة

    لنجاحاتك وأكتب ذلك بالقلم.


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Apr-07-2017, 12:00 AM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    كلمات فائدتها تمضى كطلقات الرصاص

    اسعد كثيرا بتوجهك الراقى وحسن اختيارك لموضوعات ذات أهميه وقيمه

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ماجد محمد آدم مشاهدة المشاركة
      كلمات فائدتها تمضى كطلقات الرصاص

      اسعد كثيرا بتوجهك الراقى وحسن اختيارك لموضوعات ذات أهميه وقيمه
      اشكرك على مرورك الراقي ومداخلتك الرائعه تحيتي
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق

      يعمل...
      X