• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة إلى المعلم القدوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة إلى المعلم القدوة




    رسالة إلى المعلم القدوة




    في مؤسساتنا التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات يفترض أن يجد طلابنا نماذج للاقتداء من قبل معلميهم، باعتبارهم المثال والقدوة والنموذج الأعلى، فدورهم لا ينتهي بانتهاء الموقف التعليمي، بل يمتد تأثيره على شخصياتهم وتشكيل مستقبلهم.
    والمعلم لا تتوقف مهمته في نقل المعلومات والمعارف الجديدة، وإلا فهذا الدور تقوم به التقنيات الحديثة بوسائطها الجذابة، لكن المعلم مهمته الأولى تنمية شخصية المتعلم وتعديل سلوكه ومشاعره وتجسيد القيم في واقعه اليومي وحياته المتجددة.
    وهذا يتطلب أن يكون لدى المعلم رصيد وافر من «الأمانة وحسن النية، والتحلي بالضمير المهني الحي والانضباط، وحسن المظهر، وبشاشة الوجه، والصدق والحلم»، وهي سمات رئيسية من ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم بالمملكة، كذلك يحتاج إلى مهارات تربوية في صياغة النموذج العملي الذي يقدمه للمتعلم.
    وهذه المهارات تُدرس طبقا لنظرية التعلم الاجتماعيSocial observational learning‫ أو التعلم بالنمذجة، والتي طُوّرت من عالمي النفس ألبرت باندورا وولترز (Bandura&Walters)، ويرى باندورا أن معظم السلوك الإنساني متعلم باتباع نموذج أو مثال حي وواقعي، وبملاحظة الآخرين تتطور الفكرة عن كيفية تكّون سلوك ما. ‬
    ويعد أسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية- النمذجة- في مواقف حية Overt modeling، من أفضل أساليب التعلم وأكثرها تأثيراً كما أثبتت الدراسات التربوية.
    وهو أسلوب سبقت إليه التربية الإسلامية، وفيها شواهد لا تحصى للرسول المعلم القدوة- صلى الله عليه وسلم- القائل: (إن الله لم يبعثني معنتاً، ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً، ميسراً). [صحيح مسلم].
    وقدم الرسول- صلى الله عليه وسلم- أسلوب النمذجة في صورة بيانات عملية للقدوة، وسنن عملية في مواقف الحياة المختلفة، كما استخدم القصص والأمثال ليشرح المواقف التعليمية التي تسهل عمليات التعلم.
    والتعلم بالاقتداء يمكن أن يتم من خلال تطبيقات تربوية لتحقيق أهداف مهمة منها:
    1- تنمية العادات الإيجابية والقيم والاتجاهات لدى المتعلمين، إما بشكل مباشر من خلال ممارستك بممارسة للسلوك أو القيمة المراد تعليمها.
    ومن الأمثلة النبوية في ذلك حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه- وفيه صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- على المنبر حيث يقول: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَيْهَا، وَكَبَّرَ وَهْوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَهْوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِى أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صَلاَتِى»). [صحيح البخارى].
    كما يمكن تحقيق ذلك الهدف باختيار نماذج من الطلبة المميزين ممن يمارسون مثل هذه العادات الإيجابية والقيم.
    ومثالها في القدوة النبوية، ما رواه حذيفةـ رضي الله عنه- قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثنّ إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمينٍ، حق أمين. قال: فاستشرف لها الناس، قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح وأخذ بيده فقال: «هذا أمين هذه الأمة» [رواه البخاري ].
    كذلك تستطيع تقديم نموذج للاقتداء باستخدام القصص والروايات والسير الهادفة والتي تكفل توفير نماذج مثالية للمتعلمين، ومن أمثلة ذلك ما قصه رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ: «لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ؛ فَشَكَرَ الله لَهُ؛ فَغَفَرَ لَهُ». قَالُوا:«يَا رَسُولَ الله، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟» قَالَ: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ». [رواه البخاري].
    2- تنمية المهارات الاجتماعية والاحترافية المتعلقة بتدريس المواد الأكاديمية باستخدامك للنماذج المباشرة في أدائك للمهارة أمام الطلاب، أو غير المباشرة من خلال أشخاص آخرين أو بعرض الأفلام التعليمية والصور.
    3- تعديل السلوك لدى الطلاب، من خلال تعزيز نماذج القدوة في طلابك الذين يظهرون سلوكا إيجابيا وأن تثير الدافعية للآخرين لممارسة مثل هذا السلوك.
    عزيزي المعلم أذكرك بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقنوهم) أي علموهم. [رواه ابن ماجة في سننه وحسنه الألباني].
    كن متسقا في كلامك وسلوكك، وقدم لطلابك ما يصلحهم في دينهم ودنياهم، فلا يستقيم الظل والعود أعوج!!





    د. عادل غنيم
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Feb-25-2017, 02:37 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      كلام جميل
      ونقل اجمل يابو معيض الله يعطيك العافية

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
        شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...
        العفوبارك الله فيك شكرالك
        كل العطور سينتهي مفعولها
        ويدوم عطر مكارم
        الأخلاق

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائض بن سعيد مشاهدة المشاركة
          كلام جميل
          ونقل اجمل يابو معيض الله يعطيك العافية
          الله يعافيك ومرورك الأجمل بارك الله فيك شكرالك
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق


          • #6
            مشكور والله يعطيك الف عافيه
            ]


            ]

            تعليق


            • #7
              الله يعطيك الف عافيه

              تعليق


              • #8
                شكرا جزيلا على الطرح القيم

                بارك الله فيك

                تعليق

                يعمل...
                X