• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كن دائما ابن المعجزة,

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كن دائما ابن المعجزة,

    كُل عآقِل مُنصِف لآ يسعه إلّا التَصدِيق بِرسآلَة النَبي صلّى الله عليِه وسلّم, ذلِك أنَّ الامآرات الكثِيرة شآهِدة نآطِقة بِصدقَه.
    وَلآ رَيب أنَّ شَهآدَة المُخالِف لَها مَكآنتها, فَالفضل -كَما قيل- مآ شهَدت بِه الأعداء.

    وفِيما يَلي شَهآدة لِلفيلسوف الإنجلِيزي الشَهير "تومآس كارليل" الحآئِز عَلى جآئِزة نوبل, حَيث قآل فِي كِتآبه "الأبطال" كَلآماً طَويلاً عَن النَبي صلّى الله عَليه وسلّم,
    ومِن ذلِك قولِه: "لَقد أصبَح مِن أكبَر العار عَلى أي فَرد مُتحدّث هذا العصر أن يُصغِي إلى مَا يُقال مِن أنَّ دِين الإسلآم كذِب, وأنَّ مُحمّد خدّاع مُزوّر.

    وإنَّ لَنا أن نُحارِب ما يُشاع مِن مثل هذِه الأقوال السَخيفة المُخجِلة, فإنَّ الرِسالة الّتِي أدّاها ذلِك الرَسول ما زالَت السِراج المُنير مُدّة اثنَي عشر قَرناً لِنَحو مِائتَي مَليون مِن الناس, أفكان أحدَكُم يظُن أنَّ هذِه الرِسالة الّتِي عاشَ بِها وماتَ عَليها هذِه المَلايين الفائِقَة الحَصر والإحصاء أكذوبَة وخُدعَة؟!
    أمّا أنا فَلا أستَطيع أن أرى هذا الرأي أبداً, وَلو أنَّ الكَذِب والغِش يُروَّجان عِندَ خَلق الله هَذا الرَواج, ويُصادفان مِثل هّذا القَبول, فَما الناس إلّا بُله مَجانِين, فَوا أسفا! مَا أسوأ هَذا الزَعم, ومَا أضعف أهلَه, وأحقُّهم بِالرثاء والرَحمة.

    وبَعد ...
    فَعلى مَن أراد أن يَبلغ منزِلة ما فِي عُلوم الكائِنات ألّا يُصدِّق شيئاً البتَّة مِن أقوال أولئِك السُفَهاء, فَإنّها نَتائِج جِيل كُفر, وعَصر جحود وإلحَاد, وَهيَ دَليل عَلى خُبث القُلوب, وفَساد الضَمائِر, ومَوت الأرواح فِي حَياة الأبدان.
    ولعلَّ العالَم لم يرَ قط رأياً أكفَر مِن هذا وألأم, وهَل رأيتُم قَط مَعشر الإخوان, أنَّ رجُلاً كاذِباً يَستطِيع أن يوجِد ديناً ويَنشُرَه علناً؟
    والله إنَّ الرجُل الكاذِب لا يَقدِر أن يَبنِي بيتاً مِن الطوب, فَهو إذا لَم يكُن عليماً بِخصائِص الجِير, والجَص , والتُراب, وما شاكَل ذلِك -فَما ذلِك الّذي يَبنِيه بِبَيت, وإنّما هوَ تل مِن الأنفاق, وكَثيب مِن أخلاط المَواد.
    نَعم, وليسَ جديراً أن يَبقى على دعائِمه اثنَي عَشر قَرنا يسكُنَه مِائتا مَليون مِن الأنفُس, ولكِنُّه جَدير أن تَنهار أركانه, فَينهدِم, فكأنَّه لَم يكُن"

    إلى أن قال: "وعَلى ذلِك, فَلسنا نعُدُّ مُحمَّداً هذا قَط رجُلاً كاذِباً مُتصنِّعا, يَتذرَّع بِالحِيَل والوَسائِل إلى بِغيتُه, ويطمَح إلى دَرجة مُلك أو سُلطان, أو إلى غَير ذلِك مِن الحَقائِر.
    وَما الرِسالة الّتِي أدّاها إلّا حقٌ صراح, وَما كِلمتُه إلّا قَولٌ صادِق.
    كلّا, (مَا مُحمَّدٌ بِالكاذِب) وَلا المُلفِّق, وهذِه حَقيقة تدفَع كُل باطِل, وَتدحَض حُجَّة القَوم الكافِرين.
    ثُمَّ لا نَنسى شيئاُ آخَر, وهوَ أنُّه لَم يتلقَّ دُروساً عَلى اُستاذ ابداً, وَكانَت صِناعَة الخَط حَديثة العَهد إذ ذاك فِي بِلاد العَرب -وعَجيب وأيَّم الله أُمّيَة العَرب- ولَم يقتبِس مُحمَّد مِن نور أي إنسَان آخَر, ولَم يغترِف مِن مَناهِل غيرُه, ولَم يَكُن إلّا كَجمِيع أشباهُه مِن الأنبِياء والعُظَماء, أُولئِك الّذِينَ أُشبِّهَهُم بِالمَصابِيح الهادِيَة فِي ظُلُمات الدهور.
    وقَد رأيناه طولَ حياتِه راسِخ المَبدأ, صادِق العَزم بَعيداً, كريماً برّاً, رؤوفاً, تقيّاً, فاضِلاً, حُرّاً, رَجُلاً, شَديد الجد, مُخلِصاً, وَهو مَع ذلِك سَهل الجانِب, ليِّن العَريكة, جَم البِشر والطَلاقَة, حَميد العِشرَة, حُلو الإيناس, بَل رُبَّما مازَح وداعَب, وَكان -عَلى العُموم- تُضِيء وَجهه إبتِسامَة مُشرِقة مِن فُؤاد صادِق, لِأنَّ مِن الناس مَن تكون إبتِسامَتُه كاذِبة كَكذِب أعمالُه وأقوالُه".

    إلى أن قال: "كانَ عادِلاً, صادِق النيَّة, كانَ ذكِي اللُّب, شَهم الفُؤاد, لوذعيّاً, كأنَّما بَين جَنبَتيه مَصابِيح كلِّ لَيل بَهيم, مُمتلِئاً نورا, رجُلاً عَظيماً بِفطرَتُه, لَم تُثقِّفه مَدرسة, وَلا هذَّبه مُعلِّم, وَهوَ غَنِّيٌ عَن ذلِك.
    وَيَزعم المُتَعصِّبون مِن النَصارى والمُلحِدين أنَّ مُحمّداً لَم يكُن يُرِيد بِقيامُه إلّا الشُهرَة الشَخصيَّة, ومفاخر الجاه والسُلطان.
    كلّا -وأيَّم الله- لَقد كانَ فِي فُؤاد ذلِك الرَجُل إبن القفار والفلوات, المُتوَقِّد المُقلَتَين, العَظيم النَفس, المَملوء رَحمة وخَيراً وحِكمَة, وحِجَيّ -أفكار غَير الطَمَع الدُنيَوي, ونَوايا خلاف طَلب السُلطة والجاه, وكَيف لا, وَتِلكَ نَفس صامِتة كَبيرة, وَرجُل مِن الَّذين لا يُمكِنَهم إلّا أن يَكونوا مُخلِصين جادِّين, فَبينما تَرى آخَرين يَرضون الإصطِلاحات الكاذِبَة, ويَسيرون طَبق الإعتِبارات البَاطِلة إذ تَرى مُحمَّداً لَم يرضَ أن يتلَفَّع بِمألوف الأكاذِيب, ويتوَشَّح بِمُبتَدع الأباطِيل.
    لَقد كانَ مُنفَرِداً بِنَفسِه العَظيمَة, وَبِحَقائِق الأُمور والكائِنات, لَقد كانَ سِرّ الوجود يَسطع لِعَينَيه -كما قُلت- بِأهوالُه, ومَخاوِفُه, ورَوانِقُه, ومَباهِرُه, ولَم يكُن هُناك مِن الأبَاطِيل ما يحجُب ذَلِك عَنه, فَكان لِسان حال ذلِك السِر الهائِل يُناجِيه: ها أنا ذا, فَمثل هَذا الإخلاص لا يَخلو مِن مَعنى إلَهِي مُقدَّس, فَإذا تَكلَّم هَذا الرَجُل فَكُل الآذان بِرُغمَها صاغِيَة, وَكُل القُلوب واعِيَة, وَكُل كَلام ما عَدا ذَلِك هَباء, وَكُل قَول جَفاء".

    إلى أن قال: "إذاُ فَلنَضرِب صفحاً عَن مذهَب الجائِرين أنَّ مُحمَّداً كذَّاب, ونَعُد مُوافَقتَهُم عاراً, وسَبة, وسَخافة, وحُمقاً فَلنربأ بِأنفُسَنا عَنه".

    إلى أن قال: "وَإنَّ دِيناً آمَن بِه أُولئِك العَرَب الوَثنيّون, وأمسَكوه بِقُلوبَهُم الناريَّة لَجَدِيرأن يَكون حَقّا, وجَدير أن يُصدَّق بِه".
    وَأنّما أودَع هذا الدِين مِن القَواعِد هو الشَيء الوَحيد الّذي لِلإنسان أن يُؤمِن بِه.
    وَهذا الشَيء هُوَ روح جَمِيع الأديان, وَرُوح تَلبِس أثواباً مُختلِفَة, وأثواباً مُتعّدِّدة وَهِي فِي الحَقيقة شَيء واحِد.
    وبِاتِّباع هذِه الروح يُصبِح الإنسان إماماً كَبيراً جارِياً عَلى قَواعِد الخالِق, تابِعاً لِقوانينُه, لا مُجادِلاً عبثاً أن يُقاوِمَها ويُدافِعَها.
    لَقد جاء الإسلام عَلى تِلك المِلَل الكاذِبَة, والنِحَل الباطِلة, فابتَلعَها, وحُقَّ لهُ ان يَبتَلِعها, لِأنَّهُ حَقيقَة, وَما كان يظهر الإسلام حَتّى احتَرقت فِيه وثنيَات العَرب, وجَدليّات النَصرانيَّة, وَكُل ما لَم يكُن بِحَق, فَإنَّها حَطبٌ مَيّت".

    إلى أن قال: "أيزعَم الأفّاكون الجَهَلة أنَّهُ مُشَعوِذ وَمُحتال؟
    كلّا, ثُمَّ كلّا, ما كانَ قَط ذلِك القَلب المُحتَدِم الجائِش كأنَّهُ تَنّور فِكر يَضور وَيتأجَج -لَيَكون قَلب مُحتال ومُشعوِذ, لَقد كانَت حياتُه فِي نَظرِه حَقّا, وَهذا الكَون حَقيقَة رائِعَة كَبِيرَة".

    إلى أن قال: "مِثل هذِه الأقوَال, وَهذِه الأفعال تُرِينا فِي مُحَمَّد أخ الإنسانِيَّة الرَحيم, أخانا جَميعاً الرَؤوف الشَفيِق, وَابن أُمَّنا الأولَى, وأبِينا الأوَّل.
    وإنَّنِي لَأُحِب مُحمَّداً لِبراءَة طَبعُه مِن الرِياء والتصنُّع, وَلَقد كانَ إبنُ القفار رَجُلاً مُستَقِل الرأي, لا يَقول إلّا عَن نفسه, ولَا يَدَّعِي ما لَيسَ فِيه, ولَم يَكُن مُتكَبِّراً, وَلكِنَّه لَم يَكُن ذَلِيلاً ضَرِعا, يُخاطِب بِقَولِه الحُر المُبِين قَياصِرة الروم وأكاسِرة العَجم, يُرشِدَهُم إلى ما يَجِب عَليهم لِهَذِه الحَياة, ولِلحَياة الآخِرة, وَكان يَعرف لِنفسِه قَدرَها.
    ولَم تَخلُ الحروب الشَدِيدة الّتِي وَقعَت لَه مَع الأعراب مِن مَشاهِد قوَّة, ولَكِّنَها كَذلِك لَم تخلُ مِن دَلائِل رَحمَة وغُفران, وَكان مُحَمَّد لا يَعتذِر مِن الأولَى, وَلا يَفتَخِر بِالثانِيَّة".

    إلى أن قال: "وَما كان مُحَمَّد بِعابِثٍ قَط, وَلا شابَ شَيئاً مِن قَولِهِ شائِبَةً لَعِبٍ و لَهو, بَل كان الأمر عِنده أمر خُسران وَفَلاح, وَمَسألة فَناء و بَقاء, وَلَم يَكُن مِنه بِإزائِها إلّا الإخلاص الشَديد, والجَد المَرير.
    فأمّا التَلاعُب بِالأقوال, والقَضايا المَنطِقيَّة, والعَبَث بِالحَقائِق -فَما كان مِن شأنِهِ قَط, وذَلِك عِندِي أفظَع الجَرائِم, إذ لَيس هُو إلّا رَقدة القَلب, ووَسَن العَين عَن الحَق, وَعِيشَة المَرء فِي مَظاهِر كاذِبَة.
    وَفِي الإسلام خِلَّة أراها مِن أشرَف الخِلال وأجلَّها, وَهِي التَسوِيَة بَين الناس, وهَذا يَدُل عَلى أصدَق النَظر, وأصوَب الرأي, فنَفس المُؤمِن رابِطَة بِجَميع دوَل الأرض, والنَاس فِي الإسلام سَواء".

    إلى أن قَال: "وَسِع نورَه الأنحاء, وعَمَّ ضَوؤه الأرجاء, وعَقد شُعاعه الشَمال بِالجَنوب, والمَشرِق بِالمَغرِب, وَما هُو إلّا قَرن بَعد هذا الحادِث حَتّى أصبَح لِدَولة العَرَب رَجُلٌ فِي الِهند, وَرجُلٌ فِي الأندَلُس, وأشرَقَت دَولة الإسلام حُقُباً عَديدَة, ودهوراً مَديدَة بِنور الفَضل والنُبل, والمروءَة, والبَأس, والنَجدة, ورَونَق الحَق والهُدى عَلى نصف المَعمورَة".





  • #2
    بارك الله فيك وفي جهودك المباركه

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أم خالد يعطيكِ العافية
        كل العطور سينتهي مفعولها
        ويدوم عطر مكارم
        الأخلاق

        تعليق


        • #5
          شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


          تعليق


          • #6
            الله يعافيك على الموضوع المفيد ويجزاك عنا كل خير
            الشكر والإمتنان لك

            تعليق

            يعمل...
            X