شرح حديث: هل رأيت ربك؟
• عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: "نُورٌ أَنَّىٰ أَرَاهُ"؟.
• وفي رواية: "رَأَيْتُ نُوراً". رواه مسلم.
ترجمة رواة الأحاديث:
• ابن مسعود رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الحادي والثلاثين من كتاب الإيمان.
• أبو هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.
• وابن عباس رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث السابع من كتاب الإيمان.
• وعائشة رضي الله عنها تقدمت ترجمتها في الحديث المائة وعشرين من كتاب الإيمان.
• وأبو ذر رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثاني والأربعين من كتاب الإيمان.
تخريج الأحاديث:
• حديث ابن مسعود أخرجه مسلم حديث (174)، وأخرجه البخاري في " كتاب التفسير" " باب ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴾" حديث (4856)، وأخرجه الترمذي في " كتاب تفسير القرآن" " باب ومن سورة النجم" حديث (3277).
• وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجه مسلم حديث (175) وانفرد به.
• وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأخرجه مسلم، حديث (176) وانفرد به.
• وأما حديث عائشة رضي الله عنها فأخرجه مسلم، حديث (177)، وأخرجه البخاري، في " كتاب التفسير" " باب ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾" حديث (4612)، وأخرجه الترمذي في " كتاب التفسير" " باب ومن سورة الأنعام" حديث (3068)
• وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه فأخرجه مسلم، حديث (178)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه الترمذي في "كتاب تفسير القرآن" " باب ومن سورة النجم" حديث (3282).
شرح ألفاظ الأحاديث:
• (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى): حين سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح، وفي رواية أخرى أن ابن مسعود رضي الله عنه أخبرهم بذلك حين سئل عن قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ وفي رواية أخرى أن ابن مسعود رضي الله عنه أخبرهم بذلك حين سئل عن قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ (النجم:18).
وكل الروايات رواها الإمام مسلم، وعليه فابن مسعود صلى الله عليه وسلم يرى أن المقصود بها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام.
قال ابن كثير رحمه الله:" وقوله تعالى ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ أي فاقترب جبريل عليه السلام إلى محمد لما هبط عليه إلى الأرض، حتى كان بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أي: بقدرهما إذا مُدّ. قاله مجاهد وقتادة، وقد قيل: إن المراد بذلك بُعد ما بين وتر القوس إلى كبدها، وقوله تعالى ﴿ أَوْ أَدْنَى ﴾ قد تقدم أن هذه الصيغة تستعمل في اللغة لإثبات المخبر عنه ونفي ما زاد عليه... وهذا الذي قلناه... هو قول أم المؤمنين عائشة وابن مسعود وأبي ذر وأبي هريرة – رضي الله عنه - وهو اختيار ابن كثير. [انظر تفسير ابن كثير (7/ 447)، (8/ 339)، وانظر تفسير السعدي ص (818)].
والقول الثاني: أن المراد دنو الله عز وجل من محمد صلى الله عليه وسلم.
قال البغوي رحمه الله:" وقال آخرون: ثم دنا الرب عز وجل من محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى، فقرب منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى" [تفسير البغوي (7 / 401)].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ فإن الرؤية هنا قيل فيها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه ومن معه من الصحابة - رضوان الله عليهم -، وقيل رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا، وهو قول ابن عباس- رضي الله عنهما -كما في الرواية الأخرى عند مسلم.
قال السعدي رحمه الله: "﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ أي اتفق فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤيته على الوحي الذي أوحاه الله إليه، وتواطأ عليه سمعه وقلبه وبصره... وقيل: إن المراد بذلك رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه ليله الإسراء، وتكليمه إياه، وهذا اختيار كثير من العلماء رحمهم الله، فأثبتوا بهذا رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا ولكن الصحيح القول الأول وأن المراد به جبريل كما يدل عليه السياق" [تفسير السعدي ص (818)].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ جرى فيها القولان قيل: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام وهو قول عائشة رضي الله عنها ومن معها من الصحابة كأبي هريرة رضي الله عنه كما في أحاديث الباب وهو قول جماعة من التابعين كمجاهد وقتادة والربيع بن أنس وعطاء بن أبي رياح، وقيل: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا وهو قول ابن عباس كما في حديث الباب. [انظر تفسير ابن كثير (7/ 453)].
قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ أي رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية، بل استدل بهذه الآية على أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه جل وعلا، قال ابن كثير رحمه الله: " استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية بتلك الليلة لم تقع؛ لأنه قال ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك ولقال ذلك للناس" [تفسير ابن كثير (7/ 454)].
• (فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ): كنية مسروق.
• (أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ): قال القرطبي رحمه الله:" الفرية: هي الافتراء، وهو اختلاق الكذب وما يقبح التحدث به" [المفهم (1/ 403)].
• (مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ): أي من زعم أنه رأى ربه يقظة ببصره ليلة الإسراء والمعراج فقد أعظم الفرية.
• (أَنْظِرِينِي): أي أمهليني واتركي لي فرصة لأتكلم.
• (وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ): أي رأى جبريل، قال ابن كثير رحمه الله:"﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾ يعني: ولقد رأى محمد جبريل عليه السلام الذي يأتيه بالرسالة عن الله عزوجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح " بِالأُفُقِ الْمُبِينِ" أي البيّن" [تفسير ابن كثير (8/ 339)].
• (غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ): أي لم يره غير هاتين مرتين: الأولى وقعت في الأرض قبل الإسراء، والثانية في السماء عند سدرة المنتهى.
• (سَادّاً): أي مغطياً.
• (نُورٌ أَنَّىٰ أَرَاهُ): استفهام إنكاري بمعنى النفي، أو تعجبي، و" أَنَّىٰ" بمعنى كيف الاستفهامية، أي: نور كيف أراه؟
من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى: في الأحاديث مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الإسراء والمعراج، فقد اختلف العلماء سلفهم وخلفهم في ذلك على عدة أقوال:
القول الأول: التوقف، لعدم المرَجِّح من الأدلة، وتكافؤ ما ورد منها، واختار بعض أهل العلم منهم القرطبي حيث قال:" ليس في ذلك دليل قاطع، وغاية المستدل على نفي ذلك أو إثباته التمسك بظواهر متعارضة مُعَرَّضة للتأويل" [المفهم 1/ 402-403].
القول الثاني: أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه.
وهذا هو قول ابن عباس رضي الله عنه كما في حديث الباب، واختاره ابن خزيمة، والنووي. [انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص 226) وشرح مسلم للنووي (3 / 9)].
واستدلوا: بما رواه الترمذي وقال: " حسن غريب " ورواه النسائي في الكبرى، أن ابن عباس ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه، ويشكل على هذا ما جاء في حديث الباب من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده مرتين.
• عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: "نُورٌ أَنَّىٰ أَرَاهُ"؟.
• وفي رواية: "رَأَيْتُ نُوراً". رواه مسلم.
ترجمة رواة الأحاديث:
• ابن مسعود رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الحادي والثلاثين من كتاب الإيمان.
• أبو هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.
• وابن عباس رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث السابع من كتاب الإيمان.
• وعائشة رضي الله عنها تقدمت ترجمتها في الحديث المائة وعشرين من كتاب الإيمان.
• وأبو ذر رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثاني والأربعين من كتاب الإيمان.
تخريج الأحاديث:
• حديث ابن مسعود أخرجه مسلم حديث (174)، وأخرجه البخاري في " كتاب التفسير" " باب ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴾" حديث (4856)، وأخرجه الترمذي في " كتاب تفسير القرآن" " باب ومن سورة النجم" حديث (3277).
• وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجه مسلم حديث (175) وانفرد به.
• وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فأخرجه مسلم، حديث (176) وانفرد به.
• وأما حديث عائشة رضي الله عنها فأخرجه مسلم، حديث (177)، وأخرجه البخاري، في " كتاب التفسير" " باب ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾" حديث (4612)، وأخرجه الترمذي في " كتاب التفسير" " باب ومن سورة الأنعام" حديث (3068)
• وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه فأخرجه مسلم، حديث (178)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه الترمذي في "كتاب تفسير القرآن" " باب ومن سورة النجم" حديث (3282).
شرح ألفاظ الأحاديث:
• (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى): حين سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح، وفي رواية أخرى أن ابن مسعود رضي الله عنه أخبرهم بذلك حين سئل عن قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ وفي رواية أخرى أن ابن مسعود رضي الله عنه أخبرهم بذلك حين سئل عن قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ (النجم:18).
وكل الروايات رواها الإمام مسلم، وعليه فابن مسعود صلى الله عليه وسلم يرى أن المقصود بها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام.
قال ابن كثير رحمه الله:" وقوله تعالى ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ أي فاقترب جبريل عليه السلام إلى محمد لما هبط عليه إلى الأرض، حتى كان بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أي: بقدرهما إذا مُدّ. قاله مجاهد وقتادة، وقد قيل: إن المراد بذلك بُعد ما بين وتر القوس إلى كبدها، وقوله تعالى ﴿ أَوْ أَدْنَى ﴾ قد تقدم أن هذه الصيغة تستعمل في اللغة لإثبات المخبر عنه ونفي ما زاد عليه... وهذا الذي قلناه... هو قول أم المؤمنين عائشة وابن مسعود وأبي ذر وأبي هريرة – رضي الله عنه - وهو اختيار ابن كثير. [انظر تفسير ابن كثير (7/ 447)، (8/ 339)، وانظر تفسير السعدي ص (818)].
والقول الثاني: أن المراد دنو الله عز وجل من محمد صلى الله عليه وسلم.
قال البغوي رحمه الله:" وقال آخرون: ثم دنا الرب عز وجل من محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى، فقرب منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى" [تفسير البغوي (7 / 401)].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ فإن الرؤية هنا قيل فيها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه ومن معه من الصحابة - رضوان الله عليهم -، وقيل رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا، وهو قول ابن عباس- رضي الله عنهما -كما في الرواية الأخرى عند مسلم.
قال السعدي رحمه الله: "﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ أي اتفق فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤيته على الوحي الذي أوحاه الله إليه، وتواطأ عليه سمعه وقلبه وبصره... وقيل: إن المراد بذلك رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه ليله الإسراء، وتكليمه إياه، وهذا اختيار كثير من العلماء رحمهم الله، فأثبتوا بهذا رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا ولكن الصحيح القول الأول وأن المراد به جبريل كما يدل عليه السياق" [تفسير السعدي ص (818)].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾ جرى فيها القولان قيل: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام وهو قول عائشة رضي الله عنها ومن معها من الصحابة كأبي هريرة رضي الله عنه كما في أحاديث الباب وهو قول جماعة من التابعين كمجاهد وقتادة والربيع بن أنس وعطاء بن أبي رياح، وقيل: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا وهو قول ابن عباس كما في حديث الباب. [انظر تفسير ابن كثير (7/ 453)].
قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ أي رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية، بل استدل بهذه الآية على أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه جل وعلا، قال ابن كثير رحمه الله: " استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية بتلك الليلة لم تقع؛ لأنه قال ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴾ ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك ولقال ذلك للناس" [تفسير ابن كثير (7/ 454)].
• (فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ): كنية مسروق.
• (أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ): قال القرطبي رحمه الله:" الفرية: هي الافتراء، وهو اختلاق الكذب وما يقبح التحدث به" [المفهم (1/ 403)].
• (مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ): أي من زعم أنه رأى ربه يقظة ببصره ليلة الإسراء والمعراج فقد أعظم الفرية.
• (أَنْظِرِينِي): أي أمهليني واتركي لي فرصة لأتكلم.
• (وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ): أي رأى جبريل، قال ابن كثير رحمه الله:"﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾ يعني: ولقد رأى محمد جبريل عليه السلام الذي يأتيه بالرسالة عن الله عزوجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح " بِالأُفُقِ الْمُبِينِ" أي البيّن" [تفسير ابن كثير (8/ 339)].
• (غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ): أي لم يره غير هاتين مرتين: الأولى وقعت في الأرض قبل الإسراء، والثانية في السماء عند سدرة المنتهى.
• (سَادّاً): أي مغطياً.
• (نُورٌ أَنَّىٰ أَرَاهُ): استفهام إنكاري بمعنى النفي، أو تعجبي، و" أَنَّىٰ" بمعنى كيف الاستفهامية، أي: نور كيف أراه؟
من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى: في الأحاديث مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الإسراء والمعراج، فقد اختلف العلماء سلفهم وخلفهم في ذلك على عدة أقوال:
القول الأول: التوقف، لعدم المرَجِّح من الأدلة، وتكافؤ ما ورد منها، واختار بعض أهل العلم منهم القرطبي حيث قال:" ليس في ذلك دليل قاطع، وغاية المستدل على نفي ذلك أو إثباته التمسك بظواهر متعارضة مُعَرَّضة للتأويل" [المفهم 1/ 402-403].
القول الثاني: أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه.
وهذا هو قول ابن عباس رضي الله عنه كما في حديث الباب، واختاره ابن خزيمة، والنووي. [انظر كتاب التوحيد لابن خزيمة (ص 226) وشرح مسلم للنووي (3 / 9)].
واستدلوا: بما رواه الترمذي وقال: " حسن غريب " ورواه النسائي في الكبرى، أن ابن عباس ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه، ويشكل على هذا ما جاء في حديث الباب من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده مرتين.
تعليق