• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها"

    شرح حديث

    "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها"


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ نَفْسا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا ﴾.

    ترجمة راوي الحديث:
    أبو هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.

    تخريج الحديث:
    أخرجه مسلم حديث (157)، وأخرجه البخاري في " كتاب التفسير" " باب ﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ ﴾ (الأنعام:150)"، حديث (4635)، وأخرجه أبو داود في" كتاب الملاحم" " باب أمارات الساعة " حديث (4312)، وأخرجه ابن ماجه في " كتاب الفتن " " باب طلوع الشمس من مغربها" حديث (4068).

    شرح ألفاظ الحديث:
    (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ): الساعة في الأصل الجزء المعروف من الزمن، والمراد بها هنا القيامة، سميت بذلك لسرعة قيامها، أو لأنها عند الله تعالى كساعة من نهار.
    ( فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ): جاء عند البخاري" فإذا رآها الناس آمن مَن عليها" أي آمن مَن على الأرض من الناس.

    رابعاً: من فوائد الحديث:
    الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن طلوع الشمس من مغربها علامة من علامات الساعة الكبرى، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام:١٥٨] ودلت الأحاديث ومنها حديث الباب على أن المراد ب (بَعْضُ آيَاتِ) طلوع الشمس من مغربها، وفي صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن الصحابة رضي الله عنهما تذاكروا الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها،..." الحديث.
    ولقد جاءت النصوص في الحث على التوبة والعمل الصالح قبل طلوع الشمس من مغربها وقيام الساعة ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:" بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان، والدابة..." الحديث رواه مسلم.

    الفائدة الثانية: في الحديث دلالة على أن الناس إذا رأوا طلوع الشمس من مغربها أيقنوا بالغيب وآمنوا به، لكن هذا بعد المشاهدة ولذا لا ينفعهم إيمانهم ولا توبتهم؛ لأن الإيمان إنما يكون بالغيب، وهذا ما امتدح الله به أهل الإيمان ورتب عليه أركان الإيمان، وأما الإيمان بعد المشاهدة فلا ينفع ولذا فرعون حين أدركه الغرق وشاهد اليقين قال:﴿ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس:90] لكن إيمانه لم ينفعه قال الله: ﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾[يونس:91].

    وكذلك التوبة فإنها لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها، ولذا من شروط قبول التوبة أن تكون في وقتها، ووقتها: قبل طلوع الشمس من مغربها وهذا الأول لحديث الباب، ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" رواه مسلم، ومفهومه أن من تاب بعد ذلك لن تقبل توبته، وفي سنن أبي داود رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها".
    وعند مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً:" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسي الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
    والنصوص دلت على أن التوبة بعد طلوع الشمس لا تقبل، والوقت الثاني الذي لا تقبل فيه التوبة عند الاحتضار والغرغرة، دل على ذلك الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [التوبة:18].

    قال السعدي رحمه الله:" توبة الله على عباده نوعان: توفيق منه للتوبة، وقبول بعد وجودها... فإن الله يقبل توبة العبد إذا تاب قبل معاينة الموت والعذاب قطعاً، وأما بعد حضور الموت فلا يقبل من العاصين توبة ولا من الكفار رجوع" [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص (171)].
    ويشهد لذلك ما رواه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر".
    قال ابن حجر رحمه الله:" وقال ابن عطية في هذا الحديث دليل على أن المراد بالبعض في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ﴾ طلوع الشمس من المغرب وإلى ذلك ذهب الجمهور... وقال القاضي عياض: المعنى لا تنفع توبة بعد ذلك، بل يختم على عمل كل أحد بالحالة التي هو عليها، والحكمة في ذلك أن هذا أول ابتداء قيام الساعة بتغير العالم العلوي فإذا شوهد ذلك حصل الإيمان الضروري بالمعاينة، وارتفع الإيمان بالغيب، فهو كالإيمان عند الغرغرة وهو لا ينفع، فالمشاهدة لطلوع الشمس من المغرب مثله" [الفتح (11/ 353)].

    مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)




    الالوكة

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير على حسن الاختيار بارك الله فيك




        تعليق


        • #5
          عافاك الله على الموضوع والطرح الموفق
          تسلم يمناك ولك خالص التحية


          تعليق


          • #6

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيكم ويعطيك العافية وتسلم الايادي
                طرح رائع وانتقاء أروع لاهنت
                ننتظر مزيداً من جديدك المميز
                دمت بحفظ الرحمن
                * أمل الغد كانت هنا *

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك جزاك الله خيراا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X