• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمطروها هجاء وما ظلمت!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمطروها هجاء وما ظلمت!


    أمطروها هجاء وما ظلمت!



    أظمتني الدنيا فلما جئتها،،، مستسقيا، مطرت عليَّ مصائبا!

    على كثرة أبيات المتنبي التي هجا بها الدنيا وبكى فيها حظه منها، لم أجد بيتا تقطر من بين كلماته مشاعر الخيبة سوداء مرة، كهذا البيت، بيت يطبق عليه الظلام، وتتدثر أحرفه بالتشاؤم، يعكس ما كان في نفس المتنبي من الشقاء والشعور الحارق بالحرمان وعدم الرضا.

    أن تخذل الدنيا أهلها فلا تنيلهم كل ما يطمعون فيه، هي حقيقة هذه الدنيا وسنتها التي ارتضاها لها الله، فليس كل ما يطمع فيه الإنسان يحصل عليه، ينال شيئا، وتفوته أشياء، على هذا فطر الله الدنيا، وهكذا أراد لخلقه. لكن كثيرا من الناس لا
    مواضيع أخرى
    يرضون بذلك، وكلما تبخرت أحلامهم، اتهموا الدنيا بخذلانهم فأمطروها هجاء.

    بطبيعة الحال، ليس المتنبي وحده من يتصف بمثل هذه الصفة، هناك كثيرون مثله، لا يرون من الحياة سوى وجهها الأسود، تشرق عليهم شمس النهار زاهية فلا يرون ما فيها من جمال الضياء، ولا ما يتمتعون به من نعمة الإبصار، وإنما يرون فقط وهج الشمس وحرارتها، تجدهم دائما ناقمين، لا يشعرون بالرضا مهما حسن حالهم وأغدق الله عليهم من نعمه.

    حين تكثر الأطماع ولا تتحقق، أو لا يتحقق منها سوى القليل، يستعر العطش، وتتقد نار الإحساس بالحرمان، فتتولد النقمة في الصدر، والنتيجة هي الانقباض والاكتئاب، تتضخم الصغائر حتى لتبدو أتفه الأحداث في حجم فيل وثقل جبل، وحين يثقل الحمل على صاحبه يسقطه، وما أكثر الساقطين الذين لم يستطيعوا تحمل الأثقال التي يلقون بها فوق ظهورهم.

    ما يصيب الإنسان من الحرمان لا يخرج عن أحد حالين: إما أن يكون حرمانا لا حيلة له في دفعه كفقد حبيب أو إصابة بإعاقة أو مرض مستعص وما شابه ذلك، وليس له سوى أن يستسلم لأمر خالقه محتسبا صابرا ولن يضيع الله أجره. وإما أن يكون حرمانا موقتا كالفشل في الدراسة أو الخسارة في التجارة أو التعرض للظلم أو ما شابهه، وهذا بالامكان التغلب عليه بالعمل والمثابرة الجادة على تغييره إلى ما هو أفضل، وما للدنيا من ذنب في كلا الحالين.

    لو أن الإنسان آمن وسلم بأن ما يصيبه من خير أو شر، إنما هو بقضاء الله وليس لأحد يد فيه، لما عاتب حظه ولا هجا الدنيا، ولأنقذ نفسه من الشعور الدائم بالتعاسة والشقاء، وهذا هو الأهم.








    منقول



    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Dec-20-2016, 09:15 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2






    هذا حال الانسان
    يهمل النعم حين تكون بين يديه فلا يحمد الله عليها ،
    وللأسف لا يعرف قيمتها الا عندما تُسلب منه او يفقدها
    فيتذمر ويسخط ويلوم الحظ او الدنيا على ذلك

    والحقيقة :

    أن الله اذا احب عبداً ابتلاه

    فاذا صبر له الأجر
    واذا سخط وتذمر فله السخط


    فلولا المصائب لما عرف الانسان قيمة النعم

    فلابد من الايمان بالقضاء والقدر
    وأن جميع ماوضعه الله في هذه الدنيا وضعها لسبب
    والنظر الى الناحية الايجابيه في كل امور الحياة
    مهما كانت شدتها فــ

    "
    إن بعد العسر يسرا "







    شكراً جزيلا لك استاذي سعد على موضوعك الرائع والمفيد

    تحيآتي







    تعليق


    • #3
      روعة ها المعلومات القيمة وفقك الله نرجو الاستمرار في العطاء

      تعليق

      يعمل...
      X