تكريم الموظف المتسيّب
من السياسات الإدارية المتبعة في عدد من إداراتنا الحكومية
مراعاة مشاعر الموظف المتلاعب، بمداراته والتلطف معه، بل
والتغطية على مصائبه؛ درءاً لشره، ومحاولة لإعادته إلى الطريق
المستقيم، وبالمقابل إهمال الموظف المتميز، وعدم الاهتمام به،
فيوكل هذا الموظف إلى إيمانه، لا تكريم! ولا تقدير! وعندما
يُناقش المدير في هذه السياسة وخطورتها، يأتي الجواب الأكثر
خطورة: «فلان/ فلانة ما شاء الله عليه! ما يحتاج!» والمُشاهد أن
النتيجة الواقعية لهذه القاعدة: «لا طبنا ولا غدا الشر»، فلا
المتلاعب يعود عن تلاعبه، ويقدّر ما يبذل من أجله، بل قد يعدّه
في كثير من الأحيان ضعفاً وقلة حيلة تدفعانه لمزيد من الضياع،
فمن أمن العقوبة أساء الأدب، بينما نزهّد المتميز في طريق البذل
والعطاء الذي لم يحصّل منه الكثير دنيوياً، بل قد يكون مكسبه من
هذا التميز مزيداً من العمل والإرهاق، فهو المتميز ولذلك عليه أن
يقوم بعمله وعمل غيره! عجيبة هذه الممارسة! وأعجب منها
تبرير المديرين، رغم أنهم قبل توليهم الإدارة كانوا يشتكون منها،
وما أكثر الممارسات التي كان يشتكي منها المديرون، وعندما
جلسوا على الكرسي طبقوا ما كان يطبقه سابقوهم وأكثر! أهو
الضعف ومحاولة تبريره بأن عدم القدرة على اتخاذ القرار هو من
باب الرحمة ومحاولة الإصلاح؟! أم هو العجز العقلي عن ابتكار
حلول مناسبة تُصلح المتسيّب ولا تضر بالمتميز، وليس شرطاً أن
تكون العقوبة وقطع الأرزاق؟! ثم لماذا يخلق هذا التعارض بين
محاولة إصلاح غير الصالح وتكريم المتميز؟! فمن الممكن معالجة
تسيّب المتسيّب ومداراته، مع تكريم المتميز وتقديمه لتميزه، بل
إن تكريم المتميز وتقديره وسيلة لعلاج نقيضه إن كان بقي في
قلبه ذرة حياة وحياء تدل على إمكانية معالجته! يجب أن نتأمل في
الأمر ملياً؛ حتى لا نقتل المتميز ونحن نبحث عن علاج مريض
نسبة نجاح علاجه ضعيفة! فالمتميز ثروة وطنية يجب المحافظة
عليها، ولا يصح أبداً أن نقامر بها!
شلاش الضبعان
من السياسات الإدارية المتبعة في عدد من إداراتنا الحكومية
مراعاة مشاعر الموظف المتلاعب، بمداراته والتلطف معه، بل
والتغطية على مصائبه؛ درءاً لشره، ومحاولة لإعادته إلى الطريق
المستقيم، وبالمقابل إهمال الموظف المتميز، وعدم الاهتمام به،
فيوكل هذا الموظف إلى إيمانه، لا تكريم! ولا تقدير! وعندما
يُناقش المدير في هذه السياسة وخطورتها، يأتي الجواب الأكثر
خطورة: «فلان/ فلانة ما شاء الله عليه! ما يحتاج!» والمُشاهد أن
النتيجة الواقعية لهذه القاعدة: «لا طبنا ولا غدا الشر»، فلا
المتلاعب يعود عن تلاعبه، ويقدّر ما يبذل من أجله، بل قد يعدّه
في كثير من الأحيان ضعفاً وقلة حيلة تدفعانه لمزيد من الضياع،
فمن أمن العقوبة أساء الأدب، بينما نزهّد المتميز في طريق البذل
والعطاء الذي لم يحصّل منه الكثير دنيوياً، بل قد يكون مكسبه من
هذا التميز مزيداً من العمل والإرهاق، فهو المتميز ولذلك عليه أن
يقوم بعمله وعمل غيره! عجيبة هذه الممارسة! وأعجب منها
تبرير المديرين، رغم أنهم قبل توليهم الإدارة كانوا يشتكون منها،
وما أكثر الممارسات التي كان يشتكي منها المديرون، وعندما
جلسوا على الكرسي طبقوا ما كان يطبقه سابقوهم وأكثر! أهو
الضعف ومحاولة تبريره بأن عدم القدرة على اتخاذ القرار هو من
باب الرحمة ومحاولة الإصلاح؟! أم هو العجز العقلي عن ابتكار
حلول مناسبة تُصلح المتسيّب ولا تضر بالمتميز، وليس شرطاً أن
تكون العقوبة وقطع الأرزاق؟! ثم لماذا يخلق هذا التعارض بين
محاولة إصلاح غير الصالح وتكريم المتميز؟! فمن الممكن معالجة
تسيّب المتسيّب ومداراته، مع تكريم المتميز وتقديمه لتميزه، بل
إن تكريم المتميز وتقديره وسيلة لعلاج نقيضه إن كان بقي في
قلبه ذرة حياة وحياء تدل على إمكانية معالجته! يجب أن نتأمل في
الأمر ملياً؛ حتى لا نقتل المتميز ونحن نبحث عن علاج مريض
نسبة نجاح علاجه ضعيفة! فالمتميز ثروة وطنية يجب المحافظة
عليها، ولا يصح أبداً أن نقامر بها!
شلاش الضبعان
تعليق