":":"( سوق السمك ) للأوراق المالية ":":"

أخونا سعيد موظف على قد حاله، يدوب الراتب بيقضي الشهر بالعافية ، وكان خبير في صيد السمك وبيعه .

وفي يوم كان سعيد عالقهوة مع صاحبه اللي حكى له عن سبب غيابه عن الشغل في الأيام اللي فاتت ،

وقاله ها أقولك سري بس عشان أنت أخوي وطيب ، وحكي حكايته مع الأسهم والمكسب الكبير اللي

بيكسبه هو وناس كثير غيره . تاه سعيد في الأحلام ، وقرر يستغل شطارته في سوق السمك في الأسهم
، لكن من اين يجيب الفلوس اللي يبدأ بيها ، فأشار صاحبه عليه بحتتين الدهب والكام ألف اللي

شايلاهم أم العيال للزمن ، وكلها كم شهر وترجع الفلوس الطاق طاقين إذا ماكنش ثلاثة وأربعة . أول ما دخل سعيد البيت خد سعاد من إيديها ، وحكي ليها عن صاحبه والسوق والفلوس اللي حتغرقهم بس
لو هي طاوعته . سلمت سعاد بعد ما اقتنعت الكام غوشة وخاتم وحلق لجوزها اللي ما كدبش خبر وقام

على سوق الدهب وبدلهم نقدية ، وبسرعة على السوق وبقى بقدرة قادر مستثمر ، وبمساعدة صاحبه دليل الخير راح أشترى شوية أسهم إختارهم بالظبط زي ما كان بيشتري ويبيع السمك ، وتانى يوم فتح

الجرنال على أخبار السوق والأوراق وكمان نشرة السوق في قناة العربية ، وقعد ثلاث ساعات ماسك ورق وقلم يحسب أرباحه وخسايره ، ساعة وشه يصفر وساعة يحمر وساعة يخضر بالضبظ زي

إشارات المرور ، وفى أخر الجلسة أرتفع السوق ونط الدم في وشه ، لأنو طلع كسبان ألف وشوية ، مش كان بيعرف يبيع ويشتري السمك والحكاية هي هي ، وقعد مع سعاد يهنيها ويمنيها ويقولها لازم

نزود الفلوس شوية و راح ياخد من البنك سلفية ، وبشره الوسيط أنه أشترى ليه شوية عالمكشوف . تفوت الأيام والحكاية ماشية ميه ميه ، وبدأ يفكر يستغني عن الوظيفة وحس أن الموضوع محتاج

يتفرغ للسوق والجرايد ، ويقرأ تحاليل المخربين قصدي المحللين اللي كل شوية يسمع منهم أن السوق مطمئن وطالع ومحدش يفرط في سهم أسوار عشان ده لسه سعره شوية ، وكمان سهم خيار دون القيمة ولسه الأسعار هترتفع وتبقي نار ، والكلام نفسه بيتقال كل يوم بس بطريقة مختلفة. أتفنش

صاحبنا من شغله عشان أسبوعين ما راحش فيهم الدوام ، لكن مش مهم ، لأنه مستثمر كبير وبيكسب كتير . دخلت شهور الصيف وفجأة حصل هبوط في الأسعار ، خاصة الأسهم اللي اشتراها سعيد مع أنه منقيها كويس تمام زي ما كان بينقي السمك ، لكن بكرة تطلع الأسعار بس يصبر شوية ، وصاحب الهناء طمئنه وقاله دي حكاية عادية وخليك مستثمر طويل الأجل ، ومن هبوط لهبوط بدأ سعيد يحس

بالخطر ، الخسارة بتكبر يوم ورا يوم ، خايف يبيع ترجع الأسعار تزيد ، وخايف يستنى تتنيل الحكاية أكتر ، وبقى ماسك قلبه بيده ومن الجريدة للتانية ، ومن المحلل ده للمحول ده، وحالته بقت حالة ، وتحول من مستثمر لمتسمر قدام شاشات الأسعار فى السوق شوية وقدام النت شوية ، وبسرعة كبيرة

خسر سعيد كل فلوسه ، وكمان فلوس المكشوف وأقساط السلفية ، وجاله تليفون من الوسيط بيقول " نحن بعنا الأسهم اللي في المحفظة عشان نظمن حقنا ، بس رصيدك مكشوف وشوفلك حل يا عمو " . رجع سعيد البيت يكلم نفسه وقابلته سعاد على الباب ، فلوس الإيجار ما دفعتهاش بقالك شهرين ،

وقسط المدارس ، والبنك بعت إنذار، والتليفون قطعوا. قالها على المصيبة اللي حلت في وشها بومة

ومائة غراب ، ولطمت الولية ووقع عم سعيد على الأرضية ، الله يرحمه مات ، غلط في أيه سعيد ، ما كان شاطر كان منقي الأسهم بالظبط زي ما كان بينقي القرموط والبلطي ، الله يرحمه .. صحيح الدنيا

حظوظ .

==============

منقول